إسبانيا تخوض اختبار الحقيقة أمام كرواتيا في كأس أوروبا

يستعد منتخب إسبانيا لمواجهة منتخب كرواتيا ضمن مباريات دور الـ16 من بطولة أمم أوروبا (يورو) في لقاء قوي بين الفريقين في مباراة ستقام الاثنين. لقاء المنتخبين يتكرر للنسخة الثانية على التوالي، بعدما واجه لاروخا نظيره الكرواتي في يورو 2016 بدور المجموعات.
مدريد - سيكون منتخب إسبانيا المتجدّد بعناصر شابة نفسه تحت مجهر الاختبار عندما يواجه كرواتيا الإثنين على ملعب باركن ستاديوم في كوبنهاغن، في دور ثمن النهائي من كأس أوروبا لكرة القدم.
لا تأتي الأخبار فرادى للمنتخب الإسباني: سجّل 5 أهداف في مرمى سلوفاكيا الأربعاء بعد مباراتين لم يسجل خلالهما سوى هدف، وتجنّب خروجا مبكرا من الدور الأوّل. ارتقى للمركز الثاني في مجموعته الخامسة برصيد 5 نقاط خلف السويد (7)، وبات بإمكانه أن يحلم بالفوز باللقب القاري للمرة الرابعة في مسيرته بعد أعوام 1964 و2008 و2012.
لم يبدِ المدرب الإسباني لويس إنريكي اهتماما كبيرا بمركز منتخب بلاده ضمن مجموعته، مشددا على أهمية تجاوز دور المجموعات والإفلات من كابوس الخروج المبكر.
كشّر شباب إنريكي عن أنيابهم في الوقت الحاسم أمام سلوفاكيا ومنحوا بلادهم أكبر انتصار في تاريخ مشاركاتها في النهائيات، بعد الفوز سابقا 4-0 مرتين في نهائيات 2012 ضد أيرلندا في الدور الأول وإيطاليا في النهائي.
وسواء كانت موجة التفاؤل قصيرة أو طويلة الأمد أمام كرواتيا الاثنين، إلاّ أن وصيفة بطل مونديال 2018 بدأت تكتسب الثقة مع مرور المباريات.
وسيشكّل المنتخب الكرواتي اختبارا صعبا لإسبانيا بخلاف مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام منتخب سلوفاكي متواضع عكس أسوأ أداء بين المنتخبات الـ36 في الدور الأول.
طريق معبّد
يبدو طريق لاروخا إلى المباراة النهائية محفوفا بالصعاب، حيث من المحتمل أن يواجه فرنسا في الدور ربع النهائي، وربما إيطاليا أو بلجيكا أو البرتغال في المربع الذهبي.
وعلى الرغم من أن كرواتيا يمكن أن تكون أقل هذه المنتخبات جودة، إلا أنها بالتأكيد أفضل من المنتخبات الثلاثة التي واجهتها إسبانيا حتى الآن، مع خط وسط مدجج بالمواهب وقادر على السيطرة على اللعب مع الثلاثي لوكا مودريتش ومارتسيلو بروزوفيتش وماتيو كوفاتشيتش.
غير أن صفوف المنتخب الإسباني لا تخلو بدورها من المواهب الشابة، حيث أن الفوز في كوبنهاغن سيمنحه زخما حقيقيا، وفرصة خوض الدور ربع النهائي في بطولة كبيرة للمرة الأولى منذ التتويج باللقب القاري في عام 2012.
رجال المدرب ديدييه ديشامب يفتتحون الأدوار الإقصائية بعد فترة راحة استمرت خمسة أيام، ومع تعطش للفوز من دون أي بديل آخر
وقال إنريكي “من الواضح أن ما حصل يبعث على الارتياح، ليس فقط بالنسبة إليّ، ولكن ما يعنيه عندما تستمر بالإصرار على الأفكار الكروية ذاتها وترى أنه باستطاعتك تحقيق النتائج بفضلها”. وتابع “تأتي النتيجة في أفضل لحظة وهي تحضرنا لما هو قادم”.
وبالفعل، تأتي كلمات مدرب برشلونة السابق من رحم المعاناة التي يمر بها مهاجم يوفنتوس الإيطالي ألفارو موراتا ابن الـ28 عاما الذي ربما كان الوحيد المغادر لملعب لا كارتوخا من دون أن يشعر بالرضى.
ويأمل المدرب الإسباني ألا يكون فريقه قابلا للكسر بسبب الهوس الذي رافق لاعبيه لهز شباك المنافسين، في ظل تأرجح نتائج المنتخب مع فوز على ليتوانيا برباعية نظيفة في يونيو ثم التعادل السلبي مع السويد.
قبل أن يسحق ألمانيا 6-0 في نوفمبر قبل أن يسقط مجددا في فخ التعادل أمام اليونان 1-1. تأمل كرواتيا أن تظهر إسبانيا عقمها الهجومي، في حين تسعى الأخيرة إلى إثبات أن الفوز على سلوفاكيا كان نقطة التحول في اليورو، بدلا من كونها طلقة ناجحة لمرة واحدة فقط. لذا، يختم بوسكيتس قائلا “لدينا الثقة” و”هذه يجب أن تكون البداية”.
طرد الأشباح

يأمل منتخب فرنسا الذي لم يعكس صورة مشرقة عنه مع بداية كأس أوروبا أن يفوز على سويسرا في ثمن نهائي المسابقة في بوخارست، لطرد أشباح الشكوك التي ترافقه وإطلاق حملته إلى المباراة النهائية على الرغم من كثرة الإصابات التي تؤرق صفوفه. يفتتح رجال المدرب ديدييه ديشامب الأدوار الإقصائية بعد فترة راحة استمرت خمسة أيام، ومع تعطش للفوز من دون أي بديل آخر.
أشار لاعب خط الوسط بول بوغبا إلى هذا الواقع عقب نهاية مباراة منتخب بلاده أمام البرتغال 2-2 في دور المجموعات، قائلا “الآن ندرك ذلك، إما نبقى وإما نغادر”.
ولم ينسَ لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي أن منتخب “الديوك” تحرر من شكوكه في مونديال روسيا 2018 بفوزه في ثمن النهائي على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي بنتيجة 4-3.
وبعد ثلاثة أعوام من إنجاز الفوز بالمونديال، يجد المدرب الفرنسي نفسه قبل مواجهة سويسرا، أمام معضلات عدة تتمثل بالتعب وبإصابات متعددة.
وتلقى ديشامب ضربات موجعة أخرى، مع إصابة ماركوس تورام، علما أن مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ لم يلعب حتى الآن في النهائيات، ومدافع إشبيلية الإسباني جول كونديه (ضربة على فخذه)، وحتّى رابيو الذي يعاني من كاحله.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، وبعد إنهاء مجموعة الموت في الصدارة أمام ألمانيا والبرتغال، تواجه فرنسا خصما تعرفه جيدا لم تخسر أمامه منذ 29 عاما.
تملك سويسرا بعض الأوراق الرابحة في صفوفها، بداية مع عنصر الاستقرار حيث تأهلت إلى ثمن نهائي البطولات الأربع الكبرى، إلاّ أنها غالبا ما تخرج من هذا الدور حيث تعود آخر مشاركة لها في ربع النهائي إلى مونديال 1954 الذي استضافته على أرضها.
وقال المهاجم الدولي السابق ستيفان هنتشوز لوكالة فرانس برس “ننتظر لمرة واحدة، أن تتأهل سويسرا”، مضيفا “فشلنا في أربع مناسبات، ومرة بعد التمديد” في إشارة إلى الخسارة أمام الأرجنتين في مونديال 2014 بنتيجة 1-صفر بعد التمديد (هدف في الدقيقة 118).
يقود منتخب سويسرا الحارس الخبير يان سومر وصانع ألعاب ليفربول الإنجليزي جيردان شاكيري ومهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ بريل إمبولو، حيث حصل اللاعبون على 8 أيام من الراحة منذ خوضهم لمباراتهم الأخيرة في الدور الأوّل، أي أكثر بثلاثة أيام من فرنسا.
في المقابل، يقف ديشامب أمام معضلة رسم خطته التكتيكية داخل المستطيل الأخضر، فمع الكشوك التي تحوم حول مشاركة هرنانديز قام دي دي باعتماد السبت خلال التمارين خطة من 3 مدافعين.