اليوم قد تكون الكتلة التاريخية للعروبيين والقوميين في تونس ترياقا للحالة الراهنة في انتظار مراجعات كبرى تضع العروبيين على طاولة التكتل والتحالف من أجل تشكيل جبهة عمل موحدة.

المفارقة الحضارية أن البلدان الإسلامية العاملة على صناعة جاذبية دينية جديدة قصد توظيفها سياسيا هي التي تزايد اليوم على السعودية في موضوع الحج.

راهن الأقصى اليوم يؤكّد فشل كافة اتفاقيات السلام مع إسرائيل، فتل أبيب التي وقعت وثيقة اقتسام القدس بين شرقية وغربية تحتل اليوم الغرب والشرق.

الاستمرار في الطائفية المدعومة من إيران، قد يفضي إلى تحرير بعض المناطق واستعادتها من قبضة الدواعش وإخوانهم ولكنه لا يبني دولة المواطنة ولا يؤصل لفكرة المواطنة العابرة لكافة الطوائف.

تندرج مسيرة العدالة في سياق عودة الروح إلى الشارع التركي الذي يخيل للفاعل الرسمي أنه بات مطواعا لفعل تحويل تركيا إلى سجن تطوقه الطغمة الحاكمة في أنقرة وكالة وفي إسطنبول أصالة.

الاستقراء العميق يحيل إلى إستراتيجية أميركية قوامها الرهان على كافة الفاعلين في المحنة، وانتظار الخروج من منتهيات الأزمة.

إيران تستثمر في الأزمة القطرية فتحولها إلى حجرة كأداء ومكاسرة إقليمية متشابكة تحول دون المرور إلى المرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب.

قطر كانت وراء الزج بحركة حماس في انتخابات 2005 بطلب رسمي من الولايات المتحدة الساعية وقتها إلى خلق رديف سياسي لحركة فتح.

الدوحة تدرك أن قوتها الناعمة استنزفت عند الالتجاء إلى طهران وموسكو، لا فقط لعدم وجود حليف عربي مجاهر بدعمه للدوحة، بل لأن قطر تنقلب على مدونتها الإعلامية والسياسية والاستراتيجية.

تعرف الدوحة أنّ اتخاذها الخطوة الخليجية المطلوبة التي كشفت عنها مصادر خليجية مطلعة، يعني الانقلاب على سياسة الانقلابات الرسميّة وهو ما لا تقبله.

الخطوة القطرية تتنزل في سياق إرضاء الطرف الأميركي الذي سبق وأن أقحم رئيسه حماس وحزب الله ضمن الحركات الإرهابية.

السياق العربي يستحضر اليوم استيلاد محور الاعتدال مشكلا في السعودية والإمارات والأردن ومصر الذي سبق وأن تم الإعلان عن تفاصيله وفلسفته إبان 2005 و2006.

التقاطع بين الضغوط المحلية من جهة والمناخ الإقليمي والدولي في علاقته بالجماعات الإسلامية، هو الذي ساعد الحكومة التونسية على إعلان الحرب على الفساد.

تدرك فرنسا ماكرون أنّ مقولة الأمن القومي تتجاوز ضوابط الجغرافيا المحلية بل وحتّى الإقليمية، فأمن باريس يبدأ من فيافي البادية بين العراق وسوريا وأمن فرنسا يضبط من صحراء مالي وأرياف باماكو.

التصريحات الأميركية التركية كانت كافية لتبيان حالة البون في وجهات النظر بين أردوغان وترامب.