"إرسم" يحيى الفخراني تلهم مئات الفنانين

الفنان المصري يحيى الفخراني يفتتح معرضا تشكيليا يضم مجموعة من الصور التي جسدت شخصياته المتعددة خلال مسيرته التمثيلية الطويلة.
السبت 2019/11/30
شخص واحد بوجوه متعددة

يحيى الفخراني ينتقل بين لوحات بإمضاء جمهوره، في معرض مفتوح، ويقدم تذاكر مجانية لهؤلاء الفنانين الذين شاركوا في رسمه من خلال مسابقة نظمتها وزارة الشباب والرياضة بمصر عبر موقع فيسبوك.

رحاب عليوة

 القاهرة – افتتح الفنان المصري يحيى الفخراني قبل أيام بالقاهرة، معرضا تشكيليا يضم مجموعة من الصور التي جسدت شخصياته المتعددة خلال مسيرته التمثيلية الطويلة.

والمعرض الذي لا يزال مفتوحا أمام العموم، نتاج مسابقة رسمية أطلقتها وزارة الشباب والرياضة بمصر، مؤخرا، ولاقت تفاعلا جماهيريا غير مسبوق، سواء من خلال عدد اللوحات التي تجاوزت الـ700 لوحة أو بالتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع اللوحات.

وأكد الاحتفاء الذي أبداه الفخراني بالمسابقة خصوصية المعرض بالنسبة إليه، لاسيما وأنه تم تقديمه مباشرة من الجمهور الذي تأثر بأعماله فشرع في رسمها.

ساهمت مسابقة “إرسم يحيى الفخراني” في تغيير الأفكار التقليدية حول التواصل مع الشبان والتأثير فيهم، حيث وصل عدد المصوتين في المسابقة التي طرحت على موقع فيسبوك لنحو مليون صوت.

لوحة للفنانة سارة أحمد عبادي
لوحة للفنانة سارة أحمد عبادي

وأوضحت المشرفة على المسابقة، الفنانة التشكيلية، منى رجب، لـ”العرب”، أنها لم تشترط سوى الفئة العمرية من 18 إلى 35 سنة، عدا ذلك كانت الشروط حرة، ولم تفرق بين فنان محترف أم هاو.

كانت مسابقات وزارة الشباب تطرح داخل الجامعات أو المراكز الشبابية، ما جعل المستفيدين منها فئات محدودة، لذا عدت المسابقة الأخيرة تحولا نوعيا، إذ نالت أقل تكلفة وأكبر تفاعل.

وكشفت رجب، أن اختيار الفخراني وتفاعله مع المسابقة، جاء باعتباره فنانا استثنائيا وقد لا يختلف على عبقريته اثنان، وبالفعل لم يخب توقعها في التفاعل الكبير مع قيمته.

قدم الفخراني تذاكر مجانية لعرضه الملك لير لنحو 30 شابا بعدما كان محددا حضور الثلاثة الأوائل فقط، فضلا عن تنظيمه المعرض والاحتفاء باللوحات.

وأشارت المسابقة، التي تعد الأولى من نوعها إلى القدرة على تثمين قيم الفن الأصيل، عبر أفكار بسيطة وخارج الصندوق، فتنتج رباطا بين الشبان والأيقونات الفنية، وتقدم تكريما مختلفا لمسيرة هؤلاء الفنانين.

لوحة بورتريه بتقنية ديجيتال آرت للفنانة منة مصطفى
لوحة بورتريه بتقنية ديجيتال آرت للفنانة منة مصطفى

قال الفنان، إسلام فكري، لـ”العرب”، “ربما لو اختارت المسابقة فنانا غير الفخراني لما تحمست في المشاركة، فهو ثري بالوجوه التي قدمها خلال مسيرته الحافلة، وإتقانه لكل منها، حتى أنها تترك الفنان في حيرة عند الإقبال على رسمه”.

وقدم فكري لوحتين خلال المسابقة اختيرت إحداهما كواحدة من أفضل عشرين عملا طرحت لتصويت الجمهور، وجسدت لوحته 4 أعمال في فكرة إبداعية، حيث خشبة مسرح تجمع تلك الشخصيات معا في مشهد واحد، على بداية المسرح جهة اليمين يقف الملك لير شاخصا بسلطانه مصدرا أمرا إلى ونوس، التي ترمز لشخصية الشيطان التي قدمها في مسلسل بالاسم ذاته، بينما يجهز الأخير إحدى حيله في مزاوجة غير تقليدية بين صراع الخير والشر. وفي النصف الآخر للوحة أو للمسرح، يقدم الفخراني الكوميدي في “حمادة عزو” وهو يحمل وجبة طعام إلى الكيميائي صلاح أبوالعزم، الشخصية المركبة التي قدمها الممثل المخضرم في فيلم “الكيف” عن تأثيرات البيئة على الإنسان.

وأضاف فكري “أردت أن أقدم عملا يجسد قدرة الفخراني على تبديل وجهه حسب الشخصية، بنحو متقن كل مرة، سواء كان كوميديا أو تراجيديا”.

ادخر الفنان التشكيلي شخصية الخواجة عبدالقادر، الأقرب إلى قلبه لعمل آخر يهديه إلى فنانه المفضل، فروحانياتها الصوفية وتخيلاتها عن الفطرة الإسلامية في وقت نفد فيه التطرف والتشدد لا يمكن جمعها مع باقي الأدوار في لوحة واحدة.

لوحة تجسد شخصية الملك لير للفنان محمد سعد
لوحة تجسد شخصية الملك لير للفنان محمد سعد

ربما كانت تلك الشخصية الساحرة للخواجة عبدالقادر وراء تقديمها في لوحتين غير تقليديتين لفنانين آخرين ووجودهما بقائمة الأفضل، إحداهما صُنعت من الرمال الملونة وأخرى كرسم بالخيوط والمسامير. أما الشخصية التي نالت التجسيد الأوفر فهي شخصية “الملك لير”، إذ رسمت ثماني مرات بين أفضل 20 لوحة، سواء منفردة أو بصحبة شخصيات أخرى، على الرغم من أنه عمل مسرحي أقل انتشارا من أعماله المتلفزة أو السينمائية.

قدم الفخراني شخصية الملك لير على مسرح الدولة قبل 17 عاما، ثم أعاد تقديمها على المسرح الخاص العام الماضي في عروض لا زالت متواصلة. واستهوته معاناة الملك لير فلم يكتف بتقديمها مسرحيا، وأعاد تجسيد معاناتها في مسلسل “دهشة”.

كان لافتا رسم الفخراني بوجه السلطان محمد علي باشا مرتين، رغم أنه لم يقدم الشخصية في عمل فني، لكن سبق ونشر صورة له بملابسها في مشروع لم يكتمل، ورغم ذلك ظلت العامة محتفظة بالصورة.

لوحة تجسد الملك لير بتقنية ديجيتال آرت للفنان سعيد متولي
لوحة تجسد الملك لير بتقنية ديجيتال آرت للفنان سعيد متولي

 

24