إيمري يبحث عن الاستقرار في مواجهة نابولي بالدوري الأوروبي

يستقبل نادي أرسنال الإنكليزي نظيره نابولي الإيطالي مساء الخميس في قمة مواجهات ذهاب ربع نهائي الدوري الأوروبي، والتي تجمع الناديين على ملعب “الإمارات”، في حين ينزل الفريق اللندني الآخر تشيلسي ضيفا على سلافيا براغ التشيكي في أول لقاء قاري بينهما.
لندن - دعا المدرب الإسباني أوناي إيمري لاعبي فريقه أرسنال الإنكليزي إلى تقديم أداء ثابت ومستقر، قبل استضافة نابولي الإيطالي الخميس في ذهاب ربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في كرة القدم.
وتعرض أرسنال لنكسة في سعيه إلى إنهاء الدوري المحلي في مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، إذ سقط أمام مضيفه إيفرتون في المرحلة الـ33 بهدف نظيف، وتراجع إلى المركز الخامس بفارق نقطة خلف توتنهام الرابع (آخر المراكز المؤهلة).
وستكون “يوروبا ليغ” فرصة ملائمة لأرسنال لضمان المشاركة في المسابقة الأم، إذ سيتمكن في حال تتويجه بلقبها، من المشاركة في دوري الأبطال بصرف النظر عن ترتيبه المحلي، بموجب أنظمة الاتحاد القاري.
وقال إيمري الذي قاد إشبيلية الإسباني إلى الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في “يوروبا ليغ” بين 2014 و2016، “علينا أن نكون أكثر اتساقا في المباريات المقبلة، وإذا قمنا بذلك، سيكون بإمكاننا الفوز”.
ورغم أن أرسنال عانى خارج أرضه هذا الموسم، لكنه يتمتع بسجل إيجابي على ملعب الإمارات في شمال لندن، حيث فاز في مبارياته السبع الأخيرة في مختلف المسابقات، ومنها في “يوروبا ليغ” حين قلب تأخره أمام رين الفرنسي ذهابا (1-3) إلى فوز بثلاثية نظيفة في ثمن النهائي.
الدور ربع النهائي يشهد مواجهة إسبانية بين فياريال وفالنسيا، وقد التقى الفريقان من قبل في نصف نهائي المسابقة عام 2004
ويأمل إيمري في تعافي لاعبيه، الفرنسي لوران كوسييلني والسويسري غرانيت تشاكا لخوض المباراة، بينما يتوقع أن يدفع بالويلزي آرون رامسي والغابوني بيار-إيمريك أوباميانغ من البداية، بعدما بقيا على مقاعد البدلاء في انطلاق المباراة ضد إيفرتون على ملعب غوديسون بارك.
وقال إيمري “عندما تخسر مباراة واحدة، ربما يمكن النظر إلى اللاعبين الذين لم يشاركوا (كسبب للخسارة)، لكن أعتقد أن الأمر نادرا ما يكون سببا (…) فزنا بمباريات مع لاعبين آخرين، بأسلوب آخر، وعلينا أن نكون فعالين في كل مرة”.
ويسعى أرسنال على الأقل إلى تكرار إنجاز الموسم الماضي ببلوغ الدور نصف النهائي، وسيواجه الخميس فريق المدرب كارلو أنشيلوتي الذي يخوض المنافسات بعد خروجه من الدور الأول لدوري الأبطال.
ويعاني نابولي الذي يجد نفسه للموسم الثاني مضطرا للاكتفاء بمركز الوصافة في الدوري المحلي خلف يوفنتوس القريب من حسم لقب الموسم للمرة الثامنة تواليا، من أداء متراجع في الفترة الماضية، إذ سقط في فخ التعادل في بطولة إيطاليا أمام جنوة 1-1 الأحد. وفشل الفريق في الحفاظ على نظافة شباكه في مختلف المسابقات منذ فوزه في السابع من مارس ضمن “يوروبا ليغ” على ضيفه سالزبورغ النمساوي بثلاثية.
وحذر أنشيلوتي لاعبيه من التعرض لخيبة إضافية على ملعب الإمارات، موضحا بعد مباراة جنوة “ندافع بشكل سيء في الوقت الراهن. هذا جرس إنذار بالتأكيد، لأنه في حال لعبنا بهذا الشكل في لندن، سنواجه مشكلة”.
وتابع “من غير المعتاد رؤية نابولي يتصرف بهذا الشكل، لذا لدينا أربعة أيام للتركيز على العودة إلى الأساسيات، لأننا حاليا نخطئ بشأنها”. والتقى الفريقان مرة واحدة سابقا قاريا، وذلك في دور المجموعات لدوري الأبطال في 2013-2014، وتبادلا الفوز 2-0 ذهابا وإيابا.
هازارد آخر
يحل الفريق الإنكليزي الثاني في هذا الدور، تشيلسي، ضيفا على سلافيا براغ التشيكي في أول مواجهة قارية بينهما. ويسعى الفريق اللندني إلى تفادي المصير ذاته لإشبيلية الذي خرج من الدور السابق بشكل مفاجئ على يد الفريق التشيكي بعد التعادل 2-2 ذهابا في إسبانيا، والخسارة 3-4 في الوقت الإضافي إيابا. وسيكون فريق المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري في موقع الأفضلية، لاسيما وأنه يدخل المواجهة بعد تقدمه إلى المركز الثالث في الدوري الإنكليزي بفوزه الاثنين على وست هام 2-0 بهدفي البلجيكي إدين هازارد، أولهما من مجهود فردي رائع.
وأتى تحسن أداء هازارد بعد بداية صعبة له مع ساري، في وقت ملائم لتشيلسي رغم أن الدولي البلجيكي لا يزال مدار أخذ ورد في التقارير الصحافية بشأن انتقال محتمل إلى ريال مدريد الإسباني. وقال هازارد بعد مباراة وست هام إن موسمه “هو الأفضل لي على صعيد الإحصاءات”، معتبرا أن علاقته بالمدرب تطورت “لأنه يفكر في كرة القدم بالطريقة ذاتها التي أفكر بها”.
نابولي يعاني من أداء متراجع في الفترة الماضية، إذ سقط في فخ التعادل في بطولة إيطاليا أمام جنوة 1-1 الأحد
أما ساري فيبدو محاصرا كل مرة بالأسئلة عن مستقبل هازارد الذي لم يمدد عقده بعد مع النادي. وبعد الأداء اللافت للاعب رقم 10 ضد وست هام، أعرب ساري عن ثقته بأن النادي “لا يريد بيعه (هازارد)، لكن بالطبع علينا أن نحترم قراره” في حال أراد الرحيل. وأضاف “هو في الموسم الأخير من عهده (حتى نهاية 2019-2020)، وإذا أراد خوض تجربة أخرى علينا أن نحترم ذلك”.
وسيكون تشيلسي إزاء معضلة في حال أراد هازارد الرحيل، إذ أن النادي معاقب من الاتحاد الدولي (فيفا) بمنع التعاقدات لفترتي انتقالات مقبلتين.
محطة تاريخية
من المقرر أن يتم النظر الخميس في استئناف قدّمه تشيلسي بهذا الشأن. وردا على سؤال عن قدرة الفريق على التأقلم في حال رحيل هازارد، قال ساري “من وجهة نظر فنية، لا، ليس في الوقت الراهن” نظرا للعقوبة التي لا تزال قائمة، وأيضا “لأنه من المستحيل العثور على هازارد آخر”.
وخاض تشيلسي 13 مباراة متتالية من دون خسارة في يوروبا ليغ، في سلسلة ممتدة منذ موسم 2012-2013 عندما توج باللقب، علما بأنه شارك في منافسات دوري الأبطال في المواسم الأربعة الماضية. والنادي الإنكليزي هو ثالث فريق من حيث عدد المباريات المتتالية دون خسارة في هذه المسابقة، خلف أتلتيكو مدريد الإسباني (15 مباراة بين الثالث من نوفمبر 2011 و25 أكتوبر 2012)، وإينتراخت فرانكفورت مع 14.
وستكون في إمكان الفريق الألماني معادلة الرقم القياسي في حال عدم خسارته الخميس أمام مضيفه بنفيكا البرتغالي.
وخلال الموسم الحالي، فاز فرانكفورت في ثماني مباريات وتعادل في اثنتين، وتبدأ سلسلته من آخر مشاركة في يوروبا ليغ في موسم 2013-2014. ويشهد الدور ربع النهائي مواجهة إسبانية بين فياريال وفالنسيا.
وقد التقى الفريقان من قبل في نصف نهائي المسابقة عام 2004 (وكانت تعرف باسم كأس الاتحاد) في مباراة انتهت لصالح فالنسيا الذي توج إثرها باللقب.