أوروبيون يتابعون صداقة العرب والإبل في الظفرة

يعرف الأوروبيون مزايا الإبل وكيف عاشت مع العرب في حلهم وترحالهم منذ آلاف السنين، لكنهم لم يكتشفوا حقيقة الصداقة التي ربطت هذه الدابة بسكان الصحراء إلا حين تابعوا مهرجان الظفرة، ليتأكدوا أن الإبل جديرة بهذا الاحترام والاهتمام اللذين يكنهما لها العرب.
الظفرة - اختتمت الأربعاء فعاليات الدورة الـ13 من مهرجان الظفرة 2019، والذي شهد حضور عشرات الآلاف من الزوار منذ انطلاقته يوم 9 ديسمبر الجاري، اطلعوا خلالها على التراث الإماراتي، وجذبت مزاينة الإبل السياح الأجانب بعد أن تابعوها في مرات سابقة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتعد الفعاليات والمسابقات التراثية الرئيسية في دورة هذا العام الأضخم في تاريخ المهرجان، حيث استطاعت استقطاب الآلاف من المشاركين في مسابقاته ومزايناته التراثية المختلفة التي خصص لها أكثر من ألف جائزة، توزعت على المسابقات مثل (مزاينة الإبل والمحالب ومسابقة الصقور ومزاينة الصقور والرماية وسباق الخيل العربي الأصيل، ومزاينة السلوقي العربي التراثي، وسباق السلوقي العربي التراثي ومزاينة غنم النعيم، واللبن الحامض ومزاينة التمور وأفضل أساليب تغليفها ومسابقة الفنون الشعبية والتي تضمنت الشعر والشيلات، ومسابقات الحرفيات من أزياء وطبخ وحرف يدوية وغيرها) بالإضافة إلى المسابقات اليومية التي أقيمت في قرية الطفل والمسرح الرئيسي.
ويحتفل مهرجان الظفرة سنويا بالإبل لما تمثله من مكانة مهمة في حياة أبناء الإمارات بشكل خاص والخليج العربي بشكل عام.
وتوزعت جوائز المزاينة هذا العام على 81 شوطا بزيادة بلغت 8 أشواط مقارنة مع العام الماضي الذي سجل 73 شوطا، فيما بلغ مجموع جوائز الإبل هذا العام 695 جائزة بزيادة بلغت 74 جائزة مقارنة مع العام الماضي الذي بلغت جوائزه 621 جائزة.
واستطاع مهرجان الظفرة أن يكرس حضوره باعتباره حدثا عالميا فريدا بما يقدمه من فعاليات تدعو إلى التسامح والتعايش، واحتفالا تراثيا بامتياز لاحتضانه عناصر التراث الإماراتي، ولذلك استقطب اهتمام الزوار والسياح ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم، فضلا عن مساهمته في ترسيخ اسم منطقة الظفرة على الخارطة السياحية العالمية، وتفعيل الحركة الاقتصادية في المنطقة وخلق سوق تجاري لبيع وشراء الإبل ما يعود بالنفع على أهالي المنطقة وزوارها.
وأشارت ماري نيجو، من الجنسية الإسبانية، إلى أنها انتهزت فرصة وجودها في الإمارات ضمن فوج سياحي، لتشاهد مزاينة الإبل التي سمعت عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنها استمتعت كثيرا بقضاء ثلاثة أيام في منطقة الظفرة لاستكشاف أجواء مهرجان الظفرة وملامح التراث الإماراتي والخليجي.
وقالت ساندرا فاندي، سائحة من الجنسية الكندية، إن تجمع هذا القدر من الإبل الجميلة أبهرها وزوجها، لافتة إلى أن صيحات الجمهور داخل المنصة التي يخاطبون من خلالها إبلهم التي ترفع رأسها، دليل على الألفة والتفاهم بين الناقة والإنسان، كما أن الفرق الموسيقية والمسابقات التي أقيمت على هامش المهرجان كان لها دور كبير في تعريفهما على مختلف عناصر التراث.
وقال مالك فهيم، بولندي من أصول عربية، إن الإمارات تبذل جهودا حثيثة لصون تراث المنطقة الخليجية، وتمتع وتعرف الآخرين بهذا التراث المتماسك، لافتا إلى أنه سمع كثيرا عن جهود الإمارات في الحفاظ على التراث، ولكن اهتمام الجمهور فاق كل توقعاته، مؤكدا سعادته بحضور هذه المسابقة الجديدة بالنسبة له.
وحرصت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي على تنظيم العديد من الفعاليات في الدورة الجديدة من مهرجان الظفرة في قالب تشويقي، تعليمي وترفيهي يكرس نظرة واقعية ودقيقة للحياة في دولة الإمارات خلال مئات السنين.
وقال حمد الكثيري، أحد المشاركين في السوق التراثي، إن المهرجان هذا العام واصل تألقه كما عودنا في السنوات السابقة، مبينا أن الفعاليات كانت مميزة والأمور سارت بشكل جيد ومنظم وممتع للكبار والصغار.
واحتفى المهرجان أيضا بعناصر التراث المعنوي التي سجلتها الإمارات في اليونسكو مثل التغرودة، الصقارة، العازي، العيالة، السدو، القهوة، المجلس، الرزفة والنخيل.
ويرى الزائر للمهرجان هذه العناصر منتشرة في أرجائه وبين أروقته في مختلف المسابقات التراثية وطرقات السوق التراثي، حيث يتم استقبال الزائر بالقهوة والتمر وتجد منتجات النخيل والصناعات المرتبطة به في كل مكان.
وما أن تصل إلى وسط السوق حتى ترى فرقة أبوظبي للفنون الشعبية التابعة للجنة بتقديم لوحات جميلة من فنون العازي والعيالة والرزفة.
وما أن يدخل الزائر إلى ركن الحرف اليدوية حتى يرى حافظات التراث وهن يعلمن الفتيات فنون السدو، ومن ثم يسير قليلا ليستريح في المجلس الذي يضم مختلف فئات المجتمع، وفيه توجد الأحاديث الجميلة ورحابة الصدر التي تدل على الكرم والطيب الإماراتي.
كما خصص المهرجان مسابقتين للصقور، حيث أقيمت مزاينة الصقور بالتعاون مع محمية المرزوم، ومسابقة الصيد بالصقور بالتعاون مع نادي أبوظبي للصقارين، وبذلك يكون الزائر قد اطلع على عناصر التراث المعنوي الإماراتي المسجلة في اليونسكو والبالغ عددها 9 عناصر.