إنجلترا تتحدى طموح أوكرانيا في أقوى مواجهات أمم أوروبا

تختتم اليوم السبت منافسات الدور ربع النهائي من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم في نسختها الـ16، للمسابقة الأعرق أوروبيا على مستوى المنتخبات، بإقامة مواجهتين، إذ تقام المباراة الأولى بين منتخبي التشيك والدانمارك، فيما ستكون المواجهة الثانية بين أوكرانيا وإنجلترا، في البطولة التي تقام خلال الفترة ما بين 11 يونيو حتى 11 يوليو 2021.
روما - تنتقل إنجلترا إلى روما حيث تصطدم في ربع نهائي كأس أوروبا بمنتخب أوكراني ليس لديه أي شيء ليخسره لأن مجرد وصوله إلى هذه المرحلة يشكل إنجازا تاريخيا لهذا البلد السوفييتي السابق. ونجح الإنجليز الثلاثاء وأمام 40 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات ويمبلي في إقصاء الغريمة التاريخية ألمانيا، ليحافظوا بذلك على شباكهم نظيفة في المباريات الأربع التي خاضوها في هذه النهائيات.
ويبدو طريق إنجلترا ممهدا نحو النهائي الذي يقام في ويمبلي أيضا، لأن بعد ربع النهائي ستواجه في حال فوزها الدنمارك أو تشيكيا. بالنسبة إلى المهاجم هاري كاين “الأهم هو ألا نتوقف هنا. لدينا رؤية حول أين نريد الذهاب كفريق، كمجموعة، كطاقم تدريبي، والأمور لم تنته بعد”.
وتخطت إنجلترا بذلك دورا إقصائيا في البطولة للمرة الثانية فقط بعد ربع نهائي 1996 حين تغلبت على إسبانيا بركلات الترجيح، وتأمل الآن ألا يتكرر سيناريو تلك النسخة حين انتهى مشوارها في الدور الإقصائي الثاني (نصف النهائي نتيجة مشاركة 16 منتخبا في النهائيات حينها مقابل 24 حاليا) بخسارتها أمام ألمانيا.
وستكون إنجلترا مرشحة على الورق لتخطي أوكرانيا ومدربها أندري شفتشنكو الذي قاد بلاده إلى مشوار تاريخي في البطولة ليس لوصولها إلى ربع النهائي وحسب، بل لأنها المرة الأولى التي تتجاوز فيها دور المجموعات منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي.
وبعدما خاضت جميع مبارياتها في دور المجموعات ولقاء ثمن النهائي ضد ألمانيا على “ويمبلي”، تغادر إنجلترا عاصمتها للمرة الأولى من أجل الانتقال إلى روما حيث ستلعب في غياب مشجعيها المقيمين في المملكة المتحدة بقرار من السلطات الإيطالية ضمن إجراءات الوقاية من فايروس كورونا.
وتأمل إنجلترا ألا ينتهي المشوار عند أبواب الملعب الأولمبي من أجل العودة مجددا إلى ويمبلي لخوض نصف النهائي أمام 60 ألف متفرج هذه المرة ولما لا النهائي أيضا.
ورأى حارس “الأسود الثلاثة” جوردن بيكفورد بحسب ما نقل عنه موقع الاتحاد الأوروبي أنه “يتوجب علينا خلق أجوائنا الخاصة في روما، وهذا أمر باستطاعتنا تحقيقه. الجمهور كان رائعا في تلك الأمسية (الثلاثاء) وخلال دور المجموعات أيضا، بالتالي أعتقد أن ذلك يمنحنا حافزا إضافيا لمباراة السبت من أجل العودة إلى خوض نصف النهائي أمام 60 ألف متفرج”.
حافز إضافي

تابع بيكفورد “في المنتخب الإنجليزي لدينا أفضل الطواقم. أفضل العلماء الرياضيين، أفضل المعالجين النفسيين. لدينا كل شيء من أجل منح أنفسنا أفضل فرصة كي نكون جاهزين لمباراة اليوم السبت” التي ستجمع الإنجليز بأوكرانيا للمرة الثانية في نهائيات البطولة القارية بعد عام 2012 حين فاز “الأسود الثلاثة” بهدف واين روني في دور المجموعات.
صحيح أن هناك فوارق فنية كبيرة بين إنجلترا وأوكرانيا، لكن على رجال غاريث ساوثغايت الحذر من حماس لاعبي المدرب شفتشنكو الذين أقصوا السويد من ثمن النهائي بالفوز عليها 2-1 بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع من الشوط الإضافي الثاني سجله البديل أرتيم دوبفيك.
وتعوّل أوكرانيا بشكل خاص على نجميها في الدوري الإنجليزي الممتاز ألكسندر زينتشينكو (مانشستر سيتي) الذي افتتح التسجيل أمام السويد، وأندري يارمولينكو (وست هام).
وتطرق المدافع ميكولا ماتفيينكو الذي كان من بين خمسة لاعبين أوكرانيين فقط خاضوا جميع دقائق المباريات الأربع الأولى في هذه النهائيات، إلى هذه المسألة قائلا لموقع الاتحاد الأوروبي “أعتقد أن الحافز لدى زينتشينكو ويارمولينكو سيكون مضاعفاً أو بثلاثة أضعاف (مقارنة بالمباريات الأخرى)”.
أما بخصوصه شخصيا، أجاب على سؤال حول إذا كان سيخوض اللقاء بحافز إضافي لاسيما وسط الحديث عن اهتمام أندية إنجليزية بخدماته، بالقول “كلا. لست بحاجة إلى حوافز إضافية. نحن نمثل منتخبنا الوطني والأجواء رائعة هنا (بين اللاعبين). عندما ترتدي هذا القميص، فأنت تدرك بأنك ستقدم كل ما لديك بغض النظر عن هوية الخصم”.
عقبة صعبة

يقف المنتخب التشيكي عائقا أمام رغبة الدنمارك بتكرار إنجاز عام 1992 عندما فجرت مفاجأة مدوية بفوزها بلقب كأس أوروبا، وذلك عندما يتواجه المنتخبان في الدور ربع النهائي من البطولة القارية على الملعب الأولمبي في باكو.
واجه المنتخب الدنماركي خطر الخروج باكرا من دور المجموعات بخسارته أمام فنلندا 0-1 وبلجيكا 1-2، على وقع تعرض نجمه كريستيان إريكسن لسكتة قلبية خلال المباراة الأولى خرج منها لاحقا سالما.
ومع مواكبة جماهيرية في كوبنهاغن، سحقت الدنمارك روسيا 4-1 في المباراة الثالثة وأنهت المجموعة الثانية في المركز الثاني، قبل أن تخوض الدور ثمن النهائي في أمستردام حيث سحقت ويلز برباعية نظيفة.
غابت الدنمارك عن المربع الذهبي لإحدى البطولات الكبرى منذ أن رفعت كأس البطولة القارية قبل 29 عاماً. حينها فشل المنتخب في التأهل إلى النهائيات التي خاضها لاحقا كبديل عن يوغوسلافيا.
وقال المدرب الدنماركي كاسبر هيولماند قبيل المباراة المرتقبة في باكو “هي فرصة ربما لن تتكرر مجددا”. وتابع “هي (الفرصة) سنوات عدة من العمل الشاق للعديد من الناس. نريد أن نستغل هذه الفرصة”.
ارتفعت وتيرة المنتخب الدنماركي مع توالي المباريات، حيث أن الفوز، في حال تحقق في أذربيجان، سيدفع به إلى الدور نصف النهائي لملاقاة إما إنجلترا أو أوكرانيا على ملعب ويمبلي.
صحيح أنّ هناك فوارق فنية بين إنجلترا وأوكرانيا، لكن على رجال ساوثغايت الحذر من حماس لاعبي المدرب شفتشنكو
في المقابل، قدّم المنتخب التشيكي أداءً قوياً للفوز على نظيره الهولندي المنقوص عددياً 2-صفر في بودابست في ثمن النهائي، وتزامن هذا الإنجاز مع غضب من رحلة باكو.
وستعاني الجماهير التشيكية للتنقل إلى العاصمة أذربيجان لمؤازرة منتخب بلادها، بعدما خاض المنتخب الوطني مباراته أمام البرتقالي على ملعب “بوشكاش أرينا” في المجر بسعة جماهيرية بلغت 52834 ألفا، منهم 7 آلاف مشجع تشيكي.
وصل رجال المدرب ياروسلاف شيلهافي إلى ثمن نهائي إحدى البطولات الكبرى للمرة الأولى منذ عام 2004، عندما خسروا أمام اليونان في نصف النهائي بهدف يتيم.
ويعتمد المنتخب التشيكي في مسيرته إلى ربع نهائي “يورو 2020” على دفاع صلب لم تهتز شباكه سوى مرتين في 4 مباريات، وعلى هداف من الطراز الرفيع هو باتريك تشيك.
يعتبر هذا الأخير الهداف الوحيد في البطولة حتّى الآن الذي سجل 4 أهداف أو أكثر، في حين يطمح أن يسير على خطى مواطنه باروش المتوج هدافاً لـ”يورو 2004″ في البرتغال، ليصبح ثاني لاعب تشيكي يحقق هذا الإنجاز.
أظهر سيفتشيك مساندة مطلقة لزميله الهداف في سعيه للتربع على صدارة الهدافين قائلاً “بالطبع نود أن يفوز باتا بالحذاء الذهبي. سنبذل قصارى جهدنا لمساعدته”.