إندونيسيا تستقبل السياح بإجراءات صحية صارمة

الرحلات التقليدية والمتنوعة تأتي على كل المناطق والمواقع السياحية في البلاد.
الأحد 2021/01/31
مخالفة الإجراءات الصحية تستوجب العقوبات

تتسابق الدول التي يعتمد اقتصادها على السياحة لاستعادة زوارها وفق الشروط الصحية التي يفرضها وباء كورونا، ووصلت إندونيسيا إلى حد معاقبة السياح الذين لا يلتزمون بهذه الشروط في الوقت الذي تحاول فيه تشجيعهم على اتباع الرحلات التقليدية التي تسمح لهم باكتشاف أغلب أسرار البلاد الطبيعية والتاريخية.

جاكرتا - عاقبت شرطة جزيرة بالي الإندونيسية أجانب كانوا يتجولون دون أن يرتدوا كمامات، بأن فرضت عليهم ممارسة تمارين ضغط، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبيّنت التسجيلات التي جرى تداولها الأسبوع الماضي سياحا بملابس صيفية يقومون بتمارين ضغط (بوش أب) في أجواء الحر الاستوائي، على مرأى من رجال الشرطة المكلفين بحفظ الأمن والذين يرتدون كمامات.

وتضررت الجزيرة السياحية كثيرا جراء جائحة كورونا، وقد أغلقت أبوابها رسميا أمام السياح الأجانب منذ أبريل، لكنها تستقبل أجانب كثيرين من أصحاب تصاريح الإقامة طويلة الأمد أو الآتين من مناطق أخرى في البلد الواقع جنوب شرق آسيا.

غير أن العشرات من الأجانب تم إيقافهم منذ مطلع العام بسبب عدم التزامهم بهذا الإجراء، وفق الشرطي غوستي أغونغ كيتوت سوريانيغارا الذي أوضح أن السياح “يقولون في البداية إنهم ليسوا على علم بهذا القانون. بعدها، يتحججون بنسيان الكمامة أو بأنها مبللة أو غير صالحة للاستعمال”.

وفُرضت غرامة قدرها مئة ألف روبية (7 دولارات) على أكثر من 70 شخصا، غير أن ثلاثين آخرين أرغموا على القيام بتمارين ضغط بسبب عدم حيازتهم المال عند ضبطهم.

وقد أرغم المخالفون غير الحائزين كمامات على القيام بخمسين تمرين ضغط، في حين عوقب أولئك الذين كانوا يرتدونها بشكل خاطئ بالقيام بخمسة عشر تمرين ضغط.

سلطات بالي تحذر من أن عقوبة الأجانب الذين لا يضعون كمامات أو ينتهكون قواعد مكافحة كورونا قد تصل إلى الطرد

وأشار الشرطي إلى أن “نسبة الالتزام بارتداء الكمامات متدنية جدا لدى السياح الأجانب إذ يشكّل هؤلاء 90 في المئة من إجمالي المخالفين”.

وحذرت سلطات بالي من أن عقوبة الأجانب الذين لا يرتدون كمامات أو ينتهكون قواعد مكافحة كورونا قد تصل إلى الطرد.

وتحظى إندونيسيا بمكانة فريدة على خارطة السياحة العالمية؛ فهي تزخر بالمناظر الطبيعية الخلابة مثل البراكين المثيرة والمعابد العريقة، كما تضم أكثر من 17500 جزيرة أكبرها جزيرة سومطرة.

وبالنسبة إلى هواة الترحال من المبتدئين يُنصح باتباع البرامج السياحية التقليدية والمتنوعة، والتي تبدأ من جاكرتا مرورا بجزيرة سومطرة ووصولا إلى جزيرة بالي، ومن هناك تتم مواصلة الرحلة إلى لومبوك أو زيارة محمية كومودو الطبيعية.

ويعد مسار الرحلة التقليدي مجرد إمكان من بين إمكانات أخرى لا حصر لها، حيث يمكن تغيير هذا البرنامج السياحي أو تعديله حسب الرغبة، ودائما يؤكد خبراء السياحة في إندونيسيا أن رحلة القطار تعتبر أفضل طريقة لاكتشاف جزيرة جاوة، حيث يمكن أن تستغرق رحلة التنقل بين شرق الجزيرة وغربها عدة أيام.

وعادة ما يغادر السياح العاصمة جاكرتا بسرعة، متجهين نحو يوجياكارتا، المعروفة اختصارا باسم “جوجيا”، وتشتمل على العديد من الأماكن السياحية والمزارات التاريخية الهامة.

ويتعين على السياح الاستيقاظ مبكرا للانطلاق في جولة خارج يوجياكارتا لزيارة مجمع المعابد بوروبودور، الذي يعد أكبر مبنى بوذي في العالم، وأفضل وقت لزيارة هذا المجمع هو بداية شروق الشمس.

وعلى الرغم من التهديدات الكبيرة التي تشكلها زيارة البراكين، إلا أنها تمتاز بمناظر بديعة للغاية، وتعد من الوجهات السياحية التي تلقى رواجا كبيرا في إندونيسيا، ويتم تنظيم الجولات السياحية في جزيرة جاوة بأفضل صورة ممكنة.

طبيعة خلابة ومعابد عريقة
طبيعة خلابة ومعابد عريقة

ويجب أن يتضمن أي برنامج سياحي زيارة المحمية الطبيعية برومو تينجر سيميرو مع حوضها البركاني الضخم والعديد من الحفر البركانية، وللقيام بهذه الرحلة يتعين على السياح ركوب القطار من يوجياكارتا إلى بروبولينجو، وتبدأ الجولات السياحية في المدينة خلال الليل؛ حيث يتم اصطحاب السياح من الفنادق إلى موقف السيارات في المحمية الطبيعية، ومن هذه النقطة يتم السير على الأقدام بحذر تحت السماء المرصعة بالنجوم على منحدر “كينج كونج هيل”، إلى أن يتم الوصول إلى أفضل نقطة لمشاهدة المناظر الطبيعية البديعة.

وينعم السياح بإطلالة رائعة على منطقة جونونج برومو وسيرميرو عند شروق الشمس، ويصبح المنظر أكثر إثارة عندما تنساب السحب الأولى إلى الحوض تحت السماء الزرقاء. ويعايش السياح أجواء أكثر إثارة عند الشروع في رحلة ليلية لزيارة بركان “إيجين” في شرق جزيرة جاوة، حيث تمتد الرحلة إلى قاع حفرة البركان، ويشاهد السياح هنا غازات الكبريت المشتعلة باللهب الأزرق على ارتفاع بضعة أمتار من الصخور البركانية. ولأن الغازات حارقة للغاية يتعين على السياح ارتداء أقنعة لحماية الوجه.

وبعد انتهاء جولة استكشاف البراكين يصل القطار في نهاية الرحلة إلى مدينة بانيوانجي الساحلية، وبعد ذلك يصل السياح إلى جزيرة بالي من أجل الاستمتاع بالراحة والهدوء لعدة أيام. ويمكن للمرء أن يقضي أسبوعا أو أكثر في جزيرة بالي، وتمتاز الجزيرة بأجواء المرح بالإضافة إلى الشعب المضياف، وتنتشر المعابد المنزلية المزخرفة التي يقطنها سكان من الهندوس، وتتمتع جزيرة بالي ببنية تحتية رائعة تجعل من السهل على السياح البقاء هنا لفترة أطول مما هو مخطط له.

وتشتمل جزيرة بالي على الكثير من المعالم السياحية الشهيرة مثل معبد جونونج كاوي وبورا تيرتا إمبول، كما يمكن الانطلاق من القرية الجبلية موندوك إلى التجوال لمسافات طويلة، ومشاهدة مصاطب زراعة الأرز وغابة القردة، وباستطاعة عشاق رياضة الغوص العثور على العديد من مواقع الغوص الرائعة في شمال الجزيرة.

وبعد القيام بالجولات السياحية التقليدية في جزيرة جاوة وبالي يمكن للسياح الاختيار بين التوجه إلى جزيرة لومبوك المجاورة ومشاهدة المناظر الطبيعية البديعة لبركان رينجاني أو الذهاب إلى جُزر جيلي القريبة، إذ ينعم السياح هنا بأجواء الاسترخاء والمتعة والهدوء لعدة أيام في أكواخ بسيطة على الشاطئ، بالإضافة إلى إمكانية القيام بجولة داخل الغابات المطيرة من دينباسار إلى كاليمانتان.

وبمقدور السياح في إندونيسيا أن يزوروا السحالي الكبيرة بدلا من مشاهدة القردة، حيث تنطلق رحلات القوارب من جزيرة فلوريس إلى محمية كومودو الطبيعية التي تشتهر بتنانين الكومودو المرعبة.

16