أين الصفقات الجديدة.. الريال يكشف حجم معاناة السيتي

نجح ريال مدريد في إسقاط مانشستر سيتي بمعقله "الاتحاد" في مباراة مثيرة جمعت بينهما ضمن منافسات ذهاب الملحق المؤهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. وانضم السيتي إلى قائمة ضحايا ريمونتادا الريال إلى جانب نابولي وبايرن ميونخ. ومن المقرر أن يستضيف الملكي الفريق اللندني في لقاء الإياب بمعقل الميرنغي "سانتياغو برنابيو" الأربعاء المقبل.
مانشستر (إنجلترا) - عاد ريال مدريد ليؤكد مجددا أنه قوة لا تقهر في مسابقته المحببة دوري أبطال أوروبا وأن ألقابه القياسية الـ15 لم تأت بالصدفة، وذلك من خلال صعقه مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي 3 – 2 في الوقت القاتل الثلاثاء في ذهاب الملحق المؤهل إلى ثمن النهائي.
وبدا أن سيتي سينتقل إلى ملعب ريال بأفضلية هدف وحيد بتقدمه 2 – 1 بثنائية النرويجي إرلينغ هالاند حتى الدقيقة 86، قبل أن يقول البديل المغربي إبراهيم دياس كلمته بعد أقل من دقيقتين من دخوله بإدراكه التعادل، ثم اكتملت العودة بهدف قاتل للإنجليزي جود بيلينغهام نتيجة خطأين دفاعيين.
بهذا الفوز الذي قطع به شوطا كبيرا نحو التأهل إلى ثمن النهائي حين يستضيف الإياب الأربعاء، كرس ريال تقليدا بأنه لا يعرف معنى للاستسلام في هذه المسابقة العزيزة عليه حتى عندما يكون في أسوأ أحواله، وهذا الأمر لا ينطبق تماما على هذا الموسم بما أنه متصدر للدوري المحلي، خلافا لسيتي الذي أظهر الثلاثاء حجم المشكلة التي يعاني منها.
نجا رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا من خروج مبكر محرج من دور المجموعة الموحدة في النظام الجديد للمسابقة، بعدما حلوا في المركز 22 من أصل 36 فريقا.
ولم يحقق بطل 2023 انتصاراته في المسابقة هذا الموسم سوى أمام سلوفان براتيسلافا السلوفاكي وسبارتا براغ التشيكي وكلوب بروج البلجيكي.
سيناريو متكرر
سبق لسيتي أن عاش نفس السيناريو تقريبا أمام ريال في نصف نهائي موسم 2021 – 2022
رغم اعتياده على النجاح المستمر خلال مسيرته، يبدو غوارديولا عاجزا عن وقف هذا التدهور. وبعد هزيمة الثلاثاء التي جعلت مهمة سيتي شاقة في لقاء الإياب المقرر الأربعاء في مدريد، قال غوارديولا “لست جيدا بما فيه الكفاية لمنح الفريق التماسك اللازم لإدارة هذا الموقف. الحقيقة أننا لسنا مستقرين بما يكفي. حدث هذا الأمر عدة مرات.” ويتحدث غوارديولا هنا عن سيناريو متكرر حصل مع فريقه هذا الموسم وهو عدم قدرته على التمسك بتقدمه.
ففي الدوري الممتاز حصل هذا الأمر ثلاث مرات ضد برايتون حين تقدم 1 – 0 حتى الدقيقة 78 قبل أن يخسر 1 – 2، وضد جاره مانشستر يونايتد حيث بدا في طريقه إلى الفوز 1 – 0 بتقدمه حتى الدقيقة 88 قبل أن يخسر 1 – 2، ثم ضد برنتفورد حيث كان متقدما 2 – 0 حتى الدقيقة 82 ليعود ويكتفي بالتعادل 2-2.
في دوري الأبطال، حصل هذا الأمر ضد فينورد الذي تخلف بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة 74 قبل أن يعود من بعيد ليخطف التعادل 3-3، ثم ضد سان جرمان الذي تخلف 0 – 2 حتى الدقيقة 56 ثم فاز في النهاية 4-2.
وتكرر الأمر ضد ريال الذي أكد مجددا أنه ملك العودة من بعيد في مسابقته المفضلة، مكررا السيناريو الذي أحدثه عدة مرات مؤخرا في مسابقته المفضلة، آخرها الموسم الماضي حين كان في طريقه إلى الخروج من نصف النهائي على يد بايرن ميونيخ الألماني بتخلفه 0 – 1 في الإياب حتى الدقيقة 88 قبل أن يفوز 2 – 1 بفضل ثنائية خوسيلو في طريقه إلى الفوز باللقب الخامس عشر.
بالنسبة إلى غوارديولا “علينا أن ننظر إلى أنفسنا وعلى هذا المستوى، الأمر صعب جدا. إنها ليست المرة الأولى، للأسف حدث ذلك عدة مرات،” مضيفا “قمنا بالعديد من الأشياء الجيدة ونحن نعلم من نواجهه لكن (في النهاية) هذه هي النتيجة ولهذا السبب نحن هنا (في وضع صعب).”
في ما يخص جون ستونز الذي لعب الثلاثاء أمام خط الدفاع من أجل مساعدته في التعامل مع الرباعي الهجومي لريال، فهذه “خسارة أخرى بعد مباراة أرسنال، لا أعرف كيف أصف ذلك بالكلمات. إنه أمر محبط جدا بالنسبة إلى الجميع… أنا غاضب جدا هذا ما يمكنني قوله.”
وسبق لسيتي أن عاش نفس السيناريو تقريبا أمام ريال في نصف نهائي موسم 2021 – 2022 حين احتضن الفريق الإنجليزي لقاء الذهاب وسيطر عليه تماما وتقدم فيه على منافسه الملكي مرتين بفارق هدفين قبل أن يكتفي في النهاية بأفضلية هدف وحيد (4 – 3).
في العاصمة الإسبانية بدت بطاقة النهائي محسومة لصالح الضيف الإنجليزي بعدما وضعه الجزائري رياض محرز في المقدمة قبل 17 دقيقة على النهاية، لكن العملاق الإسباني لم يلق سلاحه ورد بهدفين قاتلين للبرازيلي رودريغو في الوقت بدل الضائع، فارضا التمديد الذي حسمه الفرنسي كريم بنزيمة بركلة جزاء حملت فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى النهائي في باريس حيث تغلب على ليفربول الإنجليزي 1 – 0 وأحرز لقبه الرابع عشر. ربما السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهن أي مشجع لمانشستر سيتي، أو حتى متابع لكرة القدم العالمية، هو “لماذا لم يشرك بيب غوارديولا الصفقات الجديدة التي دعم بها الفريق في أهم مباراة في موسمه أمام ريال مدريد؟”
فرصة التأهل
على الجانب الآخر كان الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد أكثر تمسكا بفرصة فريقه في التأهل، ودفع بكل ما يملكه من عناصر أو أفكار من أجل انتزاع الفوز في ملعب السيتي.
ورغم أن الفريق الإسباني بدأ المباراة متحفظًا في الشوط الأول، وترك السيطرة لمانشستر سيتي، فإنه انتفض بوضوح في الشوط الثاني، بعدما أدرك أنشيلوتي عجز رجال غوارديولا عن تقديم أي شيء في الثلث الهجومي، مع التراجع الكبير في قدرتهم على صناعة الفرص في ظل انخفاض مستوى الثنائي كيفين دي بروين وبرناردو سيلفا وخروج جاك جريليش مبكرا بداعي الإصابة.
وبخلاف ركلة الجزاء المثيرة للشك التي حصل عليها فيل فودين وسجل منها هالاند الهدف الثاني، فشل تقريبا السيتي في تهديد مرمى كورتوا باستثناء بعض الفرص الخجولة من جانب المهاجم النرويجي. بينما خرج الريال من مناطقه الدفاعية، وشن حملات هجومية كاسحة على مرمى الحارس البرازيلي إيدرسون، بقيادة فينيسيوس وبيلينغهام ورودريغو وصولا إلى مبابي، ومساندة مميزة من جانب داني سيبايوس وإدواردو كامافينغا.