أمم أفريقيا سبيل المواهب الواعدة لتحدي النجوم

من المنتظر أن تكون كأس أمم أفريقيا مطلع 2024 في ساحل العاج كعادتها ساحة لتألق النجوم وفرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الشابة. وتتجه الأنظار بالخصوص إلى المصري محمد صلاح والنيجيري فيكتور أوسيمين والمغربي أشرف حكيمي، فيما تسعى مواهب صاعدة في أقوى الدوريات الأوروبية لإثبات الذات.
أبيدجان - ستكون بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها كوت ديفوار خلال الفترة بين الثالث عشر من يناير والحادي عشر من فبراير، مسرحا لمنافسة كروية شرسة بين النجوم. وتمتلك المنتخبات المشاركة في الكان العديد من النجوم الكبار، على رأسهم محمد صلاح لاعب ليفربول وقائد منتخب مصر الذي يحلم بالتتويج باللقب للمرة الأولى.
ومن المستحيل أن يغفل المتابعون عن محمد صلاح، مهاجم ليفربول الإنجليزي، الملقب أحيانا بالهرم الرابع، وأحيانا أخرى بملك مصر في بلد يحظى فيه بالتبجيل. قدمه اليسرى هي مصدر سعادة منتخب الفراعنة، وبعدما ظهر بمستوى خجول مع الريدز الموسم الماضي، عاد المهاجم المصري ابن الـ31 عاما للتألق مجددا في الموسم الحالي بتسجيله 5 أهداف وتمريره 4 كرات في 8 مباريات في الدوري الإنجليزي، وذلك قبل ثلاثة أشهر من موعد انطلاق النسخة الـ34 من كأس أمم أفريقيا.
وتشمل هذه القائمة أيضا النيجيري فيكتور أوسيمين مهاجم نابولي، الجزائري رياض محرز لاعب أهلي جدة والكاميروني أندريه أونانا حارس مانشستر يونايتد. يتألق المهاجم النيجيري مع نابولي، بطل الدوري الإيطالي، مطلقا العنان للإحصائيات: سجل 6 أهداف في 10 مباريات هذا الموسم، و31 هدفا في 38 مباراة الموسم الماضي.
لم يبخل بأهدافه أيضا مع النسور الممتازة حيث سجل في القارة السمراء 10 أهداف في 6 مباريات خلال تصفيات كأس أمم أفريقيا، منها 7 ضد منتخب ساوتومي وبرينسيبي المتواضع. محاطا بأسطول من اللاعبين أصحاب الجينات الهجومية، بينهم المبهر تايو أوونيي وفيكتور بونيفاس المتألق هذا الموسم مع باير ليفركوزن الألماني، سيحاول أوسيمين إعادة بلاده إلى صدارة أفريقيا، بعد 11 عاما من آخر تتويج قاري لها.
بدوره سيتولى ساديو ماني، أفضل لاعب في تاريخ السنغال، قيادة منتخب "أسود التيرانغا"، بعد عامين على تتويجهم بباكورة ألقابهم القارية في الكاميرون. عاد ماني "المتفجر" مع ليفربول إلى جانب صلاح، قبل أن يهبط مستواه في الموسم الماضي بعد انتقاله إلى بايرن ميونخ الألماني، للتألق مجددا وهز الشباك مع النصر السعودي الذي تعاقد معه مطلع الموسم الحالي، وسيحاول قيادة بلاده لثنائية تاريخية.
كما أن المغرب يملك نجوما كبارا على رأسهم أشرف حكيمي ظهير سان جرمان، علاوة على تواجد ساديو ماني قائد السنغال، والإيفواري سباستيان هالير مهاجم دورتموند. يُبهر الظهير الأيمن لفريق باريس سان جرمان الفريق منذ بداية الموسم الحالي، حيث يخوض جميع الدقائق ويسجل الأهداف تحت قيادة الوافد الجديد المدرب الإسباني لويس إنريكي، على الرغم من عدم استقرار نتائج النادي الباريسي.
وسيكون اللاعب المغربي من دون أدنى شك أحد أعمدة وعناصر منتخب "أسود الأطلس"، المرشح بعد مفاجأة بلوغه نصف نهائي مونديال قطر العام الماضي، بينما يسعى للظفر بلقب القارة السمراء للمرة الثانية في تاريخه، بعد 48 عاما من الصيام.
لكن في ظل هذه الحرب الشرسة بين النجوم، هناك صراع من نوع مختلف بين المواهب الواعدة سيسرق الأنظار. يبحث إبراهيم صلاح جناح المغرب عن فرصة حقيقية في كتيبة المدرب وليد الركراكي وإثبات جدارته بالدفاع عن ألوان أسود الأطلس. ونجح صلاح صاحب الـ22 عاما في تقديم انطلاقة مميزة لموسمه مع رين، وسجل اللاعب 3 أهداف في 6 مباريات بالدوري الفرنسي.
يملك المنتخب الجزائري أيضا بعض المواهب الصاعدة التي يمنحها جمال بلماضي المدير الفني الفرصة من أجل تقييمها قبل المشاركة في الكان. ولكن الجناح فارس شعيبي لاعب آنتراخت فرانكفورت يبدو في طريقه لحجز مكانه في تشكيلة محاربي الصحراء خاصة أنه يظهر بصورة جيدة مع فريقه. في حين سيتمكن منتخب الجزائر من الاعتماد على لاعب خط الوسط حسام عوار الذي يدافع عن ألوان روما الإيطالي.
من جانبه جلب الجناح الأيمن رياض محرز البهجة إلى مانشستر سيتي الإنكليزي لأكثر من خمس سنوات، وسيواصل مراوغة خصومه من الجهة اليمنى لهجوم "محاربي الصحراء"، بعد خمس سنوات من لقبه مع منتخب بلاده محتفلا به مع مواطنيه الذين يتنفسون على وقع نبض كرة القدم. يبقى المهاجم البالغ 32 عاما والذي غادر هذا الموسم الملاعب الإنجليزية للالتحاق بفريق الأهلي السعودي، أحد أعمدة منتخب الجزائر الفائز على السنغال، حاملة اللقب، 1-0 في مباراة ودية في الثاني عشر من سبتمبر.
ويتطلع إبراهيم عادل جناح مصر الذي وصل بالفراعنة إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاما وفاز خلالها بجائزة أفضل لاعب، إلى المشاركة في الكان. وانضم عادل إلى كتيبة الفراعنة بقيادة المدرب البرتغالي روي فيتوريا، وغاب عن المعسكر الحالي للإصابة، ولكن فرص مشاركته في الكان تبدو قائمة.
◙ إبراهيم عادل جناح مصر الذي وصل بالفراعنة إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاما وفاز خلالها بجائزة أفضل لاعب يتطلع إلى المشاركة في الكان
ويأمل حنبعل المجبري صانع ألعاب مانشستر يونايتد الإنجليزي، في الحصول على الفرصة المنتظرة مع منتخب تونس في البطولة القارية. وعاد صاحب الـ20 عاما إلى مانشستر يونايتد هذا الموسم بعد تجربة مع برمنغهام، وسجل اللاعب هدفا مع الشياطين الحمر هذا الموسم. ويتطلع حنبعل إلى التألق في الكان والظهور بصورة مميزة في البطولة القارية أملا في استعادة اللقب الغائب منذ التتويج الوحيد عام 2004.
تبدو الفرصة مهيأة أمام بعض المواهب الواعدة أيضا في المنتخبات الأفريقية غير العربية. ويعيش الإيفواري كريم كوناتيه مهاجم رد بول سالزبورغ، حالة من التألق وسجل 7 أهداف وصنع 6 آخرين خلال 14 مباراة هذا الموسم.
ويتطلع الغاني محمد قدوس إلى قيادة البلاك ستارز في الكان ونقل نجاحه بعد الرحيل للدوري الإنجليزي عبر بوابة وست هام إلى التألق القاري. من ناحية السنغال، من المتوقع تألق المهاجم نيكولاس جاكسون المنتقل إلى تشيلسي الإنجليزي هذا الصيف. بينما سيراهن منتخب غينيا على "الجوهرة" الشاب أليكس موريبا البالغ 20 عاما في خط الوسط. ويظهر أيضا اسم بابي سار لاعب وسط توتنهام الإنجليزي مع المنتخب السنغالي بعدما وضع أقدامه في تشكيلة السبيرز بقوة.