أمم أوروبا: الظاهرة لامين جمال يشق مسارا تاريخيا على درب ميسي

ضعف مبابي وديشامب ينزل فرنسا من عليائها.
الخميس 2024/07/11
علامة فارقة

كان أداء الإسباني الشاب لامين جمال أمام فرنسا في نصف نهائي كأس أوروبا 2024 في كرة القدم، بمثابة مشاهدة “عبقري” كما قال مدرّبه لويس دي لا فوينتي. جمال الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، أصبح أصغر لاعب يسجل في تاريخ البطولة القارية عن 16 عاما و362 يوما.

برلين - بدأ لامين جمال في عمر السادسة عشرة، بشقّ مسار مجيد عندما أصبح أصغر مسجّل في تاريخ كأس أوروبا لكرة القدم وقاد إسبانيا إلى الفوز على فرنسا في نصف النهائي، وبعدها بساعات سجّل قدوته الأرجنتيني ليونيل ميسي هدفا ساهم ببلوغ منتخب بلاده نهائي بطولة كوبا أميركا حيث يخوض “المعارك الأخيرة” في مسيرة أسطورية.

قبل تسجيل جمال هدفه الرائع في مرمى فرنسا الثلاثاء، انتشرت صورة لميسي يحمل طفلا رضيعا خلال حصة تصويرية عام 2007 في ملعب كامب نو، عندما كان يضيء في بداية مسيرته سماء برشلونة بموهبته النادرة.

لم يكن هذا الطفل سوى لامين جمال، وقد أعاد والده منير نشر الصورة الأسبوع الماضي على انستغرام معلّقا عليها “بداية أسطورتَين”. التُقطت بعد أن أجرت اليونيسيف يانصيبا في ماتارو، حيث كانت تعيش عائلة اللاعب المغربي الجذور. على غرار ميسي القادم إلى برشلونة بعمر الثالثة عشرة، انضمّ جمال إلى أكاديمية لا ماسيا الشهيرة منذ نعومة أظفاره، وبدأ بتحطيم الأرقام القياسية نظرا لتفجّر موهبته في سن صغيرة. كما ميسي الأعسر، يشقّ طريقه على الرواق الأيمن، يطلق الكرات اللولبية في الزوايا القاتلة ويلعب التمريرات المقشّرة لزملائه، وبعد أن هزّ شباك فرنسا بتسديدة رائعة متلاعبا بأدريان رابيو، أصبح أصغر لاعب يسجّل في تاريخ البطولة القارية عن 16 عاما و362 يوما.

نصف الإنجازات

خيبة أمل كبيرة
خيبة أمل كبيرة

انهالت المقارنات بين جمال (1.78 م) وقدوته ميسي (1.70 م) القادرَين على مراوغة الخصوم دون مجهود كبير، لكن الأوّل رفض المقارنة “هو أفضل لاعب في التاريخ والمقارنة معه لا تُصدّق. لا يمكن تشبيهه بأي لاعب آخر، خصوصا أنا الذي بدأت مسيرتي للتو.

أتمنى تحقيق نصف إنجازاته”.  سيكون جمال، المولود في 13 يوليو 2007 لوالد مغربي وأم من غينيا الاستوائية، قد بلغ السابعة عشرة، وطلب من والدته “عدم تقديم أي هدية في عيد ميلادي، مجرّد التواجد في النهائي والفوز به هو شيء كبير”.

تتويج سيكون الأوّل مع منتخب بلاده، بعد إحرازه لقب الدوري الإسباني مع برشلونة في 2023، ما يضعه على خريطة الواعدين القادرين على رسم مسيرة زاخرة.

على بعد آلاف الكيلومترات في نيوجيرزي، كان ميسي يرسم فصلا جديدا من مشواره المرصّع بالألقاب. بعد أن أحرز كأس العالم 2022 للمرّة الأولى وحمل الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ثماني مرّات، أصبح لاعب إنتر ميامي الأميركي على بُعد مباراة واحدة من قيادة الأرجنتين إلى الاحتفاظ بلقب كوبا أميركا. سجّل ابن السابعة والثلاثين الهدف الثاني في مرمى كندا والـ109 دوليا، ليحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، كما فعل جمال ضد فرنسا.

تطرّق مجددا للموعد غير المؤكّد لختام مسيرته التي شهدت إحرازه لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات مع برشلونة “أختبر هذا الشيء كما حصل في كوبا أميركا الأخيرة، في كأس العالم الأخيرة… هذه المعارك الأخيرة وأنا استمتع بها قدر الإمكان”. لم تسنح الفرصة لجمال وميسي باللعب في فريق واحد، وقد انطفأت مسيرة الكثير من الشبان الموهوبين بعد بدايات واعدة، ما يثير شكوكا حيال مواصلة صعوده في المستقبل.

لكن جمال “عبقري” حسب مدرّبه لويس دي لا فوينتي “لقد رأينا عبقريا.. هو لاعب يجب أن نعتني به. علي تقديم المشورة له كي يتابع العمل بتواضع ويُبقي قدميه على الأرض”. قال النجم الألماني السابق لوتار ماتيوس “مارادونا، ميسي والآن جمال”، فيما رأى الهداف التاريخي للمنتخب الإسباني دافيد فيا أنه “لاعب فريد.. لا حدود” لقدراته. مدّد برشلونة عقد جمال حتى 2026 مع بند جزائي بقيمة مليار يورو، في ظل تقارير عن سعي صفوة الأندية الأوروبية لضمّه ومنحه الرقم 10 الشهير. لكن المحطة الأهم لجمال بعد عيد ميلاده السبت، ستكون النهائي الأوّل الكبير في مسيرة تحمل جينات البعوضة الأرجنتينية القريبة من الاعتزال.

سوء الأداء

قائد المنتخب الفرنسي  كيليان مبابي أقرّ أن فريقه لم يقم بما يكفي في الخسارة أمام إسبانيا، مشيرا إلى أنه محبط من الأداء المخيّب
قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي أقرّ أن فريقه لم يقم بما يكفي في الخسارة أمام إسبانيا، مشيرا إلى أنه محبط من الأداء المخيّب

أقرّ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي أن فريقه “لم يقم بما يكفي” في الخسارة أمام إسبانيا 1-2 الثلاثاء، ضمن نصف نهائي كأس أوروبا 2024، مشيرا إلى أنه محبط من الأداء المخيّب. قال اللاعب المنتقل حديثا إلى ريال مدريد الإسباني والذي اكتفى بتسجيل هدفٍ واحدٍ من ركلة جزاء أمام بولندا “لم نقم بما يكفي للتأهّل إلى النهائي. هم (إسبانيا) لعبوا أفضل منا، استحقوا بلوغ النهائي ونحن سنعود إلى المنزل”.

وأضاف مبابي “كان لديّ طموح بأن أصبح بطلا لكأس أوروبا. كان لديّ هدف خوض بطولةٍ جيّدة. لم أفعل أيّا منهما. إنها خيبة أمل”.

لم تُسجّل فرنسا وصيفة مونديال 2022 والمتوّجة باللقب العالمي في 2018 سوى أربعة أهداف في البطولة، من بينها هدفان عكسيان. أداءٌ جاء بعيدا للغاية عن الذي قدّمه “الزرق” في المونديال حيث سجّلوا 16 هدفا من بينها ثمانية بتوقيع مبابي. أمام إسبانيا، لاحت أمام المهاجم فرصة تعديل النتيجة في الدقائق الأخيرة لكن تسديدته علت العارضة. علّق “تخطّيت المدافع وسار الأمر على ما يرام. بعد ذلك، اعتقدت أن الفرصة أمامي للتسجيل أو على الأقل التسديد على المرمى”.

أما المدرب ديشامب، فتحمّل مسؤولية الأداء المخيّب لمبابي وغريزمان طوال البطولة، قائلا “هذه مسؤوليتي”.

أضاف “بمواجهة فريق إسباني قوي، يجب أن تكون في أفضل أحوالك. لن أبحث عن أعذار، لكن بدأنا التحضير من دون أوريليان تشواميني، كما أصيب أدريان رابيو ووصل (دايو) أوباميكانو في ظروفٍ صعبة (حامت الشكوك حاولت مشاركته في البطولة بسبب إصابة في الكاحل)”.

17