أولمبياد طوكيو يبصر النور ويشد أنظار العالم

من ينجح في التربّع على عرش الأولمبياد.
الجمعة 2021/07/23
فرحة البداية

تنطلق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية 2020 الجمعة بالعاصمة اليابانية طوكيو وسط حالة من الترقب العالمي لما ستكون عليه منافسات هذه الدورة التي تأجلت لمدة عام إلى 2021 بسبب جائحة كورونا. وتقام فعاليات هذه الدورة الأولمبية في 43 موقعا ومنشأة رياضية، أعيد بناء ثمانية منها فيما ستكون عشرة منها فقط مؤقتة.

طوكيو - سيبصر أولمبياد طوكيو الصيفي النور الجمعة حتى 8 أغسطس المقبل، بعد تأجيل تاريخي من العام الماضي بسبب فايروس كورونا، ثم جدلية مستمرّة حيال إقامته أو إلغائه، لينطلق وسط قيود مشدّدة لتفادي تفشي الوباء وحظر جماهيري أجنبي ومحلي.

وعلى الملعب الأولمبي الذي استضاف ألعاب 1964 وأعيد بناؤه ليتسع لـ68 ألف متفرج، سيحضر ألف شخص فقط من المدعوين حفل افتتاح كانت المدن تتنافس في ما مضى لجعله الأكثر إثارة في تاريخ الألعاب المقامة مرّة كل أربع سنوات.

وبعدما تأجلت في مارس 2020 لمدة سنة، تضمّنت رحلة الألعاب قائمة طويلة من التعقيدات، هدّدتها في بعض الأحيان من أن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتم إلغاؤها. حينها، أمل المسؤولون اليابانيون أن تكون "دليلا على انتصار البشرية على الفايروس"، لكن تصاعد حدّة كورونا عالميا وظهور المزيد من المتحوّرات المعدية خفّضا حدّة النغمة المنتصرة وأثارا معارضة متزايدة داخل البلاد.

ومع تفكيك "اللغم" تلو الآخر، حان وقت الاحتفال، ولو أن الألعاب ستكون منقوصة من أبرز مكوّناتها، أي الجماهير الغائبة عن مدرجات أنفق اليابانيون الغالي والنفيس لبنائها أو تجديدها.

نسخة باهتة

غراف

فيما يُتوقع أن يكون هذا الأولمبياد نسخة باهتة عن الاحتفالات السابقة، يحاول المنظمون التعويض على المشاهدين بالاعتماد على تكنولوجيات بث وابتكارات متطوّرة ليتمكنوا من عيش الحدث. وأنشأت شركة "أو.بي.أس" (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات.

وسيتمكّن الرياضيون أيضا من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.

ورغم التدابير القاسية المتخذة قبل وصول المشاركين في الأولمبياد، على غرار الخضوع لعدة فحوص "بي.سي.آر" وتنزيل تطبيقات تتبع ومراقبة صحية أبرزها "أوتشا"، ظهرت بعض الإصابات لدى الرياضيين وإداريي البعثات في الأيام التي سبقت حفل الافتتاح.

القطري برشم يحلم بذهبية أولى بعد برونزية 2012 وفضية 2016، يضيفها إلى لقبيه في مونديالي 2017 و2019

ولتجنّب ارتفاع عدد الإصابات، فرض المنظمون حظرا على المعانقة أو المصافحة خلال الاحتفالات بتحقيق النصر.

ويتعيّن عليهم ارتداء الكمامات طوال الوقت باستثناء فترة تناول الطعام، النوم أو التنافس، ويسمح لهم فقط بالتنقل بين القرية الأولمبية وباقي المنشآت الرياضية. وواجه الأولمبياد انتكاسات كثيرة منذ العام 2015 بعد سنتين من منحه حق الاستضافة، عندما أعيد مشروع بناء الملعب الرئيس إلى نقطة البداية نظرا لكلفته المرتفعة، فيما كبّد التأجيل نفقات إضافية بقيمة 2.6 مليار دولار.

وفيما استقال رئيس اللجنة التنظيمية الياباني تسونيكازو تاكيدا في 2019 بسبب اتهامات بالرشى من أجل دعم ملف طوكيو، استقال رئيس اللجنة المنظمة يوشيرو موري في فبراير الماضي بعد تلميحات مهينة بحق النساء.

وتنحت وزيرة الألعاب سايكو هاشيموتو من منصبها في الحكومة، لتحلّ بدلا من "مستر" موري. فنيا، وتقدّم المؤلف الموسيقي كيغو أويامادا الذي شارك في تصميم حفل الافتتاح باستقالته، على خلفية قصة تنمر قديمة بحق رفاق له أيام الدراسة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اختار المدير الإبداعي لحفلي الافتتاح والختام هيروشي ساساكي الاستقالة بعدما شَبَّهَ ممثلة كوميدية بدينة بالخنزير. والزوبعة الأخيرة، تمثلت بإقالة مخرج حفل الافتتاح كنتارو كوباياشي، الشخصية المسرحية المعروفة في اليابان، على خلفية مشهد هزلي منذ أكثر من عقد من الزمن تطرق فيه إلى المحرقة اليهودية.

نجم الأولمبياد

مشاركة واعدة

احتكر السبّاح الأميركي مايكل فيلبس (23 ذهبية) وعدّاء المسافات القصيرة الجامايكي أوسين بولت (8 ذهبيات) النجومية في النسخ الثلاث الأخيرة في بكين 2008، لندن 2012 وريو 2016، لكن مع اعتزال العملاقين، تبدو الساحة خالية للطامحين في التربّع على عرش الأولمبياد.

في طوكيو، يأمل الأميركي كايليب دريسل أن يصبح رابع سباح في التاريخ يحرز سبع ذهبيات في نسخة واحدة. دريسل (24 عاما) كان قد أحرز ذهبيتين في ريو 2016، لكنه حقق تطورا رهيبا في السنوات الأخيرة، وتوّج 13 مرة في بطولة في العالم منذ 2017.

وتستعدّ مواطنته كايتي ليديكي، حاملة 5 ذهبيات، للغوص في الأحواض مع مهمة تحقيق رباعية تاريخية في سباقات 200 و400 و800 و1500 متر. وتأمل لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز في معادلة الرقم القياسي للسوفييتية لاريسا لاتينينا بإحراز تسع ذهبيات أولمبية.

وبعد تحطيمه هذا الشهر رقما قياسيا صامدا منذ 1992 في 400 متر حواجز، تتركز الأضواء على النرويجي كارستن فارهولم، ومثله فعلت الأميركية الشابة سيدني ماكلافلين في المسافة عينها عندما تفوّقت على مواطنتها دليلة محمد.

وبعدما فرض نفسه ملكا لمسابقة الوثب بالزانة وتحطيم الرقم العالمي، يستعد السويدي أرمان "موندو" دوبلانتيس لتذوق طعم الذهب بعمر الحادية والعشرين.

وينتظر سباق 10 آلاف متر لدى السيدات منافسة طاحنة بين الإثيوبية ليتيسينبيت غيدي والهولندية سيفان حسن، بعد تحطيمهما الرقم العالمي في غضون يومين. ومن الرياضيين المنتظرين في طوكيو، المصنف أول عالميا في كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، لاعب كرة السلة الأميركي كيفن دورانت والسباح البريطاني آدم بيتي. ولدى العرب، يحلم القطري معتز برشم بذهبية أولمبية أولى في الوثب العالي، بعد برونزية 2012 وفضية 2016، يضيفها إلى لقبيه في مونديالي 2017 و2019.

ويُعدّ المغربي سفيان البقالي من أبرز المرشحين في سباق 3 آلاف متر موانع، فيما يعوّل المصريون كثيرا على لاعبة التايكواندو هداية ملاك، وتأمل التونسية أنس جابر بمنح ذهبية تاريخية لتونس في كرة المضرب بعد بلوغها ربع نهائي بطولة ويمبلدون.

22