إقالة عموتة تربك حسابات الوداد قبل مونديال الأندية

ملف المدرب الأجنبي يعود للطرح مجددا داخل أروقة نادي الوداد.
السبت 2022/12/31
أرقام مبعثرة

الرباط - تعددت العوامل التي تسببت في سقوط الوداد أمام الجيش الملكي، بتلقي أعنف هزيمة له منذ عقود في مباراة كلاسيكو الدوري أمام غريمه (3 – 0)، وانطلقت من قرارات إدارة الفريق الغريبة، مرورا بالتخبط الذي رافق معسكر أغادير قبل استئناف البطولة المحلية، وتسجيل بعض الغيابات.

وأنهى الوداد فترة ما قبل التوقف في الصدارة دون هزيمة، بقيادة الحسين عموتة، إلا أن قرارا مفاجئا اتخذ فور عودة الفريق لاستئناف تدريباته بإقالة المدرب من قبل رئيس النادي سعيد الناصيري على خلفية تأخره في العودة من قطر التي سافر إليها لمتابعة مباريات افتتاح كأس العالم، وبقي هنالك للتحليل. وأربك ذلك استعدادات الفريق، وحالة من التخبط التي رافقت معسكر مدينة أغادير، وتأثر اللاعبين بهذا الوضع، وهو ما ظهر جليا على الأداء أمام الجيش في مباراة الكلاسيكو.

غموض القرارات

الوداد قدم واحدة من أسوأ مبارياته منذ فترة طويلة، وقد بدا تأثر اللاعبين بالقرارات المتأخرة للإدارة بتعيين مدرب جديد

وقدم الوداد واحدة من أسوأ مبارياته منذ فترة طويلة، وقد بدا تأثر اللاعبين بالقرارات المتأخرة لإدارة النادي، بتعيين مدرب جديد، إذ أشرف على الفريق فترة ليست قصيرة، مصطفى الخلفي، والعلوي الإسماعيلي، قبل أن يتم الانفصال عنهما.

وتم التعاقد مع الثنائي حسن بن عبيشة وعبدالإله صابر، اللذين توليا الإدارة الفنية للفريق، دون أن يصدر عن إدارة النادي قرارا رسميا يوضح ما إذا كان التعيين بشكل رسمي أم أنهما يندرجان ضمن الخانة المؤقتة، وبدا تأثير التخبط واضحا على الفريق الذي كانت صورته مهزوزة لا تليق ببطل المغرب وأفريقيا، قبل مشاركته في مونديال الأندية.

وقدم لاعبو الوداد أداء مهزوزا، وبدا تأثر الدفاع واضحا بغياب الدولي الجزائري الحسين بن عبادة، الأمر الذي كلف دفاع الوداد تحمل عبء المواجهة، ومعه تواضع الدوليين الذين شاركوا مع الأسود بالمونديال. وقدم التكناوتي أسوأ مباراة له مع النادي ختمها بطرد مجاني.. كما لم يظهر يحيي عطيةالله ويحيي جبران بالمستوى المطلوب، وبدا أن الثلاثي ما يزال يعيش نشوة الإنجاز الكبير بالمونديال.

وعاد ملف المدرب الأجنبي للطرح مجددا داخل أروقة نادي الوداد. فالهزيمة دفعت رئيس النادي سعيد الناصيري لطرح فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي يتولى زمام الإدارة الفنية للفريق، المقبل على المشاركة في مونديال الأندية في المغرب.

وأوضحت المصادر أن رئيس الوداد يحاول تعويض الحسين عموتة الذي أقيل من منصبه قبل نحو شهر، وقبله وليد الركراكي، الذي قاد النادي الموسم الماضي للعديد من الإنجازات محليا وأفريقيا. وكان التونسي فوزي البنزرتي هو آخر أجنبي درب الوداد قبل عامين وغادره في نهاية الدوري الذي توج به، معلنًا غضبه وهو يقصى من نصف نهائي بطولتي كأس العرش ودوري أبطال أفريقيا لعدم حصوله على الدعم الكافي.

ويعد البرتغالي ألكسندر سانتوس مدرب بترو أتلتيكو الأقرب لتدريب نادي الوداد.

استعادة التوهج

الجيش الملكي عاد إلى الواجهة الأفريقية وصعد إلى دور المجموعات في بطولة الكنفيدرالية،

ابتسم عام 2022 لنادي الجيش الملكي المغربي العريق، بعد غياب لأكثر من عقد من الزمن عن منصات التتويج، حيث كان آخر لقب حققه في عام 2009، عندما فاز بكأس العرش. وبعد جهود كبيرة، عاد الفريق العسكري إلى واجهة الألقاب عبر الفوز بنفس المسابقة.

ويعتبر الجيش الملكي أول فريق مغربي يفوز بلقب أفريقي، وكان ذلك عام 1985، على مستوى دوري أبطال أفريقيا.

وعاش الفريق العسكري اختلالات كبيرة على الصعيد الإداري، حيث دخل في مرحلة تخبط، وهو ما جعله يبدأ من الصفر قبل 4 سنوات، إذ غيّر تركيبته حينها بشكل تام، وترك لاعبا واحدا هو تونغارا.

وقد نجحت هذه الخطة، حيث استطاع الجيش أن يحرز كأس العرش سنة 2022 بعد التفوق في المباراة النهائية على المغرب التطواني (3 – 0)، في مايو الماضي على ملعب أغادير، تحت قيادة المدير الفني السابق، سفين فاندنبروك. وتناوب على تسجيل الثلاثية: دينيس بورجيس وآدم النفاتي وعبدالإله عميمي.

وينافس الفريق العسكري، هذا الموسم، على درع الدوري المغربي للمحترفين، حيث يتصدر جدول الترتيب بـ21 نقطة، وبفارق 3 نقاط عن الوداد الوصيف. كما عاد الجيش الملكي إلى الواجهة الأفريقية وصعد إلى دور المجموعات في بطولة الكنفيدرالية، التي فاز بها مرة واحدة عام 2005، ويراهن على استعادة توهجه المحلي والقاري.

وعبر فيرناندو دا كروز، مدرب الجيش الملكي، عن سعادته بالفوز العريض على الوداد. وتابع دا كروز، في تصريحات صحافية “بدأنا المباراة جيدا، وتمكنا من تسجيل الهدف الأول مبكرا.. بعد ذلك نظمنا صفوفنا واعتمدنا على المرتدات الهجومية، وأحرزنا الهدف الثاني الذي كان مستحقا”.

وأردف “رغم الفوز بثلاثية، إلا أننا واجهنا خصما قويا.. كان من الممكن أن يسجل الوداد من الفرص التي سنحت له.. لكننا قدمنا مستوى جيدا، وخلقنا فرصا أكثر وتحكمنا في مجريات المباراة، حتى من دون الكرة في الشوط الثاني.. لكننا استعدنا سيطرتنا وسجلنا الهدف الثالث”. وأضاف “نحن سعداء بالفوز، لكن علينا أن نحافظ على هدوئنا، لأن المشوار ما زال طويلا.. ما زالت تنتظرنا 21 مباراة، ويجب مواصلة العمل بنفس العقلية الاحترافية، لاسيما أننا مقبلون على مباراة صعبة يوم الخميس المقبل، أمام شباب السوالم”.

18