إيران تبحث عن نهائي كأس آسيا من بوابة اليابان

تبحث إيران عن النهائي الأول منذ 43 عاما عندما تواجه اليابان، المتوجة أربع مرات (رقم قياسي) في قمة مرتقبة بين الطرفين الأفضل تصنيفا قاريا، في نصف نهائي كأس آسيا 2019 لكرة القدم في مدينة العين الإماراتية، الاثنين. وتلعب في نصف النهائي الآخر الإمارات مع قطر الثلاثاء في أبوظبي.
أبوظبي - لم يستطع المنتخب الإيراني لكرة القدم بلوغ المباراة النهائية لكأس آسيا رغم وصوله إلى المربع الذهبي في خمس من آخر عشر نسخ للبطولة. وذلك منذ فوزه بلقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي عام 1976.
والآن، قد تكون الفرصة سانحة أمام المنتخب الإيراني لبلوغ النهائي والمنافسة بقوة على اللقب في النسخة الحالية التي تستضيفها الإمارات حتى أول فبراير المقبل، حيث يلتقي الفريق نظيره الياباني الاثنين على “ملعب هزاع بن زايد” في العين وذلك في أولى مباراتي المربع الذهبي للبطولة.
بصمة قوية
تجمع المباراة بين فريقين من أكثر المرشحين للفوز باللقب كما أنهما يجمعان في ما بينهما نحو نصف عدد ألقاب النسخ الـ16 السابقة من البطولة، إذ يتصدر المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) قائمة أكثر المنتخبات فوزا باللقب برصيد أربعة ألقاب مقابل ثلاثة ألقاب للمنتخب الإيراني.
ولهذا، تمثل المواجهة بين الفريقين نهائيا مبكرا للبطولة، علما بأن مسيرة كل من الفريقين إلى المربع الذهبي للبطولة لم تكن بنفس مستوى نظيره عند الآخر.
وقد حقق المنتخب الياباني الفوز في جميع المباريات الخمس التي خاضها في البطولة حتى الآن ولكنه فاز في كل منها بفارق هدف واحد وهو ما يمثل رقما قياسيا في تاريخ البطولة بشأن عدد مرات الفوز المتتالي بنفس هامش الفوز.
المباراة بين فريقين من أكثر الفرق المرشحة للتتويج، كما يجمعان في ما بينهما نحو نصف عدد ألقاب النسخ الـ16 السابقة
على مدار مسيرته في البطولة حتى الآن، لم يقدم منتخب الساموراي بصمة قوية حيث بدا أن هدف الفريق هو الفوز بغض النظر عن مستوى وجمالية الأداء وهو ما صرح به رئيس الاتحاد الياباني للعبة مؤخرا في تصريحات صحافية. وسجل محاربو الساموراي في مبارياتهم الخمس ثمانية أهداف مقابل ثلاثة أهداف اهتزت بها شباك الفريق.
وفي المقابل، كانت انطلاقة المنتخب الإيراني في البطولة حتى الآن أكثر قوة إلى الدرجة التي جعلته المرشح الأقوى للفوز بالمباراة رغم أنه حقق الفوز في أربع فقط من المباريات الخمس التي خاضها في البطولة حتى الآن وسقط في فخ التعادل السلبي مع نظيره العراقي في الجولة الثالثة من مباريات مجموعته بالدور الأول للبطولة.
وقدم المنتخب الإيراني سجلا تهديفيا رائعا في البطولة الحالية حتى الآن حيث أحرز لاعبوه 12 هدفا فيما لم تهتز شباكه بأي هدف حتى الآن. ومن المؤكد أن الفريق يتطلع إلى الحفاظ على هذا السجل التهديفي الجيد خلال مباراة الغد لاجتياز العقبة اليابانية في طريقه إلى النهائي.
وكان تأهل المنتخبين الإيراني والياباني إلى هذه المرحلة شيئا متوقعا لكون الأول هو متصدر المنتخبات الآسيوية في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والفائز بلقب البطولة ثلاث مرات سابقا وإن كان آخرها في 1976. فيما يبرز الثاني كأكثر المنتخبات فوزا باللقب الأسيوي برصيد أربعة ألقاب.
وفرض المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) سطوته على بطولات كأس آسيا في آخر ثلاثة عقود حيث توج بلقب البطولة أربع مرات كان أولها في 1992 وأحدثها في 2011. ورغم عدم ظهوره في النسخة الحالية بالمستوى اللائق، فقد شق المنتخب الياباني طريقه بنجاح إلى المربع الذهبي. وقال هاجيمي مورياسو المدير الفني للفريق “خوض مباريات صعبة وقوية والفوز في الأدوار الإقصائية يعزز ثقة اللاعبين ويؤدي أيضا إلى تطور مستوى اللاعبين والفريق”.
بناء الفريق

تولى مورياسو تدريب المنتخب الياباني بعد بطولة كأس العالم 2018 بروسيا بهدف إعادة بناء الفريق. ولكن هذا الفارق الهزيل للفوز في مبارياته الخمس بالبطولة يعني أن الفريق سيعاني في مواجهة نظيره الإيراني الذي تأهل بجدارة لهذا الدور. ورغم الانتقادات التي يتعرض لها في كل مرة، لم يكف البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الإيراني عن محاولة وضع فريقه بعيدا عن دائرة المرشحين لتقليص الضغوط الواقعة على اللاعبين.
لكن كيروش ليس الأول أو الوحيد من المدربين الذي يقلل من فرص فريقه بهذا الشكل من أجل تقليص الضغوط على لاعبيه. وقد يكون هذا التصرف من كيروش مفهوما في ظل حاجة الفريق الماسة إلى الفوز بلقب البطولة الغائب عنه منذ 43 عاما. ويفتقد المنتخب الإيراني في هذه المباراة جهود لاعبه مهدي طارمي للإيقاف بسبب الإنذارات.
ولا يقف سجل المواجهات السابقة بين الفريقين بكأس آسيا في صالح المنتخب الإيراني حيث التقى الفريقان ثلاث مرات سابقة على مدار تاريخ البطولة وانتهت مباراتان بالتعادل السلبي في 1988 و2004، فيما انتهت المباراة الأخرى بين الفريقين بفوز الساموراي 1-0 على ملعبه عام 1992.
وكانت المباريات الثلاث السابقة في دور المجموعات فيما ستكون المباراة بينهما الاثنين هي أول مواجهة لهما في الأدوار الإقصائية. وإذا كان المنتخب الإيراني فشل في هز شباك نظيره الياباني في كل من المباريات الثلاث الماضية، فإن الفريق سيكون في أمس الحاجة غدا إلى أهداف لاعبيه وإلى مواصلة السجل التهديفي المتميز للفريق في هذه البطولة.