إنجاز مونديال قطر رفع سقف طموحات ناشئي المغرب

جاكرتا - نجح المنتخب المغربي لأقل من 17 عاما في حجز بطاقة التأهل لدور ثمن نهائي كأس العالم للناشئين، بعد الفوز في الجولة الثالثة على إندونيسيا 3 – 1. ومرة أخرى ضمن منتخب المغرب للناشئين تأهله في بطولة تنظم على أرض آسيوية، بعدما تأهل في نسخة 2013 التي أقيمت في الإمارات متصدرا مجموعته بـ7 نقاط.

وبعد المواجهة تلقى وفد أسود الأطلس تهنئة من فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة المغربي، كما عاش الفريق مع الجماهير أجواء الفرح التي ذكرت بملحمة الأسود في مونديال قطر. وتصدر المغرب المجموعة الأولى في نهائيات المونديال برصيد 6 نقاط، فيما جاء منتخب الإكوادور ثانيا بـ5 نقاط. وبالتأكيد هنالك العديد من الأسباب التي ساهمت في تحقيق ناشئي المغرب هذا الإنجاز.

وضع الاتحاد المغربي لكرة القدم كل الإمكانيات ليكون استعداد منتخب الناشئين في مستوى هذه المنافسة. ومنذ المشاركة في كأس أمم أفريقيا والتأهل للمونديال رفع المنتخب المغربي جاهزيته، حيث أجرى العديد من المعسكرات داخل البلاد وخارجها، بالإضافة إلى إقامة العديد من المواجهات الودية. وكان آخر المعسكرات في قطر، حيث عزز فيه الجهاز الفني الاستعداد قبل السفر إلى إندونيسيا، كما أجرى قبله تجمعا في إسبانيا، وخاض خلاله وديات أمام إنجلترا وكوريا الجنوبية ونادي ملقة الإسباني.

وقدم المنتخب المغربي للناشئين مستويات جيدة في دور مجموعات المونديال، حيث لعب نجومه دورا كبيرا في ذلك، وكانوا على قدر المسؤولية. ويتقدم المجموعة محمد الحموني، الذي كان عنصرا مؤثرا في المباريات بمهاراته، فضلا عن تسجيله هدفين. ولعب الحارس طه بنغوزيل دورا كبيرا في الإنجاز، من خلال حضوره الجيد، إلى جانب المدافع عبدالحميد آيت بودلال الذي قاد الدفاع، وأيوب شيخون في جهة الوسط.

دعم الاتحاد

وراهن الاتحاد المغربي لكرة القدم على الاستقرار الفني عندما عيّن سعيد شيبا مدربا عام 2021، ووضع معه مخططا بعيد المدى، بالمنافسة على كأس أمم أفريقيا لأقل من 17 عاما والتأهل للمونديال. ونجح شيبا خلال تلك الفترة في وضع بصمته الخاصة، حيث بلغ نهائي كأس أمم أفريقيا الذي أقيم في الجزائر، وتأهل إلى المونديال. ومكّنت الفترة التي قضاها شيبا مدربا لناشئي المغربي من تكوين مجموعة جيدة، دون استثناء خبرته كلاعب دولي سابق ومدرب، حيث ساعده ذلك على إنجاح مهمته.

وقال سعيد شيبا إن الفوز على إندونيسيا كان مستحقا، حيث تأهل لدور ثمن نهائي كأس العالم للناشئين. وأوضح شيبا في تصريح صحفي "كنا نعرف أننا مطالبون بأن تكون ردة فعلنا جيدة بعد الخسارة غير المستحقة في الجولة الثانية أمام الإيكوادور، لذلك كان انتصارا مستحقا مع الحفاظ على مستوانا".

وتابع "ما أعجبني في لاعبي منتخب المغرب لأقل من 17 عاما أنهم خاضوا المباراة بعقلانية وبطريقة رائعة”. وأوضح "اللاعبون في المباراتين السابقتين قدموا مجهودات كبيرة، وكانت تغلب عليهم السذاجة في التدبير البدني، لكن أمام إندونيسيا عرفوا كيف يقسمون مجهودهم". وقال "كنا نعرف أننا نواجه فريق البلد المنظم الذي يبحث بدوره عن التأهل مع حماس جمهوره، لذلك حاولنا أن نضغط عليه في الأمام، وألا نمنحه الثقة".

واستطرد "دبرنا الشوط الثاني بشكل جيد، لأن اللاعبين استوعبوا أن امتلاك الكرة ولو من دون خطورة مهم، لأنه يرفع الضغط ويريحهم مع فرض إيقاعنا". وأتم "حققنا الهدف الأول وهو عبور دور المجموعات، ستكون أمامنا أربعة أيام من أجل الاستعداد لمباراة ثمن النهائي، هاجسنا دائما هو استعادة الطراوة البدنية لأننا نعرف أن اللاعبين بذلوا مجهودات كبيرة، خصوصا مع الجو الصعب، كل ذلك سيتطلب عملا متواصلا لتجهيز اللاعبين".

بدوره أكد طه بنغوزيل، حارس مرمى منتخب المغرب، أن الأسود استحقوا التأهل لثمن نهائي المونديال. وقال بنغوزيل في تصريحات رسمية لموقع اتحاد الكرة المغربي “كنا نعرف أن المباراة لن تكون سهلة، لأن المنتخب الإندونيسي كانت له حظوظه ولعب أمام جماهيره، لكن ذلك لم يؤثر علينا”. وأضاف "جميع اللاعبين التزموا بتعليمات المدرب، وتركيزنا كان عاليا من أجل حسم مباراة إندونيسيا بالفوز، وهو ما حدث".

وقال بنغوزيل "حققنا الهدف الأول الذي شاركنا من أجله وهو عبور دور المجموعات، لكن طموحنا لن يتوقف هنا، نريد أن نذهب إلى أبعد نقطة في المنافسة". وأتم "أستغل هذه المناسبة من أجل إهداء هذا التأهل لوالدي المريض، الذي يتواجد في المستشفى وأتمنى له الشفاء العاجل".

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة من المجموعات الست في البطولة، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، إلى ثمن النهائي. وكانت البطولة مقرّرة أصلاً في بيرو، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرّر سحب الاستضافة منها بسبب فشلها في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة باستكمال البنية التحتية اللازمة للاستضافة في الوقت المحدّد.

واختيرت إندونيسيا دولة بديلة في يونيو الماضي. وتحمل نيجيريا الرقم القياسي في عدد الألقاب بـ5 ألقاب من أصل 8 مباريات نهائية أمام البرازيل (4 ألقاب من أصل 6 مباريات) وكل من غانا والمكسيك (لقبان من أصل 4 مباريات)، فيما حققت السعودية أفضل نتيجة عربية، عندما أحرزت لقب 1989 في أسكتلندا.

كشّر المنتخب المغربي في المباراة الأخيرة من دور المجموعات أمام منتخب إندونيسيا عن أنيابه الهجومية، ولم يرحم منافسه، فهاجمه منذ الدقائق الأولى للمباراة. وبتسجيله 3 أهداف كان الطرف الأفضل، وخلق أكثر من 25 محاولة على مرمى المستضيف أمام جماهيره المحتشدة في المدرجات. وبفضل هذه الشراسة الهجومية، حسم المنتخب المغربي الفوز في المواجهة، وبالتالي التأهل من الصدارة.

وبدا من الواضح أنّ المنتخب المغربي تعلّم من الخسارة التي تعرّض لها في الجولة الثانية أمام منتخب الإكوادور بهدفين نظيفين، ففي هذه المباراة تراجع المنتخب المغربي كثيراً إلى الخلف، ولعب مدافعاً وخصوصاً في الشوط الثاني، وسمح للإكوادور بالهجوم وصناعة الخطورة الكبيرة على مرماه، وانتهى الأمر بتلقي هدفين في الشباك. ولكن أمام إندونيسيا هاجم المغرب من البداية حتى النهاية، ولم يمنح المنافس فرصة للاستحواذ على الكرة أو التحكم في مجريات اللعب، وهو ما سهّل فوز منتخب المغرب وحصده لـ3 نقاط مهمة جدا.

وساهم تعادل منتخب الإكوادور مع بنما خلال آخر مباراة له ضمن دور المجموعات في تأهل منتخب المغرب، متصدراً المجموعة الثالثة؛ إذ إنّ التعادل رفع رصيد الإكوادور إلى 5 نقاط بدلاً من 7، في وقت جمع فيه المغرب 6 نقاط وتصدر المجموعة، بينما منتخب بنما حصد نقطتين وحلّ في المركز الأخير وأُقصي من البطولة مباشرةً. وهذا لا يعني أنّ المغرب تأهل بسبب الإكوادور، بل على العكس، المغرب ضمن تأهله بمجرد فوزه على إندونيسيا، ولكن نتيجة الإكوادور وبنما ساهمت في تأهله كمتصدر والاستفادة من مواجهة منتخب وصيف من غير مجموعة في دور الـ16.

حضور أفريقي

تتواجد من قارة أفريقيا بجانب أسود الأطلس منتخبات السنغال وبوركينا فاسو ومالي، وكل فريق كان يحلم بتحقيق نتائج متميزة في البطولة التي ستشهد غياب عدد لا بأس به من نجوم المنتخبات الكبرى مثل إسبانيا والبرازيل وإنجلترا والأرجنتين، نظرا لانشغالهم بأنشطة أنديتهم الأوروبية.

ويُعد نجم نادي برشلونة الإسباني لامين يامال أبرز غائب عن هذه البطولة، حيث رفضت إدارة البلوغرانا التفريط فيه، واتفقت مع مسؤولي الاتحاد المحلي على استمراره في الليغا وعدم سفره إلى إندونيسيا مع بعثة الفريق. وينص نظام البطولة على تأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور الـ16، مع اختيار أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثالث في الدور الأول المكون من 6 مجموعات.

ولحق منتخب مالي بنظيره الإسباني في دور الستة عشر من منافسات بطولة كأس العالم بعد حلوله ثانيا في المجموعة الثانية. واكتسح منتخب مالي نظيره الكندي 5 – 1 في الوقت الذي تعادلت فيه إسبانيا مع أوزبكستان 2-2 في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

وتصدر منتخب إسبانيا ترتيب المجموعة الثانية برصيد سبع نقاط وحلت مالي في المركز الثاني بست نقاط، مقابل أربع نقاط لأوزبكستان في المركز الثالث وتذيلت كندا الترتيب دون رصيد. وعلى ملعب جيلورا بونغ كارنو جاءت خماسية منتخب مالي بتوقيع إبراهيم ديارا ومحمود باري وإبراهيم

كاناتي وحميدو ماكالوي وعثمان ثيرو، وتكفل ريتشارد تشوكو بتسجيل الهدف الوحيد لكندا. وعلى ملعب ماناهان تقدم روبرتو مارتن أورويل وإيغور أويونو بهدفين لإسبانيا ثم ردت أوزبكستان بهدفين عن طريق بيخروز شوكورولاييف وأميربيك سعيدوف.

كما صعد المنتخب الأرجنتيني إلى دور الستة عشر من منافسات البطولة، بعدما تغلب على نظيره البولندي 4 – 0 في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الرابعة. واعتلى المنتخب الأرجنتيني صدارة المجموعة برصيد ست نقاط ليتأهل برفقة نظيره السنغالي صاحب المركز الثاني، والذي كان قد حسم بالفعل تأهله قبل أن يخسر أمام نظيره الياباني 0-2.

وكذلك تأهل المنتخب الياباني إلى دور الستة عشر من المركز الثالث في المجموعة برصيد ست نقاط، حيث ضمن الصعود ضمن أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث بالمجموعات الست. وسجل الأهداف الأربعة لمنتخب الأرجنتين في شباك بولندا تياغو لابلاسي وأغوستين فابيان روبيرتو ويان سوبيابري وسانتياغو لوبيز. أما المنتخب الياباني فقد حسم مباراته أمام نظيره السنغالي بهدفين سجلهما رينتو تاكاوكا.

فارق الأهداف

بدوره فاز المنتخب البرازيلي على نظيره الإنجليزي 2 – 1 ضمن منافسات الجولة الثالثة بالمجموعة الثالثة. ورفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى ست نقاط ليحتل المركز الثاني خلف المنتخب الإنجليزي المتصدر  بفارق الأهداف، ليتأهلا معا إلى دور الستة عشر. وتقدم المنتخب البرازيلي عن طريق كاوا إلياس، فيما أضاف دا ماتا الهدف الثاني في الدقيقة 53، وسجل ندالا الهدف الوحيد للمنتخب الإنجليزي من ضربة جزاء.

وفي مباراة أخرى نجح المنتخب الإيراني في حجز بطاقة العبور لدور الستة عشر من خلال احتلال المركز الثالث، بعد فوزه على كاليدونيا الجديدة 5-0. ورفع منتخب إيران رصيده إلى ست نقاط ليحتل المركز الثالث، ويتأهل كواحد من أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث في دور المجموعات، بفارق الأهداف خلف إنجلترا والبرازيل، فيما تذيل منتخب كاليدونيا الجديدة الترتيب دون رصيد من النقاط بعد خساراته في المباريات الثلاث. وتقدم منتخب إيران عن طريق أمير محمد رازينيا، ثم أضاف اللاعب ذاته الهدف الثاني في الدقيقة 34.