ابتكار جديد في الكرة الطائرة يجعلها أكثر متعة

هلال الراوي: الهدف الأساسي من خلال هذا البحث هو الوصول إلى حل جزئي لمشكلة قلة تداول الكرة.
السبت 2018/05/26
رياضة الكرة الطائرة تصارع الملل

بغداد - قال المدرب العراقي هلال عبدالرحيم الراوي إنه توصل إلى ابتكار طريقة لعب جديدة لرياضة الكرة الطائرة تستند أساسا إلى العمل على زيادة وقت تداول الكرة والحد من الإصابات في الملعب والتقليل من استخدام الفيديو والتوقفات التي تحدث وعدم اقتصار اللعبة على طول القامة فقط، وبالتالي زيادة المتعة لدى اللاعبين والجمهور على حد سواء.

وأوضح الراوي أن هذا الابتكار جاء بسبب أن الكرة الطائرة من الرياضات الجماعية التي تمارس في أغلب بلدان العالم، لكن بالمقارنة مع الألعاب الجماعية الأخرى مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة اليد، تكاد تكون أقل إقبالا بسبب صعوبتها، حيث أنها اللعبة الجماعية الوحيدة التي تتطلب المحافظة على الكرة في الهواء، عكس قانون الجاذبية الأرضية، ومن هنا تبدأ صعوبتها، وبالتالي سينعكس ذلك على اللاعبين خاصة والجمهور بصورة عامة.

وحاول المدرب طرح كل المشكلات التي قد تؤدي إلى ضرورة البحث عن طرق جديدة من أجل إنقاذ كرة الطائرة من الرتابة والملل في بعض الأحيان. ولعل من أهم هذه المشكلات أن رياضة الكرة الطائرة تكاد تكون الرياضة الجماعية الوحيدة التي يكون فيها وقت تداول الكرة قصيرا جدا وبالتالي يسبب سرعة حسم النقاط نظرا لكبر مساحة ملعب الخصم، مما يؤدي إلى توقفات كثيرة خلال المباراة مما يجعلها مبتذلة لدى البعض.

كما أن اعتماد اللعبة على لاعبين طوال القامة يؤدي إلى عزوف فئة القامات القصيرة والمتوسطة عن الاهتمام باللعبة. هذا بالإضافة إلى أن مبدأ التشويق في اللعبة قليل بالمقارنة مع الألعاب الأخرى. كذلك بعد إدخال نظام الفيديو أصبحت التوقفات أكثر من السابق. زد على ذلك كثرة الإصابات التي تحدث للاعبين.

بعد الاطلاع على الدراسات السابقة لتطوير الرياضة، قدم المدرب هلال عبدالرحيم الراوي بحثا نظريا مؤكدا أنه على استعداد تام لتطبيقه عمليا. وقال الراوي إن الهدف الأساسي من خلال هذا البحث هو الوصول إلى حل جزئي لمشكلة قلة تداول الكرة. مبينا أن هذا الحل لا يتطلب أي تغييرات في قانون اللعبة إلا في حالة اختيارية من قبل جل الأطراف.

وشدد المدرب العراقي على ألا يقتصر اعتماد اللعبة على لاعبين طوال القامة، وذلك من أجل زيادة مبدأ التشويق عند اللاعبين والجمهور. وفي سياق آخر أكد على ضرورة التقليل من الاعتماد على الفيديو، إضافة إلى ضرورة الحد أو التقليل من الإصابات الرياضية.

وأكد المدرب أن الكرة الطائرة هي اللعبة الوحيدة الجماعية التي يستطيع فيها اللاعب إرجاع الكرة إلى الملعب حتى إذا كانت خارج خطوط اللعب بمسافات بعيدة ما دامت لم تلامس الأرض. وأوضح أن البحث يقوم على استحداث لاعب يسمى “اللاعب الهلال”تكون مهمته خارج حدود ملعب فريقه ويتحرك على شكل هلال ولا يحق له الدخول إلى أرضية الملعب المحددة بخطوط اللعب، ولا يدخل في أروقة دوران الفريق، ولا يحمل رقما على ملابسه، ويكون لون ملابسه مختلفا عن لون ملابس فريقه، ولهذا اللاعب “الهلال” الحق في إرجاع الكرة إلى الملعب.

الهدف الأساسي لهذا البحث هو الوصول إلى حل لمشكلة قلة تداول الكرة، وذلك لا يتطلب تغييرات في القانون

وتوصل الباحث العراقي إلى نتائج مهمة في بحثه لعل أبرزها زيادة وقت التداول قائلا “عندما يستطيع اللاعب الهلال إعادة الكرة إلى الملعب واللعب تصبح لدينا زيادة في وقت التداول في حالة احتساب هذه اللمسة ضمن اللمسات الثلاث في القانون، ويكون التداول أكبر في حالة عدم احتسابها ضمن اللمسات الثلاث، وهو ما يتطلب إجراء تعديل على القانون”.

نتائج البحث

كذلك  أكد المدرب أن اللعبة لن تكون مقتصرة على طوال القامة، لأن إدخال اللاعب الهلال واللاعب الليبرو ونوعا ما اللاعب المعد مع بقية اللاعبين سيجعل نسب الطول متباينة بينهم، وحسب اعتقاده فإن اللاعب الهلال لا يحتاج إلى أن يكون طويل القامة وبذلك “نستطيع أن نجذب أصحاب القامات المتوسطة إلى اللعبة”.

ومن بين النتائج  البارزة التوسع في الابتكار والتدريب وخطط اللعب. هذا فضلا عن التقليل من الإصابات الرياضية، معللا ذلك بقوله “لأن مسافة الوصول عند اللاعب الهلال تكون أقل مما هي عليه عند اللاعب الموجود داخل الملعب وبذلك سوف تقلل من مجازفة اللاعبين للوصول إلى الكرة والتعرض إلى إصابات، ونستطيع حساب سرعة الوصول إلى الكرة عند التطبيق العملي”. كذلك التقليل من استخدام الفيديو، ومثال ذلك “عند ملامسة اللاعب الهلال الكرة العائدة من حائط الصد لن يكون هناك اعتراض من قبل اللاعبين على أن الكرة لامست أم لم تلامس حائط الصد لأن النقطة قد حسمت عند ملامسة اللاعب الهلال للكرة”.

إضافة التشويق

من أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ضرورة إضافة التشويق للعبة وذلك عند إرجاع الكرة من قبل اللاعب الهلال وبهذه الطريقة سوف يزيد حماس اللاعبين والجمهور ويصبح هذا اللاعب محبوبا من قبل الجمهور. هذا إلى جانب كسب ود واحترام وحضور جماهير الرياضات الأخرى من خلال الطباعة على القميص المخصص للاعب الهلال، لصورة أسطورة رياضية أو أية شخصية رياضية “مدرب أو لاعب أو إداري” محبوب من جماهير دولته بالنسبة للمنتخبات الوطنية، وناديه بالنسبة للأندية المحلية، يحدد من قبل الاتحاد أو النادي الذي يلعب له الفريق ومثال على ذلك حضور لاعب كرة القدم البرازيلي نيمار إلى نهائي أولمبياد ريو دي جانيرو وطريقة احتفال الجماهير به.

ويشدد المدرب العراقي على ضرورة إعطاء وقت قبل المباريات لعرض نبذة مختصرة لصاحب الصورة المطبوعة على قميص اللاعب الهلال وعرضها على شاشة الملعب. وأوضح الباحث أنه لا بد أن يكون حكام الخطوط مسؤولين عن اجتياز أو لمس اللاعب الهلال خطوط أرض الملعب. ولا شك أن مثل هذه البحوث من شأنها أن تسهم بطريقة مباشرة في تطوير رياضة كرة الطائرة على المستوى العالمي.

22