أين اختفت ملكة غربان برج لندن

لندن – فُقدت “ملكة غربان” برج لندن، وفق ما أعلن صاحبها، مطمئنا في المقابل بأن سبعة طيور لا تزال تعيش في الموقع، وهو شرط لازم لمنع سقوط المملكة المتحدة وفق الأساطير المتوارثة.

ولم تُشاهد أنثى الغراب ميرلينا منذ أسابيع في هذا الحصن التاريخي المحاذي للضفة الشمالية لنهر التايمز.

ويثير هذا النبأ قلقا، إذ أن الأساطير المتوارثة منذ أجيال تفيد بأنه في حال تركت كل الغربان برج لندن، سيؤدي ذلك إلى “انهيار” المملكة المتحدة وغرق البلاد في الفوضى.

وبحسب مرسوم ملكي أصدره الملك تشارلز الثاني سنة 1630، يجب أن يكون هناك ستة غربان في الموقع في كل الأوقات. لكن كريس سكايف الذي يتولى إحدى أهم وظائف بريطانيا وهي “سيد الغربان” في برج لندن، قال إنه يحتفظ باثنين إضافيين “تحسبا لأي طارئ”، وهي تتمتع بحرية التجول في المكان. وبهدف منعها من التحليق بعيدا، تقص أجنحتها قليلا.

وأدت القيود المفروضة بسبب جائحة فايروس كورونا إلى إغلاق مناطق الجذب السياحي في كل أنحاء البلاد بما فيها البرج الملكي الذي شيّد قبل ألف عام على ضفاف نهر التايمز.

وهذا ما أثار مخاوف من أن الطيور المعروفة باسم “حارسة البرج”، قد تحلّق بعيدا في محاولة للعثور على الطعام في مكان آخر، والأسوأ من ذلك، أن تتحقق الأسطورة مع مغادرة الغربان، علما وأن البرج أعاد فتح أبوابه في يوليو الماضي، لكن الجائحة أثرت بشدة على عدد الزوار.

وبحسب “هيستوريك رويال بالاسز” التي تدير المكان، في أكتوبر 2019، كان يزور البرج حوالي 60 ألف شخص أسبوعيا، لكن اليوم انخفض هذا العدد إلى ستة آلاف فقط.

وأصدر برج لندن حيث تُخزن حلي التاج البريطاني، بيانا لطمأنة البريطانيين جاء فيه “لدينا حاليا سبعة غربان هنا في البرج، أي غراب إضافي عن الستة المطلوبة”.

وأشار البرج إلى أن أنثى الغراب ميرلينا كانت “بلا منازع ملكة غربان البرج منذ انضمامها إلى رفاقها في الموقع سنة 2007”.

وميرلينا هي أنثى الغراب المفضلة لدى سكايف، وقد أصبحت نجمة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث لديها أكثر من 120 ألف متابع، من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها لها سيد الغربان.

وتعيش في البرج ثمانية غربان هي: ميرلينا، بوبي، إيرين، جوبيلي، روكي، هاريس، غريب وجورج.

وقالت متحدثة باسم “هيستوريك رويال بالاسز” لشبكة “سي.إن.إن” الأميركية، إن ميرلينا البالغة من العمر 14 عاما طارت قبل أسبوعين ولم تعد، مما “يشير إلى أنها ربما تكون توفيت للأسف”.

وأضافت أن ميرلينا كانت تجيد لعب الحيل، لكنها تعود باستمرار إلى عشها في البرج ليلا بعد التجوال بحرية، لذلك تعتقد أنها ماتت على الأرجح، لأن عدم عودتها كان خارجا عن طبيعتها.

وتابعت أن ميرلينا كانت طائرا مستقلا بشكل ملحوظ، حيث لم تقترن إلا بذكر العام الماضي.

ورغم ابتعادها مرات عدة في السابق، كانت ميرلينا تعود في نهاية المطاف للانضمام إلى زميلاتها الغربان. ويخشى سكايف أن تكون ميرلينا قد قضت نحبها.

ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، قال سكايف إن “ميرلينا تتمتع بروح مستقلة وهي غادرت البرج مرات عدة، لكني صديقها وعادة كانت تعود إلى هنا. لكن هذه المرة، لم تفعل ذلك، وأخشى أن تكون قد غادرتنا إلى الأبد”.

واعتنى سكايف بالغربان على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية بدافع من مودة واضحة، لكن أيضا من منطلق الشعور بالواجب التاريخي والوطني.

وأكد سكايف أنه خلال فترة الإغلاق التام التي استمرت ثلاثة أشهر، أعطيت الغربان حرية أكبر لاكتشاف أجزاء أخرى من البرج. وبهدف التأكد من عدم تحليقها بعيدا، قصت أجنحتها بشكل إضافي.

وقال إن الغربان قد تحبس في أقفاص، لكن البرج هو موطنها الحقيقي، مضيفا “لا أريد الاحتفاظ بغراب في مكان مغلق”، ومع ذلك يشدد “لا نريد أن تتحقق الأسطورة”.