"أوبن إيه آي" تطلق "سورا" في أوروبا

باريس ـ في خطوة كبيرة نحو توسيع نطاق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “أوبن إيه آي” الأميركية، العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، الجمعة عن إطلاق مولّد الفيديو “سورا” في الاتحاد الأوروبي، وتأتي هذه الخطوة بعد إطلاقه في ديسمبر في الولايات المتحدة وبعض المناطق الأخرى.
وهذه التقنية الجديدة تقدم أدوات متقدمة لإنشاء مقاطع فيديو عالية الدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يمثل نقلة نوعية في مجال المحتوى الرقمي.
وبحسب منشور لـ"أوبن إيه آي" على منصة إكس أصبح مولّد الفيديو "سورا" متاحا للمشتركين في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، سام ألتمان، في ديسمبر الماضي أن التأخير في إطلاق “سورا” في أوروبا يعود إلى ضرورة الامتثال للتشريعات الأوروبية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وحماية البيانات. ويتمتع الاتحاد الأوروبي بمجموعة من القوانين الصارمة التي تنظم نشر واستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تشمل حماية الخصوصية وحقوق الأفراد.
وقد أوضح ألتمان في تصريحاته أن هذه القوانين قد تؤدي إلى تأخير إطلاق بعض المنتجات المستقبلية في أوروبا، وقد تمنع حتى إطلاق بعض الأدوات في بعض الحالات. إلا أن “أوبن إيه آي” عكفت على تضمين جميع الضمانات اللازمة لضمان الامتثال لتلك القوانين، مما سمح بإطلاق “سورا” أخيرا في هذه المناطق.
مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة "سورا" حتى الآن تظهر بعض العيوب، مثل النصوص غير المقروءة وحركات جسم غريبة
و"سورا" أداة تكنولوجية تتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو عالية الجودة بناء على مدخلات متنوعة مثل النصوص أو الصور أو مقاطع الفيديو القصيرة التي يتم تحميلها من قبل المستخدم. وتعد هذه الأداة بمثابة تحول في صناعة المحتوى الرقمي، حيث تمكّن أيّ شخص من إنتاج مقاطع فيديو احترافية دون الحاجة إلى خبرة تقنية متقدمة.
كما توفر “أوبن إيه آي” خطة اشتراك “بلاس” التي تتيح للمستخدمين إنشاء ما يصل إلى 50 مقطع فيديو شهريا بدقة قياسية، مع مدة تصل إلى 20 ثانية لكل فيديو. وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطة “برو” التي توفر مزايا إضافية للمشتركين الذين يرغبون في المزيد من الخيارات والمحتوى الأكثر تخصيصا.
وفي سياق إطلاق “سورا”، أكدت “أوبن إيه آي” أنها قد أدرجت مجموعة من الضمانات لمنع سوء الاستخدام، مثل التأكد من صحة البيانات والتأكد من تضمين العلامات المائية المرئية في الفيديوهات التي يتم إنشاؤها. وعلاوة على ذلك، تم تقييد استخدام التقنية في إنشاء مقاطع فيديو تحتوي على صور لأشخاص حقيقيين بشكل مؤقت، في محاولة للحد من مشاكل مثل التزييف العميق، الذي قد يُستخدم لخلق محتوى ضار أو مضلل.
هذه الإجراءات جاءت في إطار قلق واسع النطاق بشأن الاستخدامات غير الأخلاقية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، بما في ذلك تقنيات مثل التزييف العميق التي يمكن أن تؤدي إلى اختلاق مقاطع فيديو مضللة.
وعلى الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها “سورا”، فإن تقنية إنشاء مقاطع الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى. ومقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة “سورا” حتى الآن تظهر بعض العيوب، مثل النصوص غير المقروءة وحركات جسم غريبة، مما يعكس التحديات التي تواجه هذه التكنولوجيا في الوقت الحالي. ومع ذلك، تعهد سام ألتمان في ديسمبر الماضي بأن “سورا” ستتحسن بشكل كبير مع مرور الوقت، وأن الشركة ستعمل على تحسين هذه التقنية لتقديم تجربة أفضل للمستخدمين في المستقبل.
ومن المتوقع أن تشهد تقنية سورا تطورا كبيرا في السنوات المقبلة، مع تقدم قدرات الذكاء الاصطناعي وتوافر المزيد من البيانات والتكنولوجيا المتقدمة. وسيكون هذا مفيدا ليس فقط لصناع المحتوى المحترفين، بل أيضا للعديد من المستخدمين العاديين الذين يرغبون في إنشاء مقاطع فيديو ترويجية أو محتوى شخصي باستخدام أدوات بسيطة وفعالة.
كما أن إطلاق "سورا" في أسواق مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة قد يفتح المجال أمام المزيد من التعاون بين “أوبن إيه آي” والهيئات التنظيمية الأوروبية، مما يساهم في تطوير تشريعات جديدة قد تؤثر على مستقبل الذكاء الاصطناعي في المنطقة.