أولمبياد باريس: المغرب يقسو على مصر ويظفر ببرونزية الأولمبياد

حلم الذهبية الثانية يراود إسبانيا وفرنسا في أولمبياد باريس.
الجمعة 2024/08/09
أرقام تاريخية

صنع منتخب المغرب الأولمبي التاريخ خلال مشاركته بمنافسات كرة القدم للرجال بأولمبياد باريس 2024، بعدما بات أول منتخب عربي كروي يتوج بميدالية أولمبية في التاريخ. يذكر أن المباراة النهائية بهذه المنافسات سوف تقام اليوم الجمعة بين منتخبي إسبانيا وفرنسا.

نانت (فرنسا) - توّج المنتخب المغربي ببرونزية غير مسبوقة في تاريخ مشاركته والعرب في دورة الألعاب الأولمبية عندما لقّن غريمه المصري درسا في فنون اللعبة وسحقه بسداسية نظيفة على ملعب “لا بوجوار” في نانت في مباراة تحديد المركز الثالث لمسابقة كرة القدم في ألعاب باريس.

وسجل عبدالصمد الزلزولي وسفيان رحيمي وبلال الخنوس وأكرم النقاش وأشرف حكيمي أهداف المغرب الذي منح العرب الميدالية الأولى في الكرة المستديرة في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية.

ولم يحرز العرب في تاريخ مشاركاتهم في الأولمبياد سوى ميداليتين في الألعاب الجماعية، كانتا برونزية لفريق قفز الحواجز السعودي في رياضة الفروسية في دورة لندن 2012 وبرونزية لثنائي الكرة الطائرة الشاطئية القطريين أحمد تيجان وشريف يونس في طوكيو صيف 2021.

وهي الميدالية الثانية للمغرب في أولمبياد باريس وجاءت بعد 24 ساعة على تتويج العداء سفيان البقالي بذهبية سباق 3 آلاف م موانع. وتلتقي فرنسا المضيفة وإسبانيا الوصيفة اليوم الجمعة على ملعب “بارك دي برانس” في المباراة النهائية في سعي كل منهما إلى اللقب الثاني في تاريخه بعدما نالت الأولى ذهبية عام 1984 في لوس أنجلس، والثانية بعد نسختين على أرضها في برشلونة 1992.

مشوار رائع

◙ توهج كبير
◙ توهج كبير 

وكلَّل المغرب مشواره الرائع في البطولة التي بلغ نصف النهائي فيها للمرة الأولى في تاريخه وتوجها بميدالية، محققا أفضل مما فعله أسود الأطلس في مونديال قطر 2022 عندما بلغوا نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخهم أيضا لكنهم أنهوا المسابقة في المركز الرابع. وجدد المغرب تفوقه على مصر بعدما كان تغلب عليها 2 – 1 بعد التمديد في المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا تحت 23 عاما وتوج باللقب على أرضه في المغرب.

أمام أكثر من 35 ألف متفرج، قدّم المنتخب المغربي مباراة مثالية بالانتشار الجيد للاعبيه على أرضية الملعب واستغلالهم للفرص التي أبدعوا في صناعتها. وتألق أكثر من لاعب في صفوف المغرب، ويبقى الهداف رحيمي أبرزهم بتسجيله ثنائية عزز بها موقعه في صدارة الهدافين برصيد ثمانية أهداف فعادل إنجاز مهاجم مصر مصطفى رياض، كأفضل هداف عربي في نسخة واحدة بعدما هزّ الأخير الشباك ثماني مرات في نسخة 1964.

في المقابل، دفع الفراعنة ثمن التوتر والعصبية إلى جانب الإصابة المبكرة لمهاجمهم المؤثر أحمد سيد “زيزو”، كما بدا التعب عليهم بسبب التمديد الذي اضطروا إلى خوضه ضد فرنسا المضيفة 1 – 3 في نصف النهائي.

◙ مسابقة كرة القدم للرجال حققت نجاحا في العاصمة الفرنسية رغم غياب الأسماء الرنانة عن التشكيلات

وفشلت مصر في فك عقدة مباراة تحديد المركز الثالث في مشاركتها الثانية عشرة وخسرتها للمرة الثالثة وبنتيجة كبيرة أيضا بعد عام 1928 في أمستردام أمام إيطاليا 3 – 11، وعام 1964 بألوان الجمهورية العربية المتحدة أمام ألمانيا 1 – 3. كما فشل مدربها البرازيلي روجيرو ميكالي في الظفر بثاني ميدالية أولمبية في مسيرته التدريبية بعدما قاد منتخب بلاده إلى اللقب الغالي للمرة الأولى في تاريخها عام 2016 على أرضها في ريو دي جانيرو.

من جانب آخر تتجه الأنظار الجمعة إلى ملعب “بارك دي برانس” حيث تتواجه فرنسا المضيفة مع إسبانيا في المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم، مع رغبة كل منهما في نيل الذهبية للمرة الثانية في تاريخه.

وبعد 40 عاما على إحرازهم اللقب الأول والوحيد بالفوز على البرازيل 2 – 0 عام 1984 على الأراضي الأميركية، تمكن نجم المنتخب السابق تييري هنري، الفائز مع “الديوك” كلاعب بمونديال 1998 على أرضهم وكأس أوروبا 2000، من قيادة صاحب الأرض إلى المباراة النهائية بعد تخطي مصر في نصف النهائي 3 – 1 بعد التمديد.

ويعوّل هنري ولاعبوه على الجمهور الذي سيحتشد اليوم الجمعة في مدرجات “بارك دي برانس” لمؤازرتهم في مواجهة تعيد إلى الأذهان نهائي كأس أوروبا 1984 حين أحرز “الديوك” لقبهم الكبير الأول بفوزهم على “لا روخا” في الملعب ذاته 2 – 0، قبل أن يتوجوا بعد أسابيع معدودة باللقب الأولمبي في لوس أنجلس.

يمكن القول إن مسابقة كرة القدم للرجال حققت نجاحا في العاصمة الفرنسية رغم غياب الأسماء الرنانة عن التشكيلات. عقدت منتخبات عدّة آمالا كبيرة على مشاركة نجومها، لكنها أصيبت بخيبة أمل رفض أنديتهم تسريحهم واضطرت إلى خوضها في غيابهم، خصوصا الأرجنتين وإسبانيا وفرنسا.

نجاح باهر

◙ انضباط كبير
◙ انضباط كبير 

كثر الحديث عن قائمة طويلة من النجوم أمثال الفرنسيين كيليان مبابي وأنطوان غريزمان والأرجنتينيين ليونيل ميسي وأنخل دي ماريا، لكن في نهاية المطاف لم يطأ أي منهم عشب أحد الملاعب السبعة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. والسبب أن المسابقة المخصّصة للاعبين تحت 23 عاما، بالإضافة إلى ثلاثة أكبر من هذه الفئة العمرية، ليست مدرجة في الروزنامة الرسمية للاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وبالتالي فإن الأندية ليست ملزمة بتسريح لاعبيها.

وبدت الأرجنتين مرشحة فوق العادة للظفر باللقب الثالث في تاريخها بعد عامي 2004 و2008 على الرغم من غياب نجمها الأول ميسي ودي ماريا، لاسيما أنها كانت تملك في صفوفها أربعة أبطال للعالم هم حارس المرمى خيرونيمو رولي، بديل إيميليانو مارتينيس في مونديال قطر، والمدافع المخضرم نيكولاس أوتاميندي (36 عاما)، ولاعب الوسط المهاجم المنتقل حديثا إلى ليون الفرنسي تياغو ألمادا، وخوليان ألفاريس المرشح انتقاله من مانشستر سيتي الإنجليزي إلى أتلتيكو مدريد الإسباني.

في ما يخص المدرب هنري “لقد ضمنا الآن ميدالية (فضية)، لكن ما زال علينا القيام بخطوة إضافية والفوز بأول ذهبية لنا منذ 40 عاما. الآن، إسبانيا تنتظرنا في النهائي وستكون مباراة كبيرة جدا”. وبالفعل، من المتوقع أن تكون مواجهة حامية مع الإسبان الحالمين بالسير على خطى فرنسا بالذات حين أحرزت ثنائية كأس أوروبا والذهبية الأولمبية عام 1984، إذ إنهم قادمون من تتويج قاري رابع في تاريخهم بفوزهم في 14 يوليو على إنجلترا 2 – 1 على الملعب الأولمبي في برلين.

وبعدما اختبروا اللعب أمام مدرجات ممتلئة بمشجعين يهتفون ويشجعون الفريق المنافس خلال دور الأربعة ضد المغرب في مرسيليا، يجد الإسبان أنفسهم الجمعة أمام أجواء مشابهة لكن فيرمين لوبيز الذي أدرك التعادل أمام المغرب لا يكترث بذلك. وقال لاعب برشلونة الذي كان ضمن تشكيلة أبطال كأس أوروبا 2024، لموقع الاتحاد الدولي للعبة “سنواجه أجواء أخرى من تلك التي تعجبني”، مضيفا “بإمكاننا تجاوز أي وضع، أي شيء. الآن، نريد الحصول على الذهبية”.

وتمني إسبانيا النفس بألاّ يتكرر سيناريو النسخة الماضية قبل ثلاثة أعوام في طوكيو حين فرطت بالذهبية عقب خسارتها في النهائي أمام البرازيل 1 – 2 بعد التمديد، وذلك من أجل إكمال الصيف الإسباني المثالي الذي شهد تتويج منتخب تحت 19 عاما بلقب بطولة أوروبا أيضا قبل قرابة أسبوعين.

17