إيطاليا المقنعة تعبّد الطريق لحصد لقب اليورو

الجيل الذهبي لبلجيكا يفوت فرصة ثانية لاعتلاء منصة التتويج.
الأحد 2021/07/04
عزيمة الأبطال

أعاد المنتخب الإيطالي إلى أذهان عشاق كرة القدم العالمية ذكريات جيل التسعينات بعدما فرض نفسه خصما عنيدا لجلّ المنتخبات التي تغلّب عليها وآخرها المنتخب البلجيكي المصنف الأول عالميا بفضل عزيمة وإصرار كبيرين لمجموعة شابة استطاعت أن تقنع الجميع بقدرتها على حصد لقب اليورو، فيما فوّت الجيل الذهبي للمنتخب البلجيكي فرصة أخرى لاعتلاء منصة التتويج ليغادر السباق من الباب الصغير.

ميونخ (ألمانيا) – ربما كانت جماهير إيطاليا هي الوحيدة التي تتمنى عدم اللجوء إلى وقت إضافي خلال فوز فريقها 2 – 1 على بلجيكا في مواجهة مثيرة بدور الثمانية ببطولة أوروبا الجمعة.

وربما كان انتصار إسبانيا 5 – 3 على كرواتيا وسويسرا على فرنسا بركلات الترجيح في دور الستة عشر أكثر إثارة، لكن المواجهة في ميونخ جاءت مثالية على كل الجوانب.

وبدت المباراة أنها نزال بين اثنين من الملاكمين الكبار وقدمت إيطاليا وبلجيكا كل ما لديهما من سرعة وحيوية ومهارة فردية وخطط.

وكال يورغن كلينسمان مهاجم ألمانيا السابق المديح للأداء الرائع الذي قدمته إيطاليا والتي أجبرت المنتخب البلجيكي الذي اعتاد السيطرة أمام منافسيه على الدفاع.

وأبلغ كلينسمان هيئة الإذاعة البريطانية “ما قدمته إيطاليا على الجانب الهجومي كان مذهلا”.

وتابع “التنظيم الذي لعبت به والتمريرات. هناك دقيقة ونصف، مررت إيطاليا الكرة ما بين 25 إلى 30 مرة، واستسلمت بلجيكا وعادت للدفاع”.

المنتخب الإيطالي اكتسب شهرته بأنه ملك الخطط الدفاعية، كما قدم أداء رائعا في الهجوم، ليمهد الطريق أمام مواجهة منتظرة مثيرة ضد إسبانيا في الدور نصف النهائي بملعب ويمبلي الثلاثاء المقبل

وقال آلان شيرر مهاجم إنجلترا السابق “كانت مباراة مذهلة. إيطاليا صمدت أمام كل محاولات بلجيكا في آخر ربع ساعة. كانت مذهلة”.

واكتسب المنتخب الإيطالي شهرته بأنه ملك الخطط الدفاعية، كما قدم أداء رائعا في الهجوم، ليمهد الطريق أمام مواجهة منتظرة مثيرة ضد إسبانيا في الدور نصف النهائي بملعب ويمبلي الثلاثاء المقبل.

وواصلت إيطاليا التألق تحت قيادة روبرتو مانشيني، وهو مهاجم سابق نجح في غرس فلسفته في فريق عازم على مواجهة منافسيه مهما كانوا.

وكانت بلجيكا في مأزق بسبب ضغط إيطاليا التي تقدمت 2 – 0 بهدفي نيكولو باريلا وإنسيني، قبل أن يقلص روميلو لوكاكو الفارق من ركلة جزاء في نهاية الشوط الأول.

وبدلا من اللجوء إلى الدفاع كما فعلت الأجيال السابقة، واصل فريق المدرب مانشيني سعيه لتسجيل الهدف الثالث لحسم المباراة.

وأوقف دفاع إيطاليا بقيادة جورجيو كيليني (36 عاما) وليوناردو بونوتشي (34 عاما) لوكاكو هداف بلجيكا عبر العصور، كما أظهر ثنائي الدفاع قوة الشباب وحيويته.

وبعد حفاظها على سجلها المثالي في البطولة، تدخل إيطاليا مباراة إسبانيا وهي تسعى لبلوغ النهائي للمرة الثانية في 3 نسخ للبطولة بعد الخسارة 0 – 4 أمام إسبانيا في نهائي 2012.

Thumbnail

وأحرزت إيطاليا 11 هدفا في البطولة الحالية وهو رقم قياسي لها في بطولة أوروبا، ولا يتفوق على هذا الرقم في مشاركاتها في البطولات الكبرى سوى تسجيلها 12 هدفا في طريقها إلى لقب كأس العالم 2006، ويبدو أنها تملك كل شيء لانتزاع اللقب هذه المرة.

واعتبر مانشيني أن المسار لا يزال طويلا للفوز بكأس أوروبا لكرة القدم. وقال المهاجم الدولي السابق “الفوز كان من حقنا، فاللاعبون كانوا رائعين، حتى ولو عانينا قليلا. 25 دقيقة من المعاناة في البداية؟ لا. كانت مباراة مفتوحة في البداية. كانت المعاناة في النهاية عندما ضغطوا. لكن هذا طبيعي”.

وتابع المدرب البالغ 56 عاما “لا يزال المسار طويلا، هناك مباراتان، وسنرى. إسبانيا خاضت التمديد في مباراتين؟ فلنستفد من هذا الفوز”.

إيطاليا أحرزت 11 هدفا وهو رقم قياسي لها في اليورو، ولا يتفوق على هذا الرقم سوى تسجيلها 12 هدفا في كأس العالم 2006

في المقابل قال الإسباني روبرتو مارتينيس مدرب بلجيكا “أنا حزين جدا، محبط جدا لأجل لاعبين لا يستحقون الخروج من البطولة بسبب التزامهم. كان هناك فريقان جيدان على أرض الملعب. كانت إيطاليا أفضل في الشوط الأول. لم نكن سريعين في مواجهة ضغطهم، افتقدنا للسرعة، وتلقينا هدفا كان يمكن تفاديه”.

وبدا التأثر واضحا على قلب دفاع إيطاليا ليوناردو بونوتشي “مرة جديدة، أثبتنا قيمنا، نكران ذاتنا، رغبتنا في المعاناة، تواضعنا وقلب إيطاليا. كل هذا ظهر هذه الليلة. هو الرضى الأهم، هذا يعني أننا نكبر”.

وتابع المدافع المخضرم البالغ 34 عاما “كل يوم نضيف شيئا ما لهذه المغامرة. الأهم هو المجموعة. نعم ركبتاي تؤلمانني، لكن لا شيء يهمّ في هذا النوع من المباريات”.

وشرّح نجم بلجيكا كيفن دي بروين مشوار بلجيكا في هذه البطولة “نحن خائبون بالطبع، لكن يجب أن نكون واضحين: أدركنا أن هذه البطولة ستكون صعبة، لأننا افتقدنا الكثير من العناصر والمعايير التي لعبت ضدنا. إصابة إدين هازارد، غياب تيموتي كاستاني في المباراة الأولى، أكسل (فيتسل، ابتعاده عن إيقاع المباريات).. واجهنا مشكلات كثيرة لنلعب بنسبة 100 في المئة”.

وتابع نجم مانشستر سيتي بطل إنجلترا “شخصيا، لم أكن جاهزا بنسبة 100 في المئة. أشكر الجهاز الطبي الذي قام بعمل رائع كي أتمكن من اللعب رغم التمزق في أحد الأربطة (كاحل). قاتلت.. قاتلنا كلنا حتى النهاية”.

ومرة جديدة، أهدر الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا في كرة القدم المؤلف من إدين هازارد وروميلو لوكاكو وكيفن دي بروين فرصة إحراز لقب يبحث عنه منذ 7 سنوات بخروجه في الدور ربع النهائي من كأس أوروبا 2020.

ولم يعد على الأرجح أمام الجيل الذهبي سوى فرصتين إذا ما أراد تدوين اسمه في سجلات المنتخبات الفائزة في بطولة كبرى، الأولى في الخريف المقبل عندما تواجه فرنسا في نصف النهائي دوري الأمم الأوروبية، بالإضافة إلى مونديال قطر 2022.

Thumbnail

ولخّص صانع ألعاب “الشياطين الحمر” دي بروين والذي خاض مباراة إيطاليا مصابا في كاحله كما كشف بنفسه، خروج فريقه بالقول “سيشعر بعض الناس بالخيبة وسينتقدوننا، لكنّي أعتقد بأن أنصار المنتخب رأوا بأننا بذلنا كل ما لدينا، سنحاول من جديد في المرة القادمة”.

وأعربت الصحف البلجيكية الصادرة السبت عن شعورها بالمرارة جراء خروج منتخب بلادها من الدور ربع النهائي من كأس أوروبا. وقالت صحيفة “دي مورغن”، “كان المنتخب الإيطالي قويا جدا، ذكيا جدا وجيد جدا”.

وأسفت صحيفة “دي ستاندارد” لعدم قدرة المنتخب البلجيكي على الذهاب إلى أبعد من هذا الدور بقولها “كان يمكن لهذه السنة أن تشهد تتويج بلجيكا باللقب القاري. للأسف لن يحصل هذا الأمر. بعد مباراة مثيرة شهدت صعودا وهبوطا لم يتمكن الشياطين الحمر من أن يكونوا على الموعد مرة جديدة في ميونيخ. ما بقي بعد نهاية المباراة هو طعم المرارة”.

وأضافت “على الورق، يستحق هذا الجيل أكثر من الخروج في ربع النهائي. لكن في الواقع، يتبين أنه من الصعوبة في مكان إحراز هذه الكأس المرموقة”.

أما صحيفة “سود برس” فقالت “كان هناك أستاديو ماني غارينشا في برازيليا عام 2014، ثم ملعب بيار موراي عام 2016. أما الآن فهناك محطة جديدة هي ملعب أليانز أرينا حيث دفنت أحلام منتخب الشياطين الحمر”.

أما صحيفة “درنيير هور” فقالت “لن يحرز الجيل الذهبي مرة جديدة أي بطولة هذا العام أيضا وربما لن يفوز بأي بطولة لاحقا. سيكون من الصعوبة هضم هذا الإخفاق الجديد”.

أما صحيفة “لو سوار” فقالت “قطار جديد يفوتنا، سنحاول عدم التفكير بذلك حتى مونديال قطر بعد 17 شهرا”.

23