إسبانيا تجدد ثقتها في أوناي سيمون

الدوحة - يعتمد مدرب إسبانيا لويس إنريكي أسلوبا قائما على الاستحواذ وأن يكون حارس المرمى شجاعا بما يكفي لتمرير الكرة إلى زملائه القريبين منه، حتى عندما يكون ذلك تحت ضغط هائل من مهاجمي الخصم. أحيانا لا تسير الأمور بشكل جيد، لكن المدرب حافظ على ثقته بسيمون بغض النظر عن الانتقادات التي تلقاها بعد الأخطاء.
عاش سيمون أوقاتا من الهلع أمام ألمانيا خلال تعادل الفريقين 1 - 1، لاسيما في أواخر المباراة في دور المجموعات، بينما ارتكب خطأ لدى تسجيل اليابان هدفها الأول لتمهيد الطريق أمام الأخيرة للخروج بفوز مفاجئ منحها صدارة المجموعة. واجهت إسبانيا خطر الخروج لثلاث دقائق قبل أن تنقذها ألمانيا بقلب تخلفها أمام كوستاريكا 1 - 2 إلى فوز 4 - 2، وسيواجه المنتخب الإيبيري المغرب في ثمن النهائي الثلاثاء. وقال لويس إنريكي بعد المباراة "لقد سجلوا هدفين ضدنا، ولو كانوا بحاجة إلى هدفين آخرين، لكانوا سيسجلونهما أيضا، أنا متأكد من ذلك".
مع تقدم إسبانيا 1 - 0 في مواجهتها ضد اليابان في بداية الشوط الثاني، لعب سيمون الكرة إلى أليخاندرو بالدي الذي تعرض للضغط على الفور وفقد الكرة، ليسدد ريتسو دوان الكرة في شباك سيمون من مشارف المنطقة. لمس سيمون الكرة وربما كان بمقدوره التصدي لها، في حين ادعى البعض أن حارس مرمى مانشستر يونايتد دافيد دي خيا كان سينقذ الكرة.
نقطة ضعف
قال غاري نيفيل، المحلل في قناة "أي.تي.في" إن سيمون بدا "نقطة ضعف حقيقية" بالنسبة لمنتخب "لا روخا" ودافع عن دي خيا. ومع ذلك، لم يكن إنريكي في وارد استدعاء دي خيا، حيث اختار دافيد رايا من برنتفورد وروبرتو سانشيس من برايتون كاحتياطيين لسيمون، وذلك لأن الاثنين أكثر راحة في التعامل مع الكرة بأقدامهما.
لا يملك الحارسان الاحتياطيان فرصة كبيرة لحلول أحدهما بين الخشبات الثلاث، لأن إنريكي أكد أن سيمون (25 عاما) هو الحارس رقم واحد في المنتخب، وقال بعد تعادل إسبانيا مع ألمانيا "لو لم يُجد أوناي اللعب بشكل جيد بقدميه، لما كان حارس مرمى المنتخب الوطني. أوناي سيمون لديه كل ما يحتاجه حارس مرمى إسبانيا".
ويؤكد إنريكي أنه لا يقلق عندما يرتكب سيمون خطأ ما، طالما أنه ينفذ الخطة الموضوعة له. واختار إنريكي سيمون بعد أن لفت الأنظار في المواسم الأخيرة في صفوف أتلتيك بلباو، بعد أن حل بدلا من كيبا أريسابالاغا المنتقل إلى تشيلسي مقابل رقم قياسي بلغ 87 مليون يورو. انضم إلى صفوف منتخب إسبانيا للمرة الأولى عام 2020، قبل أن يتم اختياره ضمن التشكيلة الرسمية لكأس أوروبا الصيف الماضي.
ثقة المدرّب
في النهائيات، ارتكب سيمون خطأ ضد كرواتيا، حيث فشل في تشتيت كرة بيدري لتتلقى شباكه هدفا، لكنه تألق في حصة ركلات الترجيح ضد سويسرا ليعوض خطأه بعض الشيء. لم يستطع تكرار الأمر ضد إيطاليا في نصف النهائي، لتبلغ الأخيرة المباراة النهائية في طريقها لإحراز اللقب.
ويؤكد سيمون أنه سعيد بالثقة التي منحها إياه المدرب "هذا هو الأسلوب الذي يريده المدرب، وقد أقنعني به وأنا مرتاح لذلك". ألمح إنريكي إلى أن فريقه قد يعمل على أن يكون أكثر واقعية من خلال التمريرات الطويلة، معتبرا أن الخسارة ضد اليابان كانت بمثابة التحذير له، وقال في هذا الصدد "إذا كان لدينا حظ لتسجيل هدف السبق ضد المغرب، فإنه سيرمي بكل شيء. يجب أن يكون هذا بمثابة تحذير من أن هذا الأمر قد يحدث".
لكن نظرا لثقة إنريكي بالأسلوب الذي يعتمده، فقد يطلب من سيمون الاستمرار في الإستراتيجية الحالية. وختم سيمون "يمكن أن يولّد ذلك وضعا متوترا وسيزداد الضغط في مباريات خروج المغلوب. هذه هي الطريقة التي يلعب بها المنتخب الوطني. لقد اعتدت اللعب بهذه الطريقة، وأنا واثق باللعب بهذه الطريقة، وكل الفريق يثق بي".