استنفار لافت لتجنّب الفوضى في أولمبياد باريس

وسائل النقل في منطقة إيل دو فرانس ستخضع لاختبار جدي خلال دورة الألعاب الأولمبية المقررة هذا الصيف في باريس.
الأربعاء 2024/04/17
تأهب كبير

باريس - فيما ينال الرياضيون تسهيلات كبيرة وحركة تنقل سلسة، يبدو الأمر مغايرا بالنسبة إلى الجماهير من حيث المسافات التي يتعين عليهم سلكها! إذ ستخضع وسائل النقل في منطقة إيل دو فرانس لاختبار جدي خلال دورة الألعاب الأولمبية المقررة هذا الصيف في باريس، في الوقت الذي دعا فيه المنظمون إلى التعبئة العامة لتجنب الفوضى.

وتؤكد السلطات جاهزيتها لاستقبال ما يقارب سبعة ملايين متفرّج متوقع بين 26 يوليو و11 أغسطس، حيث انتهت خطة التعبئة العامة في إيل دو فرانس، ومن المزمع إطلاق آلاف الحافلات المكوكية، ونشر 3000 دراجة ذاتية الخدمة إضافية، مع تطوير ما يقرب من 400 كيلومتر من ممرات الدراجات.

إلا أن عملية نقل المتفرجين خلال الألعاب، وهي الأولى في التاريخ التي تمنع دخول السيارات إلى المواقع، لا يزال يثير المخاوف بينما يواجه المستخدمون يوميا شبكة مزدحمة في معظم الأوقات وعرضة للاضطرابات والحوادث. لكن لتجنب الازدحام، صوّتت هيئة النقل في إيل دو فرانس (أي دي أف أم) لصالح خطة لتعزيز خطوط المترو وخدمات النقل المشترك، بمتوسط 15 في المئة من القطارات أكثر مما كانت عليه في الصيف العادي.

وأوضحت فاليري بيكريس رئيسة الهيئة أنّ المسار سيشهد عمليات نقل تُعادل يوم عمل واحد في الشتاء، ولكن مع فترات ذروة مفاجئة مع توقع بأن يرتفع الرقم إلى 500 ألف متفرج ليومين على الأقل، في 28 يوليو و2 أغسطس.

تعزيز الخدمات

السلطات تؤكد جاهزيتها لاستقبال ما يقارب سبعة ملايين متفرّج بين 26 يوليو و11 أغسطس، حيث انتهت خطة التعبئة

تم تعزيز خدمات النقل بشكل كبير في عدد من الأماكن، مثل الخط 9 حيث سيكون هناك 61 في المئة زيادة لحركة مرور مترو الأنفاق لخدمة بارك دي برانس ورولان غاروس، وهي المنطقة التي يخشى فيها من الازدحام.

وفي الخط المعروف بـ”آر إي آر سي” (RER C) الذي يواجه غالبًا الصعوبات، سيشهد ارتفاعا بنسبة 71 في المئة في باريس خلال الالعاب، وفقا للهيئة. أما في خط “آر غي آر أيه” (RER A) فمن المتوقع أن يرتفع معدله بنسبة 66 في المئة.

وسيتم افتتاح بنية تحتية جديدة، مثل تمديد الخط 14 إلى مطار أورلي في الجنوب ومطار سان دوني بلييل في شمال باريس.

ورغم الوسائل المتوفرة، ستدعو السلطات إلى تجنب التنقل خلال هذه الفترة والخروج فقط عند الحاجة. وقالت بيكريس “لا ينبغي أن تخافوا من المشي قليلاً، فهو مفيد لصحتكم”. من جهته، قال الوزير المختص بشؤون النقل باتريس فيرغرييت “ربما حان الوقت لتخرجوا بدراجاتكم”.

وفي شهر مايو، يتعين على الهيئة تقديم تطبيق برنامج ثري والذي من شأنه أن يتيح بث حركة تنقل المتفرجين.

وسبق أن أطلقت الحكومة موقعا إلكترونيا، حيث يمكن للجميع اختبار مسارهم وتكييفه حسب رغبتهم. ويتجلى ذلك بشكل ملحوظ… من خلال صورة امرأة تعمل عن بعد. بالنسبة إلى سائقي السيارات، سيتضمن ذلك تجنب المناطق المغلقة ومراعاة اختناقات “الممرات الأولمبية” المخصصة للأشخاص المعتمدين.

مساعدة سريعة

السلطات نجحت في عام 2012 خلال اولمبياد لندن في خفض حركة المرور على الطرق بنسبة 15 في المئة

ويعترف دافيد جوان، المسؤول عن تنسيق الطرق للألعاب في مديرية الطرق في إيل دو فرانس (ديريف)، بأن هذه الطرق “ستكون مقيدة”، لكنه قال إنه “واثق إلى حد ما” لأن حركة المرور تكون أضعف عادة خلال الصيف.

في عام 2012 خلال اولمبياد لندن، نجحت السلطات في خفض حركة المرور على الطرق بنسبة 15 في المئة.

وأوضح جوان أنّ “الهدف هو إعطاء المعلومات للمستخدمين”، عبر تطبيق مخصص للحركة المرورية أو الراديو المروري أو على اللافتات المضيئة على الطرق السريعة، كما ستضع السلطات مئات العملاء المهيئين لـ”التدخل بسرعة أكبر بكثير” في أي حادث. كما وضعت شركة “أي دي بي” التي تدير مطارات باريس، نفسها في جهوزية عالية حتى لو أنها لا تتوقع “زيادة كبيرة في الحركة” مقارنة بالصيف العادي، عندما يشهد مطار شارل ديغول في العاصمة أكثر من 200 ألف مسافر يوميا وأورلي مئة ألف.

 

17