إنجاز المونديال يفتح أبواب أمم أفريقيا أمام أسود الأطلس

نجح الاتحاد المغربي لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع في كسب الرهان خلال هذه النسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم، إذ كان يمني النفس بأن تكون نسخة مونديال قطر ناجحة، وهو ما أكده عند تقديم وليد الركراكي، مدرب الأسود. وعاش لقجع ضغطًا كبيرا قبل المونديال، ليؤكد أنه كسب هذا التحدي بامتياز.
الرباط - بدا فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، سعيدا وهو يرافق لاعبي الأسود، ويتماوج مع هتافات جماهير الأسود بعفوية، متخلصا من بروتوكول مسؤولياته الإدارية.
وعانق اللاعبين في مشاهد غير مألوفة سيخلدها التاريخ، بعدما وقع على حلمه العالمي، المتمثل في التواجد مرتين تواليا في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم، الأمر الذي لم يسبقه إليه أيٌّ من مسؤولي اتحاد الكرة المغربية عبر التاريخ.
وبلغ منتخب الأسود المربع الذهبي في مونديال قطر، إذ خرج من دور نصف نهائي البطولة بعد الخسارة أمام فرنسا (2 – 0). وأصبح لقجع أول رئيس اتحاد لكرة القدم عربيا وأفريقيا يصل إلى المربع الذهبي، محققا أكبر طموحاته، مثلما ظل يردد في جميع مقابلاته الإعلامية.
ينتظر لقجع لتكتمل فصول نجاحه أن يحقق الأسود اللقب القاري الغائب عن الخزانة المغربية منذ 1976 بأثيوبيا. إذ تضم خزانة الكرة المغربية لقبا واحدا للكان. وفي قطر وضع لقجع ووليد الركراكي، مدرب الأسود، واللاعبون نصب أعينهم التتويج بالنسخة المقبلة للكان، كي تتواصل صحوة الكرة المغربية على صعيد الأندية والمنتخبات أثناء ولايته.
فصول النجاح
قال لقجع إنه سعيد بالاستقبال التاريخي لمنتخب أسود الأطلس. وكانت بعثة الأسود قد وصلت إلى المغرب قادمة من قطر، بعد الإنجاز التاريخي في مونديال 2022. وأكد لقجع، في تصريحات إعلامية على هامش الاستقبال الجماهيري والملكي للبعثة، أن “هذا الاستقبال يؤكد العناية الملكية بالشباب والعناصر الرياضية، الجميل في الأمر هو حضور أمهات اللاعبين، خصوصا أن معظمهم يعيشون خارج البلاد”.
وأضاف “هذا الاستقبال يجسد تلاحم الشعب المغربي بكل شرائحه مع الملك. الأجواء كانت رائعة والجمهور تفاعل مع الإنجاز الذي ما كان ليتحقق لولا المجهودات التي قامت بها جميع الأطراف”. واختتم لقجع تصريحاته قائلا “أتمنى أن تتواصل الأفراح في المغرب، وأن نواصل السير في نفس طريق النجاح، من أجل هذا الاستقبال الملكي والحشود الجماهيرية”.
◙ لقجع والركراكي واللاعبون وضعوا نصب أعينهم التتويج بالنسخة المقبلة للكان، كي تتواصل صحوة الكرة المغربية
دخل فوزي لقجع عالم التسيير في كرة القدم عام 2009، وانتخب رئيسا لفريق مدينته نهضة بركان، الذي كان من مناصريه، ليدشن به ثورة شاملة، صعدت به من الهواة إلى أن أصبح أحد أقطاب كرة القدم الوطنية والأفريقية، بفوزه بكأس العرش مرتين، وكأس الكنفدرالية الأفريقية مرتين أيضا، وكأس السوبر الأفريقي مرة واحدة.
وبعد المسار الناجح مع نهضة بركان، انتخب فوزي لقجع رئيسا للجامعة الملكية لكرة القدم في نوفمبر 2013، خلفا لعلي الفاسي الفهري، ليطلق برنامجا كبيرا لإصلاح مجال كرة القدم.
في ظرف وجيز ربح فوزي لقجع عدة رهانات ضمن مشروعه، إذ نجح المغرب في تطوير بنياته التحتية الكروية لينافس البلدان الأوروبية، حيث أصبح يضم أحد أكبر المراكز الرياضية في العالم (مركز محمد السادس) بشهادة جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حين زار الرباط، و20 ملعبا بمعايير دولية، لاحتضان أي تظاهرة عالمية وقارية، إضافة إلى بناء وتجهيز 200 ملعب جديد بالعشب الاصطناعي، في كافة جهات المملكة.
اكتساح أفريقي وعالمي
ونالت الكرة النسائية وكرة القدم داخل القاعة حظهما في مخططات لقجع، بعدما صار لهما منتخبان يفوزان بالألقاب القارية والعالمية، كما أصبح المغرب قبلة للمؤتمرات والتظاهرات العالمية، إذ احتضن بطولة كأس العالم للأندية، ومؤتمر الاتحاد الدولي مرتين، ومؤتمر الكنفدرالية الأفريقية، وكأس أفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، وكأس أمم أفريقيا للسيدات، وبطولة أفريقيا للاعبين المحليين.
وفي عهد لقجع حقق المنتخب المغربي إنجازا انتظره 20 عاما، بالتأهل إلى بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، بعد هيكلة ناجحة، بداية بتعيين هيرفي رونار، واستقطاب العديد من المواهب التي تنشط في الدوريات الأوروبية، لتجسيد انتمائهم الوطني، على غرار حكيم زياش وسفيان بوفال وأشرف حكيمي ونصير مزراوي وسفيان أمرابط وغيرهم، من النجوم الذين أبهروا العالم في مونديال قطر، بقيادة وليد الركراكي.
وكان تعيين وليد الركراكي خلفا لوحيد خاليلوزيتشن شهرين قبل مونديال قطر، مفاجئا للجميع، قبل أن تظهر النتائج صحة القرار الذي اتخذه فوزي لقجع. وفاز المنتخب ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين في 2018 بقيادة جمال سلامي، وفي 2021 بقيادة الحسين عموتة، كما أصبح المغرب أول بلد في أفريقيا يستخدم تقنية “الفار”.
وعلى صعيد الأندية عادت الفرق الوطنية إلى منصات التتويج بعد سنوات عجاف، وفي فترته تمكن نادي الوداد من الفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا مرتين، وفاز الرجاء ونهضة بركان بكأس الكنفدرالية الأفريقية وكأس السوبر الأفريقي مرتين.