أولمبياد باريس: ميدالية تاريخية للمغرب أو لمصر

يترقب عشاق كرة القدم في العالم العربي مباراة مصر والمغرب المقررة اليوم الخميس على ملعب “لا البوغوار”، لتحديد المركزين الثالث والرابع وحسم الميدالية البرونزية بدورة الألعاب الأولمبية باريس. ويتواجه المنتخبان على أمل حصد أول ميدالية في تاريخ العرب بمنافسات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية.
باريس - يستعد المنتخبان المغربي والمصري لإسدال الستار على مشاركتهما الرائعة في مسابقة كرة القدم للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، بإحراز ميدالية برونزية تاريخية عندما يلتقيان الخميس على ملعب "لا البوغوار" في نانت لتحديد صاحب المركز الثالث.
وبصم المغرب ومصر على عروض جيدة منذ انطلاق المسابقة وكانا في طريقهما إلى منح اللقب الأولمبي الأول للعرب والثالث للقارة السمراء في دورة الألعاب الأولمبية بعد نيجيريا 1996 والكاميرون 2000، لكن مشوارهما توقف في دور الأربعة على يد إسبانيا الوصيفة وفرنسا المضيفة.
الآن، وبعد خيبة أمل وحزن كبيرين في صفوف لاعبيهما بعدما فرطوا في أسبقية التقدم في نصف النهائي (المغرب أمام إسبانيا 1 – 2، ومصر أمام فرنسا 1 – 3 بعد التمديد)، سيطوي المنتخبان صفحة اللقب الأولمبي ويركزان على ميدالية برونزية تاريخية سيكون ملعب “لا البوغوار” مسرحا لها. ولم يحرز العرب في تاريخ مشاركاتهم في الأولمبياد سوى ميداليتين في الألعاب الجماعية، كانتا برونزية لفريق قفز الحواجز السعودي في رياضة الفروسية في دورة لندن 2012 وبرونزية لثنائي الكرة الطائرة الشاطئية القطريين أحمد تيجان وشريف يونس في طوكيو صيف 2021.
تملك مصر خبرة مباراة تحديد المركز الثالث كونها خاضتها مرتين في مشاركتها الـ11 السابقة: الأولى عام 1928 في أمستردام عندما خسرت أمام إيطاليا 3 – 11، والثانية عام 1964 بألوان الجمهورية العربية المتحدة وخسرت أيضا أمام ألمانيا 1-3.
في المقابل، يخوض المغرب المباراة للمرة الأولى في تاريخه بعدما نجح في فك عقدة دور المجموعات للمرة الأولى في مشاركته الثامنة. ستكون مواجهة الخميس ثأرية بالنسبة للفراعنة الذين خسروا أمام أسود الأطلس 1 – 2 في المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا تحت 23 عاما أواخر العام الماضي في المغرب.
الدافع لدى مصر سيكون كبيرا في سعي مدربهم البرازيلي روجيريو ميكالي إلى ميداليته الأولمبية الثانية بعدما قاد منتخب بلاده إلى اللقب الغالي للمرة الأولى في تاريخها عام 2016 على أرضها في ريو دي جانيرو.
علّق ميكالي الذي وجد صعوبة في تعزيز صفوف الفراعنة بأبرز النجوم في مقدمتهم نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح "أنا فخور حقا بكوني كنت مدربا للبرازيل عندما فازت البلاد بأول ميدالية ذهبية في كرة القدم في ريو 2016 والآن أصبح في وضع يسمح لي بقيادة مصر إلى أول ميدالية في تاريخها الأولمبي الكروي".
وأضاف "قدمنا أداء رائعا (في نصف النهائي). سجلنا الهدف الأول، وحافظنا تقدمنا لمدة 80 دقيقة تقريبا. الخسارة مؤلمة، لكن يتعين علينا الآن أن نرفع رؤوسنا عاليا ونركز على اللعب على الميدالية البرونزية". وشدد ميكالي على صعوبة مواجهة المغرب في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية. وقال "منتخب كبير، وهو يلعب الآن بكامل قوته"، مضيفا "وقت التعافي بين المباريات قصير جدا، واللاعبون في نهاية الموسم وهو أمر يثير مخاوفي لكننا سنقاتل لتحقيق الميدالية البرونزية".
◙ مواجهة الخميس ستكون ثأرية بالنسبة للفراعنة الذين خسروا أمام أسود الأطلس في نهائي أمم أفريقيا تحت 23 عاما
سيكون جناح بيراميدز إبراهيم عادل إحدى الأوراق المهمة في صفوف الفراعنة بعدما فرض نفسه نجما فوق العادة في المنتخب والبطولة. لعب دور المنقذ مرتين، الأولى ضد إسبانيا بثنائية وضعت منتخب بلاده في ربع النهائي، وضد البارغواي في ربع النهائي بهدف أنقذه من الخسارة (88) وركلة ترجيحية أخيرة قاده بها إلى دور الأربعة.
لكن ميكالي سيخوض مباراة اليوم في غياب مدافع فنربهتشه التركي عمر فايد لطرده في بداية الشوط الإضافي الأول أمام فرنسا ما أثر على زملائه وساهم بشكل كبير في خسارتهم. ستكون الجبهة اليمنى للمنتخب المصري حيث تواجد مهاجمي موناكو الفرنسي إلياس بن الصغير وريال بيتيس الإسباني عبدالصمد الزلزولي، وكذلك اليسرى حيث جناح فياريال الإسباني إلياس أخوماش مصدر قلق بالنسبة لميكالي، لكن الخطر الأبرز سيكون هداف البطولة حتى الآن قلب هجوم العين الإماراتي وهداف دوري أبطال آسيا سفيان رحيمي (6 أهداف).
ويعود صانع الألعاب بلال الخنوس إلى تشكيلة المغرب بعدما غاب عن مواجهة نصف النهائي بسبب الإيقاف. وعد القائد أشرف حكيمي جماهير المغرب بالميدالية البرونزية “نشعر بخيبة أمل من نتيجة مباراة (إسبانيا)، ونتعهد ببذل قصارى جهدنا للفوز بالميدالية البرونزية (أمام مصر)، شكرا لدعمكم ديما (دائما) مغرب".
صمد 6 من لاعبي الأولمبي المغربي، الذين توجوا أمام مصر قبل عام في نهائي أمم أفريقيا لأقل من 23 عاما، والتي جرت على ملعب مولاي عبدالله بالرباط٬ ليحافظوا على حضورهم بتشكيل قمة الخميس المرتقبة أمام الفراعنة على برونزية الأولمبياد بينما يغيب 5 ممن شهدوا تتويج المغرب يومها.
يتقدم عبدالصمد الزلزولي الذي توج هدافا للكان وكان قائدا لمنتخب المغرب، العناصر التي صمدت بمعية أسامة تيرغالين، بلال الخنوس، أمير ريشاريسون٬ المهدي بوكامير وأسامة العزوزي. ويغيب كل من ياسين العمريوي والوافي وبلعروش من الدفاع والصيباري من الوسط والبكراوي عن هذه القمة العربية. ومقابل هذا ضم المغرب عناصر ممتازة للأولمبياد تتمثل في الثنائي إلياس بن الصغير من موناكو وإلياس أخوماش من فياريال الإسباني الذي يعد من نجوم البطولة.
اختارت اللجنة المنظمة لمنافسات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية المقامة في باريس، النرويجي إسبين إيسكاس حكما لمباراة مصر والمغرب، التي تقام اليوم الخميس على ملعب "لا البوغوار" بمدينة نانت لتحديد صاحب المركز الثالث والميدالية البرونزية. ويتنافس منتخبا مصر والمغرب على أول ميدالية أولمبية عربية بكرة القدم في التاريخ. ويساعد إيسكاس كل من الثنائي النرويجي إيريك جان إنجان وإيزاك باشيفيكين، بجانب الحكم الرابع الفرنسي فرنسواه ليتيكسر، فيما يتولى مواطنه كيريل ميجينير مهمة حكم الفيديو.
وحصل إيسكاس (36 عاما) على الشارة الدولية عام 2017، وأدار خلال مسيرته 4 مباريات نهائية على رأسها لقاء ألمانيا وفرنسا في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية للناشئين تحت 17 عاما التي أقيمت العام الماضي. وأدار الحكم النرويجي أيضا مباراة هولندا وإيطاليا عام 2019 في نهائي كأس أوروبا للناشئين تحت 17 عاما، بجانب مواجهة إنجلترا وإسبانيا ببطولة أوروبا للشباب تحت 21 عاما في العام الماضي، إضافة إلى نهائي كأس النرويج عام 2019.
كما أدار 3 مباريات في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، على رأسها مواجهة ريال مدريد ويونيون برلين الألماني، ولقاء مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ، ومباراة مانشستر سيتي وكوبنهاجن الدنماركي.