إيهاب عبدالرحمن: حلم مصري تحطم على صخرة المنشطات

تفشت ظاهرة تناول المنشطات بشكل لافت، وباتت مهددة لمستقبل النجوم، وقبل واقعة إيهاب عبدالرحمن، ذاق الكثيرون مرارة الوقوع في فخ المنشطات.
الخميس 2016/07/28
إصرار على رفع الراية عالية

القاهرة - قبل أيام قليلة من انطلاق أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، المقرر لها 5 أغسطس المقبل، تلقت الرياضة المصرية صدمة كبرى، بعد أن تبخر حلم تحقيق ميدالية شبه مؤكدة، على خلفية سقوط إيهاب عبدالرحمن بطل العالم في رمي الرمح في فخ المنشطات.

لا تزال أحلام وطموحات الرياضيين تتحطم على صخرة المنشطات اللعينة، بسبب تناول مكملات غذائية أو أدوية تحتوي على مواد محظورة، وهو ما كشفته المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات “نادو”، عن تناول اللاعب المصري مادة “التستستيرون”.

وصرح أسامة غنيم رئيس المنظمة، أن اللاعب تناول مكملا غذائيا يحتوي على هرمون الذكورة، وأن العينة التي تم أخذها منه في منزله أظهرت نتيجة إيجابية.

وتأكد عدم سفر إيهاب عبدالرحمن لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر في رمي الرمح، إلى البرازيل لخوض منافسات الدورة الأولمبية، حيث ينتظر نتيجة العينة الثانية التي يتم تحليلها في برشلونة، ورفض اللاعب السفر من دون المسؤول العلمي لحضور فتح العينة، مؤكدا أهمية وجود طبيب مرافق له للتمكن من قراءة نتيجة التحاليل ومقارنتها بالعينة السابقة، وإذا ظهرت نتيجة العينة بصورة إيجابية، يتعرض اللاعب للعقاب.

وقال إيهاب عبدالرحمن لـ”العرب”، إنه يتناول مكملات غذائية منذ عام 2013 وحتى الآن، تحت إشراف طبيب المنتخب، ولم يقم بتغيير نوع المكمل طوال تلك المدة، وتعرض لاختبار المنشطات نحو 22 مرة خارج مصر، وظهرت جميع النتائج سلبية، وتساءل، لماذا أظهر هذا التحليل تحديدا نتيجة إيجابية؟.

لفت اللاعب إلى أن الجرعة المقررة من المكمل الغذائي هي 4 أقراص يوميا، بينما يتناول هو 3 أقراص فقط، خوفا من أي خطر محتمل، مشددا على أنه لن يضحي بمستقبله بعد الإنجازات التي حققها كان آخرها المركز الأول في الدوري الماسي، ومن قبلها تحقيق أول ميدالية في تاريخ مصر في بطولة العالم لألعاب القوى، وفاز عبدالرحمن بالميدالية الفضية في البطولة التي أقيمت بشنغهاي، بعد أن حقق مسافة قدرها 88.99 متر.

كان إيهاب عبدالرحمن، أحد اللاعبين المرشحين لنيل ميدالية أولمبية في ألعاب القوى، وإضافة إنجاز جديد للرياضة المصرية، بحصد أول ميدالية في تاريخ مصر الأولمبي في أم الألعاب، غير أن الضربة القاصمة التي تلقاها بدلت حاله من شاب مفتول العضلات، تعلو وجهه نظرة تحد، ورغبة في التتويج الأولمبي، إلى شخص حزين بات كل حلمه إثبات براءته. يذكر أن العينة التي أظهرت تعاطي اللاعب للمواد المنشطة، أخذت في منزله في أبريل الماضي.

إيهاب عبدالرحمن أكد أن المشاركة في الأولمبياد لم تعد أمرا مهما بالنسبة إليه، بل سيعكف على إثبات براءته

كشف عبدالرحمن لـ“العرب”، أنه خضع لكشف المنشطات مرتين، الأولى في يناير قبل سحب العينة العشوائية في أبريل، والثانية في مايو أثناء مشاركته بالدوري الماسي، وأظهرت العينتان نتيجة سلبية، لذا تساءل عن معنى ظهور نتيجة إيجابية بالعينة التي تم سحبها في مصر، وهل من المنطقي ظهور نتيجة التحليل بعدها بثلاثة أشهر؟

على الرغم من أن تحقيق ميدالية أولمبية، حلم يرافق أعتى رياضيي العالم، إلا أن إيهاب عبدالرحمن أكد أن المشاركة في الأولمبياد لم تعد أمرا مهما بالنسبة إليه، بل سيعكف على إثبات براءته، لكن الحلم الأولمبي لم يكن مهما للاعب فقط، بل إنه شرف لأي دولة، لذا تضع الدول الكبرى خططا علمية واستراتيجيات بعيدة الأمد من أجل تحقيقه.

ألمح البعض إلى تجلي نظرية المؤامرة في أزمة إيهاب عبدالرحمن، وظهرت تكهنات بأن تصفية الحسابات ورطت اللجنة الأولمبية المصرية في وقوعه في هذا الفخ، بسبب الخلافات بين رئيس اللجنة الأولمبية، هشام حطب، ورئيس اتحاد ألعاب القوى، وليد عطا، ما وضع اللجنة في موقف حرج، هو تأخر إخباره بنتيجة العينة.

أوضح عبدالرحمن لـ“العرب” أن الخطاب الخاص بنتيجة العينة، تسلمته المنظمة يوم 20 من يوليو الجاري، لكنها أظهرته يوم 24 من الشهر نفسه، وتعجب قائلا إنه علم بالأمر من خلال الصحف، وليس عن طريق أي مسؤول، وهي الطريقة التي أغضبته. عبدالرحمن الذي وضع نفسه بين كبار رياضيي رمي الرمح، ولم يعد ينافسه سوى الألماني توماس روهلر، ما ضاعف آمال المصريين في الفوز بميدالية أولمبية، بات يعيش في كابوس دائم.

قال عبدالرحمن، إن الرياضات الفردية لا تجد في مصر اهتماما كافيا، حيث يبدأ الاهتمام باللاعب بعد تحقيق نتيجة طيبة في أي بطولة بمجهود فردي، أما قبل ذلك فهو مغمور لا يلتفت إليه أحد.

يسعى خالد عبدالعزيز وزير الرياضة المصري، ومسؤولو اللجنة الأولمبية لحل الأزمة في أسرع وقت، لكن حتى وإن انتهت الأزمة، وكشفت التحاليل براءة اللاعب، هل يلحق بالبعثة المصرية في ريو دي جانيرو، أن تحقق هذا فليس هناك مؤشرات تؤكد إمكانية تحقيق ميدالية أولمبية، سوى بمعجزة إلهية.

في عام 2007 كانت نتيجة اختبار المنشطات الذي خضعت له السلوفاكية مارتينا هينغز إيجابيا، وتم إيقافها لمدة عامين، وفي رياضة الدراجات، كانت المفاجأة بثبوت تعاطي بطل الدراجات العالمي الأميركي لانس أرمسترونغ، الفائز ببطولة فرنسا سبع مرات، مواد منشطة لتحسين الأداء.

كما تعرض أسطورة كرة القدم الأرجنتيني مارادونا للإيقاف لمدة 15 شهرا بعد ثبوت تعاطيه عقار “الكوكايين” المخدر في عام 1991، قبل أن يعود إلى الملاعب ويكرر الأمر نفسه أثناء لقاء الأرجنتين ونيجيريا في كأس العالم عام 1994.

وتعرض المصارع المصري كرم جابر، صاحب ذهبية أولمبياد أثينا 2004، للإيقاف عامين بسبب تعاطيه المنشطات، وحُرم من المشاركة في أولمبياد البرازيل، كما أوقف نجم كرة القدم السعودية محمد نور منذ أسابيع، لمدة أربعة أعوام بسبب تعاطيه مواد محظورة، وفي العام الماضي، اعترف الجزائري يوسف بلايلي مهاجم فريق اتحاد العاصمة الجزائري، بواقعة تناوله للمنشطات.

22