إيطالي يستعين بعزالدين علية لصنع بيض الفصح

روما – حوّل صاحب متجر للحلويات يقع في حي شعبي في جنوب روما، بيض الفصح إلى لوحات فنية يعرضها بواجهة محله، مستعينا في ذلك بعدد من الفنانين ومصممي الأزياء من بينهم المصمم التونسي الراحل عزالدين علية.

وصنع صاحب المتجر والتر موسكو منحوتات من بيض الشوكولاتة، تعشقها العينان قبل الفم، إذ يقف المتفرجون مفتونين أمام واجهة محله، حيث يعرض بمناسبة عيد الفصح مجموعته المتميزة من البيض متعدد الألوان بشكل فني وبطريقة أنيقة تضاهي أسلوب محال المجوهرات الفاخرة.

ومن بين معروضات والتر بيضة أُلبِسَت فستانا أحمر مخمليا مستوحى من مصمم الأزياء الفرنسي الراحل المولود في تونس عزالدين علية.

واختار والتر تكريم المصمم العالمي الراحل من خلال هذا التصميم الذي ظهر ضمن تشكيلة من أبرز أعماله العاكسة لأفكاره وتوجهاته في عالم الأزياء في معرض أقيم بمتحف التصميم في لندن، بعد وفاته بستة أشهر.

وارتدى الكثير من المشاهير ملابس من تصميم عزالدين علية الذي توفي في العام 2017، أهمهم ميشيل أوباما ومادونا وجانيت جاكسون وفيكتوريا بيكام وناعومي كامبل.

ويتجوّل موسكو بسترته البيضاء، بين إبداعاته التي رُسِمَت على إحداها اثنتان من شخصيات الرسّام الأميركي الراحل كيث هارينغ تحت قلب أحمر، فيما زُيّنَت أخرى صفراء كأوراق عباد الشمس بشقوق على نسق اللوحات القماشية للرسام الأرجنتيني لوسيو فونتانا، وعلى ثالثة حمامة هاربة من صورة بعدسة الأميركي الراحل روبرت مابلثورب.

وأوضح أن “جميع الفنانين الذين يتناولهم هذا المعرض يمثلون عشر سنوات من الإنتاج. إنهم الأكثر تعبيرا والذين يستهوونني أكثر. ثمة الكثير من الفنانين الإيطاليين.. وآخرون على المستوى الدولي، أبرزهم أولئك المنتمون إلى فن البوب، ككيث هارينغ وروي ليشتنشتاين”.

وقال بمناسبة معرض لأجمل إنجازاته يسبق عيد الفصح الأحد إن “الفكرة بسيطة جدا”، مضيفا “لدي شغف كبير بالفن، ثم وسعت مجال عملي ليشمل الأدب والموسيقى والسينما”.

وأشار إلى أن “بعض البيض سريع التحضير، في حين يستلزم إنجاز البعض الآخر أياما عدة”. ويبلغ سعر بيضة من هذه المجموعة ما بين 150 و400 يورو.

وقد لا يكون أكل بيضة بهذا السعر هو الاستخدام الأمثل لها، بل هي تصلح لتُعرَض كأي قطعة فنية أخرى.

وشدد والتر على أن “الأهم وضعُها في أماكن لا تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة جدا، فلا تكون مثلا فوق المدفأة أو المشعاع أو بالقرب من نافذة مُعرّضة للشمس. وما من مشكلة في حرارة تبلغ 26-27 درجة وما دون”.

وكل البيض المعروض متاح للبيع، باستثناء قلّة منها تابعة لمجموعات خاصة لبعض الزبائن القدامى الذين اشتروها ولكنهم لم يأكلوها قطّ. أما البيع عبر الإنترنت فغير متوافر بعد لهذا البيض الفريد من نوعه لأنه بحسب والتر “من الصعب جدا شحنُها بسبب هشاشتها”.

وأكد أن كل الأعمال يدوية الصنع، واستُخدِمَت لصنعها شوكولاتة داكنة بنسبة 55 في المئة، فرنسية المنشأ، مطمئنا زبائنه إلى أن “كل الألوان قابلة للأكل ويتم مزجها مع زبدة الكاكاو بنسب دقيقة”.

ويقدم والتر في مختبره الذي يقع في الطبقة السفلية من متجره للحلويات في منطقة تور مارانشا، عرضا عن طريقة عمله، فيبدو أشبه بجرّاح شديد التركيز قبل أن يباشر مهمته على طاولة العمليات، وبـ”مبضعه”، وهو عبارة عن سكين يسخنها حتى تصبح حامية، يرسم بثقة في قشرة الشوكولاتة شقوقا عميقة على طريقة فونتانا الفنان الإيطالي الأرجنتيني من القرن العشرين، المعروف بلوحاته الممزقة الأحادية اللون.

ولفت والتر إلى أنه “عصامي.. كان لدي معرض فني قبل سنوات، أبيع فيه خصوصا أعمالا فنية من أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوقيانيا ومن تراث السكان الأصليين من أستراليا. ثم شُغِفت بهذا النوع من الفن ذا الطابع الأوروبي”.

وتابع أنه في اختياره مصادر إلهامه، يركز على “كل ما هو مجرد وغير سهل الفهم ولكنّ له تأثيرا عاطفيا قويا”.

ويأمل والتر في أن يستمر في “صنع هذه البيضات بالتعاون مع شخصيات من عالم الفن”، حيث يرى في هذا الفن “وسيلة لتبادل الآراء والأفكار، وبالتالي للتطور”.