إسبانيا تراهن على المواهب لتخطي خبرة السويد في مونديال السيدات

إنجلترا تتسلح بالثقة في مواجهة أستراليا.
الثلاثاء 2023/08/15
على المسار الصحيح

يتحدّى المنتخب الإسباني خبرة نظيره السويدي حين يلتقيه الثلاثاء في أوكلاند في نصف نهائي مونديال السيدات لكرة القدم. أما المنتخب الإنجليزي بطل أوروبا فسيواجه بلدا بأكمله حين يلتقي الأربعاء في سيدني نظيره الأسترالي مستضيف البطولة.

سيدني - تتجه الأنظار اليوم الثلاثاء إلى أوكلاند النيوزيلندية حيث يتواجه المنتخب السويدي الخبير مع نظيره الإسباني الشاب في نصف نهائي مونديال السيدات. واستحق المنتخب السويدي تماما الوصول إلى نصف النهائي للمرة الخامسة في مشاركاته التسع، إذ تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة وتأهل مع جنوب أفريقيا على حساب إيطاليا والأرجنتين ثم أقصى الولايات المتحدة بطلة النسختين الماضيتين من ثمن النهائي والبطلة السابقة اليابان من ربع النهائي (2 – 1).

وكما كانت الحال ضد اليابان التي بدت المرشحة الأوفر حظا للفوز باللقب قبل أن ينتهي مشوارها على يد الإسكندينافيات، تعوّل زميلات الحارسة زيتشيرا موشوفيتش والمدافعة الهدافة أماندا إليشتيد على الصلابة الدفاعية للوقوف في وجه تحرّكات الإسبانيات وأسلوبهن الذي يعتمد كثيرا على تبادل الكرة.

وخلافا للسويد المحنّكة في كأس العالم بمشاركتها في جميع النسخ التسع ووصولها حتى إلى النهائي عام 2003 حين خسرت أمام ألمانيا 1 – 2 بعد التمديد، تصل إسبانيا إلى دور الأربعة للمرة الأولى في ثالث مشاركة لها فقط، وذلك بعدما حلت ثانية في دور المجموعات خلف اليابان قبل أن تكتسح سويسرا 5 – 1 في ثمن النهائي وتتخطى هولندا وصيفة 2019 في ربع النهائي 2 – 1 بعد التمديد.

ويضم المنتخب الإسباني الكثير من اللاعبات الموهوبات اللواتي يملن إلى الهجوم في تشكيلة تعتبر الأصغر سنا في هذه النهائيات، حيث تبرز بشكل خاص سلمى بارالويلو (19 عاما) التي سجلت هدف الفوز على هولندا في الشوط الإضافي الثاني. ورغم أن أليكسيا بوتياس، الفائزة بالكرة الذهبية في العامين الأخيرين، لا تزال بعيدة عن قمة لياقتها البدنية نتيجة معاناتها من إصابة في الركبة، يملك المنتخب الأيبيري الأسلحة الكافية لمحاولة تحقيق الإنجاز وتخطي السويد.

بلد بأكمله

لأوّل مرة في تاريخ النهائيات التي انطلقت عام 1991، كان المنتخب الأميركي غائبا عن الدور ربع النهائي

يواجه المنتخب الإنجليزي بطل أوروبا بلدا بأكمله حين يلتقي الأربعاء في سيدني نظيره الأسترالي المضيف. وبعد التأهل التاريخي لمنتخب “ماتيلداس” إلى نصف النهائي، أضيئت الجسور والمباني في بريزبين من ليل السبت إلى الأحد باللونين الأصفر والأخضر. وحقق المنتخب الأسترالي الإنجاز بفوزه على نظيره الفرنسي بركلات ترجيح دراماتيكية 7 – 6، بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي من دون أهداف. وارتفع منسوب الثقة في صفوف الأستراليات منذ الجولة الأخيرة لدور المجموعات، حين اكتسحن البطلة الأولمبية كندا برباعية نظيفة، ليضعن خلفهن السقوط المفاجئ في الجولة الثانية أمام نيجيريا (2 – 3).

وواصل فريق المدرب السويدي توني غوستافسون مستواه الجيد في ثمن النهائي بفوزه على الدنمارك 2 – 0 في لقاء شهد عودة النجمة والقائدة سامانتا كير بعد تعافيها من إصابة، قبل أن يتجاوز السبت عقبة الفرنسيات في مباراة خاطفة للأنفاس قالت عنها شبكة “أي.بي.سي” إنها “أوقفت الأمة” التي تسمّرت خلف شاشات التلفزة لمشاهدة اللقاء، إن كان في المنازل أو الحانات.

وقال غوستافسون “أعتقد حقا أن هذا الفريق قادر على صناعة التاريخ بطرق عدة، وليس فقط عبر الفوز بمباريات كرة القدم”، موضحا “الطريقة التي يمكنه بها إلهام الأمة، وكيف يمكنه توحيد الأمة، كيف باستطاعته ترك إرث أكبر بكثير من 90 دقيقة من كرة القدم”. وتابع “لهذا السبب أن أؤمن بهن كثيرا. عندما يكون هذا دافعك، فإنه أداة قوية يصعب للغاية إيقافها، وقد شعرت بذلك منذ اليوم الأول من العمل مع هذا الفريق. الدافع الداخلي هو ما أوصلهن إلى ما هن عليه اليوم”.

بطل جديد

ولأوّل مرة في تاريخ النهائيات التي انطلقت عام 1991، كان المنتخب الأميركي غائبا عن الدور ربع النهائي بعدما ذهب ضحية ركلات الترجيح أمام السويد في ثمن النهائي (0 – 0 في الوقتين الأصلي والإضافي). وبخروج المنتخب الأميركي، الفائز بلقب النسختين الماضيتين والذي كان يبحث عن إنجاز بأن يكون أول من يتوج بطلا للمرة الثالثة تواليا، فُتح باب التنافس على مصراعيه وارتفعت إمكانية مشاهدة بطل جديد بعدما خرجت ألمانيا (بطلة 2003 و2007) من دور المجموعات والنرويج (بطلة 1995) من ثمن النهائي واليابان (بطلة 2011) من ربع النهائي.

كانت النسخة التاسعة من النهائيات العالمية ناجحة في كافة المقاييس، لاسيما في أستراليا التي تستضيفها مشاركة مع جارتها نيوزيلندا، إذ ضجّت الشوارع والملاعب بالمشجعين وسُجّلت متابعة تاريخية على التلفزيون الأسترالي، بعدما تابع قرابة 4.2 مليون مشاهد القناة السابعة المفتوحة.

رئيس فيفا أعلن في وقت سابق عن زيادة إجمالي قيمة الجوائز بنسبة 300 في المئة إلى 150 مليون دولار، ما يعني ارتفاعا بمعدل ثلاثة أضعاف عن مونديال 2019

وهذا رقم أعلى من الذي استقطبه نهائي بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب عام 2022 والذي شهد تتويج البطلة المحلية آشلي بارتي باللقب، قبل أن تتخذ لاحقا قرار اعتزال اللعب. وسيكون نصف النهائي معقدا بعض الشيء أمام الأستراليات في مواجهة منتخب إنكليزي متوّج بكأس أوروبا يضم في صفوفه لاعبات يتمتعن بمهارات عالية ولياقة بدنية هائلة، خوّلتهن إنهاء مغامرة المنتخب الكولومبي في ربع النهائي بالفوز عليه 2 – 1 بعدما كن متخلفات.

ولم يكن مشوار فريق المدربة الهولندية الفذة سارينا فيغمان سلسا، إذ عانى لتخطي نيجيريا في ثمن النهائي واحتاج إلى ركلات الترجيح للخروج فائزا بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي. لكن خبرة الأدوار الإقصائية والمباريات الحاسمة قد تصب في صالح الإنجليزيات اللواتي وصلن إلى نصف النهائي للمرة الثالثة تواليا، فيما تخوض الأستراليات هذا الدور للمرة الأولى في ثامن مشاركة لهن. ويخوض المنتخب الإنجليزي اللقاء بغياب نجمته المهاجمة لورين جيمس للإيقاف بعد طردها أمام نيجيريا، على أمل ألا يؤثر هذا الغياب على حلمه بالوصول إلى النهائي لأول مرة.

وتستضيف أستراليا ونيوزيلندا في صيف 2023 كأس العالم للسيدات، في نسخته التاسعة، خلال الفترة من العشرين من يوليو إلى العشرين من أغسطس 2023، بمشاركة 32 منتخبا حول العالم، للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي بدأت في التسعينات بـ12 منتخبا فقط ثم توسيعها إلى 16 عام 1999.

وشارك 32 منتخبا في البطولة، لأول مرة منذ انطلاق مونديال السيدات في عام 1991، بعد إقامتها بـ24 منتخبا منذ نسخة كندا لعام 2015، ومن قبلها 16 منتخبا، بعد أن بدأت بـ12 فريقا. وتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى دور الـ16، الذي تقام مبارياته من الخامس إلى الثامن من أغسطس، علما بأن المباراة النهائية تقام يوم العشرين من أغسطس على ملعب أستراليا في سيدني.

وأعلن رئيس فيفا في وقت سابق عن زيادة إجمالي قيمة الجوائز بنسبة 300 في المئة إلى 150 مليون دولار، ما يعني ارتفاعا بمعدل ثلاثة أضعاف عن مونديال 2019، و10 أضعاف عن بطولة 2015، لكنها أقل بكثير من إجمالي جوائز مونديال قطر للرجال والتي بلغت 440 مليون دولار.

17