استعادة الذات.. إيسكو يكتب فصلا جديدا من التألق

إيسكو يجد مع مانويل بيليغريني البيئة المثالية لاستعادة مستواه.
الاثنين 2025/03/03
شكر وانتقام

مدريد - لطالما كان فرانسيسكو رومان ألاركون، المعروف بـ”إيسكو”، أحد أكثر المواهب الإسبانية إثارة للاهتمام في العقد الماضي.

فقد لمع صانع الألعاب الأنيق مع ريال مدريد في سنوات مجده، لكنه وجد نفسه في النهاية خارج أسوار “سانتياغو برنابيو”، بعد تراجع دوره في الفريق. ورغم الصعوبات عاد إيسكو ليكتب فصلا جديدا من التألق مع ريال بيتيس، وهو ما ظهر جليا في مباراته الأخيرة أمام فريقه السابق، السبت، حين قاد الأندلسيين لتحقيق فوز ثمين (2 – 1) على الميرينغي، ليتوج كأفضل لاعب في اللقاء.

وانضم إيسكو إلى الفريق الملكي في صيف 2013، قادما من مالاقا في صفقة قدرت بـ30 مليون يورو.. ورغم البداية القوية، إلا أن مسيرته مع الميرينغي كانت مليئة بالتقلبات. فتحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي، في ولايته الأولى، تألق إيسكو، وساهم في إحراز ريال مدريد لقبه العاشر في دوري أبطال أوروبا.

وبعدها أصبح لاعب الوسط الإسباني جزءا من كتيبة المدرب زين الدين زيدان، التي حصدت المجد الأوروبي 3 مرات متتالية، بين 2016 و2018. لكن مع مرور الوقت، ومع بزوغ نجم لوكا مودريتش وتطور كاسيميرو وتوني كروس، وجد إيسكو نفسه يتراجع في ما يتعلق باختيارات المدربين.

وزاد الوضع سوءا مع عودة زيدان في 2019، حيث فقد إيسكو الثقة بشكل كامل، وبات عنصرا هامشيا في الفريق. وتحت قيادة كارلو أنشيلوتي في ولايته الثانية، لم يجد الإسباني مكانا، ليقرر الرحيل في صيف 2022، بعد انقضاء عقده مع ريال مدريد.

بعد مغادرته ريال مدريد، انتقل إيسكو إلى إشبيلية، لكنه لم يستطع التأقلم، فتم فسخ عقده بعد بضعة أشهر فقط. ولاح في الأفق خطر النهاية المبكرة لمسيرته الكروية، إلا أن ريال بيتيس منحه فرصة جديدة في صيف 2023، ليستغلها اللاعب بأفضل شكل ممكن.

بعد مغادرته ريال مدريد، انتقل إيسكو إلى إشبيلية، لكنه لم يستطع التأقلم، فتم فسخ عقده بعد بضعة أشهر فقط. ولاح في الأفق خطر النهاية المبكرة لمسيرته الكروية

فمع المدرب المخضرم مانويل بيليغريني وجد إيسكو البيئة المثالية لاستعادة مستواه، حيث حصل على حرية أكبر في الملعب، ليعود من جديد كصانع ألعاب رئيسي يجيد التحكم في النسق وإمداد زملائه بتمريرات ساحرة. وسرعان ما أصبح لاعبا لا غنى عنه في التشكيل، وبدأ يقدم أداء يعيد للأذهان أيام مجده مع الريال.

لعب إيسكو دورا حاسما ضد الميرينغي، بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة الـ54 من ركلة جزاء، قبل أن يحتفل بطريقة أثارت استياء بعض جماهير الفريق الملكي.

لكن في تصريحات صحفية عقب المباراة، أعرب إيسكو عن ندمه على طريقة احتفاله، قائلا “احتفلت بالهدف لأن زوجتي كانت هناك، ثم اعتذرت لجماهير ريال مدريد.” وأردف “أنا ممتن لهم دائما، لأنهم ساعدوني على تحقيق كل الأحلام التي يحلم بها أي طفل.. ريال مدريد سيبقى دائما في قلبي.”

في المقابل ظهر ثلاثي هجوم ريال مدريد بشكل متراجع خلال خسارة الفريق بنتيجة 1 – 2، السبت، في الجولة الـ26 من الدوري الإسباني.

وقالت صحيفة “آس” الإسبانية “لم يلب مبابي أو فينيسيوس أو رودريغو النداء لمساعدة ريال مدريد أمام ريال بيتيس، حيث لم يكن هناك أي أبطال في الفريق رغم أنهم كانوا حديث الساعة مؤخرا بعدما أظهروا قوة هجومية مذهلة وسجلوا أرقاما مرعبة”. وأضافت “لم تكن هناك سوى تسديدة واحدة على المرمى من الثلاثي الهجومي خلال 90 دقيقة كاملة، حيث جاءت من فينيسيوس، لكنها كانت ضعيفة في أحضان الحارس أدريان”.

وتابعت “سدد رودريغو لكن الكرة ذهبت بعيدة عن المرمى، ولم يكن هناك أي شيء آخر، الأمر الأكثر لفتا للانتباه أن هذا الأداء الضعيف من النجم البرازيلي كان أفضل من الصورة التي ظهر عليها مبابي، الذي لم يسدد أي كرة، لا داخل المرمى أو خارجه”.

وواصلت “غادر مبابي ملعب فيلامارين دون أي تسديدة خلال 75 دقيقة لعبها، حيث لمس الكرة 36 مرة فقط، وهو أقل مما فعله كامافينغا الذي دخل كبديل (38 لمسة)، وقريب من أرقام أردا جولر، الذي شارك أيضًا كبديل (33 لمسة)، وذلك ببساطة لأن كيليان لم يكن حاضرا في المباراة”.

وأشارت إلى أن دقة تمريرات مبابي كانت 68 في المئة فقط (رغم المستوى السيئ لرودريغو، وصلت دقته إلى 82 في المئة).

أما في الثلث الأخير من الملعب، انخفضت دقة تمريرات مبابي إلى 64 في المئة، كما فقد الكرة في نصف محاولاته للمراوغة (نجح في 3 من أصل 6)، ولم يرسل سوى عرضية واحدة طوال المباراة. وخسر رودريغو 50 في المئة من المواجهات الثنائية (نجح في 4 مراوغات من أصل 8)، بينما كان فينيسيوس أسوأ، حيث لم يكمل سوى 36 في المئة من مراوغاته (4 من 11).

17