بين البخاري والبخاري اثنا عشر قرنا من الزمان، بقي فيها الإنسان هو الإنسان، قدراته محدودة، ووعيه ذاتي.

بين ثقافة "حق العيش" والزوار العابرين على مخيمات الغجر والذيل وصاحبه، لم نعرف من الذي كان يهزّ الآخر بالضبط من ذاك الذي يتحكم بالرأي العام ومفاهيم الإنسان وأحلامه.

إذا كان الإنسان الذي يعيش ستين سنة فقط، ينام منها عشرين سنة كاملة، فهذا يعني أن عمره المستيقظ هو أربعون عاماً فقط.

كلمة "البتاع" يمكن أن توضع في أي موضع فتعطي المعنى الذي يريده المتكلم دون أن يكون المعنى ذاته الذي يفهمه المستمع.

ماذا يريد العرب من أنفسهم اليوم وقد باتوا يتوارون في ظلال أمم أخرى. ماذا يريدون من وجودهم وقد بلغوا بنسلهم أرض اليأس، وباتوا في حال ينكرون معها أنفسهم.

قليلون من العرب أدركوا قيمة العمل، وواجهوا انتقادات كثيرة بسبب دعمهم للمشاريع التي غيرت وجه التاريخ.

لا تحتمل الحياة النفاق، ولا تتطلبه أصلا، فالحقائق أقصر الطرق، وقد مرّ بالمجتمعات العربية دهر طويل، ألفَ الناس فيه النفاق، حتى صار عرفا.

ماذا نفعل في الشرق؟ وقد جمع علينا الله عظيمُ الشان، في هذا الزمان، الاستبداد والطغيان، وطاعون البناديق من الدكّنجيّة والخطباء السابقين على منابر السلطان.

لم أزل أفكّر في اسم بابيل ما الذي يعنيه؟ ومن أين جاء؟، حتى عرفت أنه يعود إلى أسرة دمشقية كريمة وأنه لا يعني شيئا، وربما كان تحريفا عن "أبابيل".

الحسين ويزيد وخامنئي وداعش والقاعدة، كلهم أشباحٌ من الماضي، لا يعرفون لغة الحاضر، ولن يكونوا من سكان المستقبل يوماً.