أمم أوروبا: ألمانيا تجمع عمالقة القارة لكتابة التاريخ

بعد ثلاث سنوات من نسخة عكّرتها جائحة كورونا واستضافتها 11 مدينة في 11 بلدا بمناسبة الذكرى الستين لانطلاقها، تحتضن ألمانيا كأس أوروبا لكرة القدم بين 14 يونيو و14 يوليو، حيث تتصدّر مع فرنسا وإنجلترا قائمة المرشّحين لإحراز اللقب.
برلين - ستنطلق منافسات بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024) غدا الجمعة بالمباراة الافتتاحية بين منتخب ألمانيا -مستضيف البطولة- وأسكتلندا على ملعب أليانز آرينا في مدينة ميونخ الألمانية. المباراة ضمن المجموعة الأولى التي تضم منتخبي سويسرا والمجر.
وفي خضم جائحة كورونا أقيمت مباريات صيف 2021 بسعة ملاعب تفاوتت بين مدينة وأخرى، بيد أن هذه المرّة لا مكان للقيود في ظل توقعات بحضور 2.7 مليون مشجّع للمباريات الـ51 التي تختتم بنهائي كأس هنري ديلوناي في ملعب برلين الأولمبي.
وفيما تأمل ألمانيا، التي ستفتتح البطولة الجمعة أمام أسكتلندا في ميونخ، أن تعيش من جديد “قصّة الخيال الصيفية” 2006، عندما بلغت نصف نهائي كأس العالم على أرضها، انشغلت بإجراءات أمنية مشدّدة ضمن مسعاها للحفاظ على سلامة وأمن المشجّعين واللاعبين، في مهمّة ضخمة تزداد صعوبتها في ظل التوتر الناجم عن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا والنزاع المتجدّد بين إسرائيل والفلسطينيين.
من مثيري الشغب المعروفين بالـ”هوليغنز” إلى الهجمات الإرهابية المحتملة وحتى الهجمات الإلكترونية، يتطلّع منظّمو البطولة القارية إلى احتواء التهديدات وإقصائها. ستُكلّف قوّات الأمن بحماية 24 معسكرا للمنتخبات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى تأمين الملاعب العشرة.
ومن المتوقع أيضا أن تستقطب المناطق المخصّصة للمشجعين حوالي 12 مليون زائر خلال الحدث القاري.
وقال مدير البطولة فيليب لام “منذ البداية كان الأمن على رأس أولوياتنا”. وخلال المباريات سيكون الجميع في حال جاهزية واستنفار تام إلى درجة أن عناصر الشرطة محرومون من الإجازات خلال النهائيات القارية.
أبرز المرشّحين
منافسات بطولة أمم أوروبا ستنطلق غدا الجمعة بالمباراة الافتتاحية بين منتخب ألمانيا -مستضيفة البطولة- ومنتخب أسكتلندا
رياضيا تتصدّر إنجلترا وفرنسا قائمة المرشحين لإحراز اللقب، تليهما ألمانيا المضيفة ثم البرتغال وإسبانيا. ويعوّل الإنجليز، الذين وقعوا في مجموعة تضمّ الدنمارك وصربيا وسلوفينيا، على الثلاثي الهجومي الضارب هاري كاين وفيل فودن وجود بيلينغهام. وتحمل إنجلترا عبء أنها لم تفز بكأس أوروبا في تاريخها.
وبعد الخسارة المؤلمة بركلات الترجيح على يد إيطاليا في نهائي 2021 على ملعب ويمبلي، سقط فريق المدرب غاريث ساوثغيت في ربع نهائي مونديال قطر 2022 بصعوبة أمام فرنسا. ويأمل “الأسود الثلاثة” في الاستفادة من خبرة كاين على الأراضي الألمانية، حيث تألق في موسمه الأول في الـ”بوندسليغا” بتسجيله 44 هدفا في 45 مباراة خاضها مع بايرن ميونخ في جميع المسابقات، لكن من دون أن يحرز أوّل لقب في مسيرته.
كما أن بيلينغهام كان من نجوم الدوري الألماني قبل أن يترك دورتموند الصيف الماضي للالتحاق بريال مدريد الإسباني والمساهمة بقيادة النادي الملكي إلى ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا. بالنسبة إلى ساوثغيت “هل نحن من المنتخبات القادرة على إحراز اللقب؟ بالطبع”، مضيفا “سأكون غبيا إذا قلت لا، لكن إذا قلت نعم فذلك لا يعني أنه لا ينتظرنا الكثير من العمل”.
في المقابل يأمل كيليان مبابي، المنتقل بعد مدّ وجزر من باريس سان جرمان إلى ريال مدريد الإسباني، في إحراز أوّل ألقابه القارية بعد تتويجه مع فرنسا بمونديال 2018 وحصوله على الوصافة في 2022 وراء أرجنتين ليونيل ميسّي بركلات الترجيح.
وبلغت فرنسا المباراة النهائية ثلاث مرات في آخر أربع مشاركات في بطولة كبرى، فيما أخفق لاعبو المدرب ديدييه ديشامب في النسخة الأخيرة بركلات الترجيح أمام سويسرا في ثمن النهائي.
وقال ديشامب، الذي يفتقد كمدرّب اللقب القاري من سجلّه الزاخر بينما قاد فرنسا كلاعب إلى إحرازه للمرة الثانية والأخيرة في 2000، “سنخوض منافسات كأس أوروبا بطموح لكن بصفاء ذهن. أدرك أن التوقعات ترتفع كل مرّة بعد ما حققناه. لكن الخبرة تقول لنا إن هناك الكثير من الخطوات التي يجب اجتيازها في البطولات”. وقد وقع “الزرق” في مجموعة صعبة تضمّ هولندا وبولندا والنمسا.
تعكير الأجواء

لكن ألمانيا بطلة العالم أربع مرات، والتي ودّعت النسختين الأخيرتين في المونديال من دور المجموعات، تبحث عن تعكير الأجواء بقيادة المدرّب الشاب يوليان ناغلسمان الذي حلّ بديلا عن هانزي فليك أوّل مدرب يقال من منصبه مع “دي مانشافت”.
وبعد سلسلة كارثية من المباريات الودية في 2023، أبرزها الخسارة أمام اليابان 1 – 4، جاء ناغلسمان بهدف منح الدولة المضيفة لقبا رابعا قياسيا، الأوّل منذ 28 سنة، إذ تتساوى راهنا بثلاثة ألقاب مع إسبانيا.
وقال ناغلسمان في مايو “أشعر بأن بمقدورنا إحراز اللقب”. أما إيطاليا حاملة اللقب والناجية من التصفيات بعد غيابها عن آخر نسختين من كأس العالم، فوقعت في أصعب مجموعة إلى جانب إسبانيا وكرواتيا وألبانيا. نظام البطولة الذي يتيح لـ16 منتخبا من أصل 24 بلوغ ثمن النهائي، قد يمنح فرصة ثانية لمنتخبات تخفق في دور المجموعات، على غرار البرتغال التي عجزت عن تحقيق أي فوز في الدور الأوّل عام 2016 قبل أن تحرز اللقب لاحقا بقيادة كريستيانو رونالدو الذي يشارك في النسخة الحالية بعمر التاسعة والثلاثين.
وتأمل بلجيكا وهولندا في ترك بصمة أيضا، لكن كأس أوروبا الحالية تتميّز بحضور منتخبات أقل شهرة. وستحظى أوكرانيا بتعاطف كبير بسبب الغزو الروسي للبلاد وسيكون لديها فريق جيد تحت قيادة سيرهي ريبروف، فيما ستشارك ألبانيا بقيادة البرازيلي سيلفينيو في البطولة القارية للمرة الثانية فقط. وسيكون من المثير متابعة الوافد الجديد المنتخب الجورجي الذي يشرف عليه المدافع السابق لبايرن ميونخ والمنتخب الفرنسي ويلي سانيول وبقيادة جناح نابولي الإيطالي خفيتشا كفاراتسخيليا.
وفي سياق متصل سيدير الحكم الفرنسي كليمان توربان المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس أوروبا لكرة القدم التي تجمع بين ألمانيا البلد المضيف وأسكتلندا في ميونخ الجمعة، وفقا لما أعلنه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) الأربعاء.
وكان الحكم الفرنسي البالغ من العمر 42 عاما أدار خمس مباريات خلال مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022، بما فيها مباراة البرازيل أمام كوريا الجنوبية (4 – 1) في ثمن نهائي المونديال الأوّل في العالم العربي.
كما أُسندت إليه مهمة إدارة أربع مباريات في دور المجموعات في نهائيات كأس أوروبا 2016 و2020، علما أن النسخة الأخيرة من البطولة القارية أقيمت بعد عام من موعدها بسبب تداعيات فايروس كورونا.
وعلى صعيد المسابقات الأوروبية قاد توربان قبل عامين نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي في باريس (1 – 0)، إضافة إلى مباراة الذهاب في نصف نهائي هذا الموسم بين بايرن ميونخ الألماني وريال مدريد التي انتهت بالتعادل 2-2 في ميونخ.