استبعاد تشيني عن قيادة الحزب الجمهوري وانتخاب ستيفانيك إحدى أعتى أنصار ترامب

مكتب واشنطن- بالرغم من أن الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب قد غادر البيت الأبيض منذ أشهر وبطريقة كانت غير اعتيادية تشذّ عن تقاليد الانتقال السياسي السلس في الولايات المتحدة، وبالرغم من حجب حساباته من وسائل التواصل الاجتماعي ومنعه من التواصل والتفاعل مع عشرات الملايين من متابعيه على منصات تويتر وفيسبوك ويوتيوب، إلا أنه ما زال حاضراً بقوة في الساحة السياسية والحزبية للحزب الجمهوري الأميركي وله تأثيره الذي لا يمكن الاستهانة به.
ففي انتخابات الحزب التي جرت مؤخرا انتقم أنصار ترامب من الموقف الذي اتخذته القيادية الجمهورية البارزة، ليز تشيني، ابنة ديك تشيني نائب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش.
ليز تشيني كانت قد اتخذت موقفا حاداً من الرئيس ترامب ودعت إلى عزله وصوّتت على مشروع العزل ضمن مجموعة مصغرة من الجمهوريين وذلك احتجاجا على امتناعه عن نقل السلطة واتهامها له بتحريض أنصاره على أعمال شغب أدت إلى حالة من الفوضى غير المسبوقة انتهت بمداهمة المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية مبنى الكونغرس في السادس من شهر يناير 2021.

الجمهوريون ينتخبون النائبة عن نيويورك إليز ستيفانيك وهي من أشد الموالين لترامب لتحلّ مكان تشيني رئيسةً للمؤتمر
وإثر يومين فقط من إزاحة تشيني من منصبها كرئيسة لمؤتمر الحزب الجمهوري بسبب رفضها تبني ادعاء الرئيس ترامب بأن انتخابات 2020 قد سُرقت، انتخب الجمهوريون النائبة عن نيويورك إليز ستيفانيك، وهي من أشد الموالين لترامب لتحلّ مكان تشيني رئيسةً للمؤتمر. وستيفانيك تقف اليوم في المركز القيادي الثالث للحزب الجمهوري خلف زعيم الأقلية كيفن مكارثي، ويليه النائب عن لوس أنجلوس ستيف سكاليز.
في أول تصريح لستيفانيك إثر انتخابها قالت إنها “ستركز على الوحدة الوطنية لأن هذا ما يستحقه الشعب الأميركي”. وأردفت “أود أيضاً أن أشكر الرئيس ترامب على دعمه، إنه عنصر مهم من فريقنا الجمهوري”. هذا بينما غادرت تشيني الاجتماع مطرقة الرأس وقالت لوسائل الإعلام أثناء مغادرتها “سأفعل كل ما بوسعي لضمان عدم اقتراب الرئيس ترامب مرة أخرى من المكتب البيضاوي”.
هذا وقد شهد الحزب الجمهوري شرخاً كبيراً في صفوفه إثر أحداث يناير في الكابيتول، ولزم إعادة ترتيب البيت الداخلي فيه من خلال حوار معمّق بين الأطراف المختلفة فيه حول زعامة ترامب للحزب وإمكانية ترشحه في العام 2024 للمرة الثانية لموقع الرئاسة الأميركية.
تشيني التي كانت أقوى المرشحين وأبرز الوجوه لخوض معركة الانتخابات الرئاسية في العام 2024 أصبحت خارج حسابات الحزب الآن، بينما يهدد آخرون أن استمرار نفوذ ترامب وسيطرته على أجنحة الحزب وقراراته سيؤدي بهم إلى الاستقالة الجماعية وتشكيل حزب ثالث.
وسيراً باتجاه موعد الانتخابات النصفية في العام القادم، يستعدّ الجمهوريون لاستعادة المواقع التي خسروها في الانتخابات السابقة في سعي منهم نحو توحيد الصف واختيار الرجل أو السيدة الأفضل لخوض معركة الرئاسة بعد أقل من أربع سنوات، فهل سيكون ترامب مرشّح الجمهوريين مجدداً؟