أوروبا 2024: غاريث ساوثغيت في مرمى الانتقادات

البرتغال وتركيا لحسم التأهل وبلجيكا لتجنّب الإخفاق.
السبت 2024/06/22
على خط النهاية

خاض منتخب إنجلترا، ثاني مبارياته في بطولة يورو 2024، بتعادله مع الدنمارك (1-1)، ليحصد 4 نقاط احتل بها صدارة المجموعة الثالثة، لكن أداء المنتخب الإنجليزي لم يقنع جماهيره حتى الآن. وبسبب ذلك، وجد المدرب غاريث ساوثغيت نفسه، تحت وابل من الانتقادات، سواء على صعيد الجماهير أو المحللين بوسائل الإعلام المختلفة.

فرانكفورت (ألمانيا) - دقّت ساعة الحقيقة أمام مدرّب إنجلترا غاريث ساوثغيت الذي يواجه انتقادات لاذعة لعدم قدرته على استخراج الأفضل من تشكيلته الزاخرة بالمواهب خلال كأس أوروبا 2024، وذلك بعد فوز صعب على صربيا 1-0 وتعادل مخيّب أمام الدنمارك 1-1.

وصلت إنجلترا إلى ألمانيا التي تستضيف البطولة وهي المرشّحة الأبرز إلى جانب فرنسا لإحراز اللقب، لكن منتخب “الأسود الثلاثة” لم يؤكّد هذه الترشيحات بعد عرضين مخيبين للغاية. كانت كتيبة ساوثغيت محظوظة في الخروج بالفوز على صربيا 1-0 بعد أداء متواضع جدا لاسيما في الشوط الثاني، ولم تكن الأمور أفضل في مواجهة الدنمارك.

فعلى الرغم من افتتاحها التسجيل بواسطة هدافها هاري كاين، فقدت إنجلترا إيقاعها لتتلقى شباك حارس إيفرتون جوردان بيكفورد هدفا رائعا من لاعب وسط الدنمارك مورتن هيولماند بتسديدة قوية من خارج المنطقة ارتطمت بأسفل القائم وتهادت داخل الشباك لتمنح المنتخب الأسكندينافي تعادلا مستحقا. كانت الآمال مرتفعة جدا لمنتخب إنجلترا الذي يضم كوكبة من نجوم اللعبة أمثال كاين، فيل فودن وجود بيلينغهام الذي تألّق في صفوف ريال مدريد الإسباني في أوّل موسم له معه، لكن أنصاره قابلوه بصافرات الاستهجان بنهاية مباراة الدنمارك، في حين تعرّض المدرّب لانتقادات لاذعة من لاعبي المنتخب سابقا ألن شيرر وريو فرديناند، لاسيما من ناحية التكتيك واختيار اللاعبين.

ولم يتردّد شيرر المعلّق على إحدى شبكات التلفزة في إنجلترا بمهاجمة ساوثغيت شخصيا بالقول "لم يتمكّن غاريث من استخراج الأفضل من أبرز لاعبي إنجلترا". وتابع "كان الأمر سيئا للغاية (ضد الدنمارك)، لم تكن هناك حيوية ولا إيقاع خلال المباراة. ثمة الكثير من التمريرات الخاطئة ويبدو اللاعبون منهكين ولا أعذار لذلك". أدى فشل ساوثغيت في مساعدة فودن على أن يكون اللاعب الذي يقدّم الكثير في صفوف مانشستر سيتي ما سمح له بأن يتوج بجائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى المزيد من الانتقادات.

◙ هل دقت ساعة النهاية بالنسبة إلى إنجلترا وحان موعد التصحيح
◙ هل دقت ساعة النهاية بالنسبة إلى إنجلترا وحان موعد التصحيح 

بدا فودن أفضل ضد الدنمارك منه في مواجهة صربيا لكن مستواه بقي غير مستقر في مركز الجناح الأيسر علما بأن مدرّب سيتي الإسباني بيب غوارديولا يشركه في وسط الملعب خلف المهاجمين. وأضاف شيرر “عدم التوازن في الفريق لا يسمح للاعبين أن يقدموا المستويات التي يظهرون فيها مع أنديتهم”. وأوضح “فودن لا يلعب في مركزه وبالتالي لا يقدّم أفضل مستوياته، ربما يكون من الأفضل إشراك جود بيلينغهام في مركز اللاعب رقم 8. الأمر قلق للغاية".

واجه ساوثغيت الانتقادات خلال المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة ضد الدنمارك معترفا بأن تجربة إشراك ظهير ايمن ليفربول ترنت ألكسندر-أرنولد في وسط الملعب لم تكن ناجحة بقوله "نعرف بأننا نقوم بتجربة هنا. لا نملك بديلا أصيلا لكالفن فيليبس وبالتالي نقوم بتجربة إيجاد الحلول في وسط الملعب منذ 7 إلى 8 سنوات. لو لم نكن نملك ديكلان رايس لا أدري أين سنكون".

وعانى ساوثغيت من إصابات عدّة قبل بدء البطولة والأمر يتعلّق بكاين (في الظهر)، بوكايو ساكا (كاحل) ولوك شو (إصابة عضلية). اعترف المدرب بأن فريقه يفتقد إلى اللحمة والحيوية “يتعيّن علينا إيجاد الحل لإيجاد التوازن الصحيح. لا نستطيع الاعتماد على أفضل ظهير أيسر في فريقنا (شو) وهذا يفقدنا التوازن".

ولطالما انتُقد ساوثغيت لأنه يعتمد أسلوبا حذرا عندما يتقدّم فريقه في النتيجة، لكنه أصّر أنه لا يطلب من لاعبيه القيام بالدفاع بقوله “كلا، اعتقد بأننا لعبنا في مواجهة منتخبات تعتمد على ثلاثة مدافعين وبالتالي من الصعب الضغط عليها". وإذا كانت ألمانيا وإسبانيا وجهتا رسالة للمنتخبات الأخرى خلال هذه البطولة، فإن إنجلترا حققت الفوز في اثنتين من آخر 7 مباريات في مختلف البطولات.

وتبحث كل من البرتغال وتركيا عن حجز بطاقة ثمن النهائي لكأس أوروبا 2024 في كرة القدم عندما يتواجهان اليوم السبت في دورتموند ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات، فيما تعوّل بلجيكا على إنقاذ موقفها بعد الخسارة الافتتاحية عندما تواجه رومانيا المنتشية من فوزها الكبير على أوكرانيا. في المباراة الأولى على ملعب بي في بي شتاديون (سيغنال إيدونا بارك)، ستكون المواجهة مزدوجة الأهمية كون الفائز منها سيحسم تأهله حسابيا وصدارة المجموعة السادسة منطقيا. في الجولة الأولى، خرج المنتخبان بانتصار، ففازت تركيا على جورجيا 3-1 قبل أن تعود البرتغال من تأخرها لتهزم جمهورية التشيك 2-1 في الرمق الأخير.

◙ بلجيكا تواجه خطر تجرع مرارة الخروج المبكر عندما تخوض مواجهة مفصلية أمام رومانيا المبتهجة بفوزها الافتتاحي

ودخلت البرتغال إلى مباراتها الافتتاحية بعدما أنهت التصفيات بعشرة انتصارات من 10 مباريات، لكنها عانت الأمرَّين لتجاوز عقبة تشيكيا. فرغم الاستحواذ الذي قارب الـ80 بالمئة في إحدى مراحل المباراة، انتظرت البرتغال حتى الوقت بدل الضائع لتخرج فائزة بفضل البديل فرانسيسكو كونسيساو الذي سجّل بعد ثوان على دخوله الثلاثاء. وقال البرتغالي ديوغو جوتا عن المباراة أمام تركيا "نحن نتوقع مباراة مختلفة تماما. تركيا تملك لاعبين أفضل (من تشيكيا) وسيرغبون بمباراة مختلفة".

وأردف “إذا تمكنّا من فرض أسلوب لعبنا كما فعلنا أمام التشيك، فقد يكون الأمر أفضل، لأن تركيا ليست معتادة على الدفاع في منطقة متراجعة. إذا حدث ذلك، يمكننا أن نحاول الخروج بالنقاط الثلاث والتأهل”. في الجهة المقابلة، ومع أنّ تركيا دخلت إلى المسابقة القارية عقب سلسلة من خمس مباريات بلا فوز في جميع المسابقات، إلا أنّها نجحت في فك عقدة المباراة الافتتاحية التي خسرتها في مشاركاتها الخمس الماضية.

وستتسلح تركيا مجدّدا بدعم جماهيري كبير نظرا لحجم الجالية التركية في ألمانيا. وضمن المجموعة عينها، تأمل كل من جورجيا وتشيكيا بتحقيق الانتصار الأوّل والاحتفاظ بحظوظهما في التأهل عندما يتواجهان في هامبورغ.

تواجه بلجيكا خطر تجرّع مرارة الخروج المبكر عندما تخوض مواجهة مفصلية أمام رومانيا المبتهجة بفوزها الافتتاحي العريض على أوكرانيا 3-0. فبعد خسارته أمام سلوفاكيا 0-1، بات فريق المدرب الإيطالي - الألماني دومينيكو تيديسكو أمام حتمية الفوز لتفادي خطر الخروج، منطقيا، في نكسة أخرى متتالية بعد الخروج أيضا من الدور الأول لكأس العالم 2022 في قطر.

ولم ينجح الجيل الذهبي لبلجيكا بقيادة كيفن دي بروين في الارتقاء إلى حجم الآمال المعقودة عليه في البطولات الكبرى، فودّعت أيضا من الدور ربع النهائي في النسختين الماضيتين، ليبقى حلول بلجيكا في المركز الثالث بمونديال روسيا 2018 الإنجاز الوحيد الذي تتكئ عليه.

17