أمم أفريقيا سبيل الجزائر لاستعادة توهجها على الساحة القارية

جمال بلماضي يبحث عن طوق النجاة مع محاربي الصحراء.
الأحد 2024/01/14
لقاء العمالقة

يتطلع المنتخب الجزائري لاستعادة توهجه مجددا خلال مشاركته في النسخة الحالية من مسابقة أمم أفريقيا 2023 في كوت ديفوار. وذلك بعد مشاركته الصادمة في النسخة الماضية التي احتضنتها الكاميرون، والتي أعقبها الخروج الموجع من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر. ويطمح المنتخب الجزائري، بطل أفريقيا عامي 1990 و2019، للمنافسة بقوة على لقب البطولة القارية التي تجرى فعالياتها في الفترة من 13 يناير وحتى 11 فبراير 2024.

أبيدجان - أوقعت قرعة مرحلة المجموعات لمسابقة أمم أفريقيا 2023 في كوت ديفوار منتخب الجزائر في المجموعة الرابعة برفقة منتخبات بوركينا فاسو وأنغولا وموريتانيا، حيث يرغب المنتخب الملقب بـ”محاربو الصحراء” في تكرار سيناريو تتويج الفريق بلقبه الأفريقي الأخير قبل 4 أعوام ونصف العام في مصر، حينما كان يطمح أيضا لمحو صورته الباهتة في مشاركته بالنسخة السابقة، ليجد نفسه جالسا على عرش كرة القدم الأفريقية في النهاية.

وقبل فوزه بأمم أفريقيا 2019، عانى منتخب الجزائر في مشاركته بالنسخة السابقة التي جرت بالغابون عام 2017، حيث ودع المسابقة مبكرا من الدور الأول عقب حصوله على نقطتين فقط، في مفاجأة مدوية لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تشاؤما آنذاك.

وتكرر الأمر ذاته في النسخة الماضية لأمم أفريقيا بالكاميرون، حيث خرج فريق المدرب الوطني جمال بلماضي بشكل صادم من مرحلة المجموعات، عقب تعادله مع سيراليون وخسارته أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، ليصبح مطالبا الآن بالكشف عن وجهه الحقيقي في نسخة كوت ديفوار 2023، لإعادة البسمة إلى الجماهير الجزائرية التي شعرت بخيبة أمل مضاعفة، عقب فشل الفريق في بلوغ مونديال 2022، والذي جاء بعد شهرين فقط من مشاركته الهزيلة في أمم أفريقيا الماضية.

بينما يخوض منتخب الجزائر مواجهته الأولى مع نظيره الموريتاني في أمم أفريقيا، يلعب محاربو الصحراء مع منتخب بوركينا فاسو بالمسابقة للمرة الثالثة، بعدما لعبا في دور المجموعات بنسختي 1996 و1998 وفازت الجزائر 2 – 1 في اللقاء الأول على بوركينا فاسو، التي سرعان ما ثأرت من تلك الخسارة، بانتصارها في المباراة الثانية التي جرت بينهما في المسابقة بالنتيجة ذاتها.

أما مواجهة الجزائر مع أنغولا فستكون الثانية بينهما في البطولة، بعدما سبق أن التقيا في نسخة عام 2010، حيث تعادلا دون أهداف في مرحلة المجموعات. ورغم الإخفاقات التي عانى منها منتخب الجزائر في الفترة الماضية، قرر اتحاد الكرة المحلي تجديد الثقة في بلماضي، الذي يتولى تدريب الفريق منذ عام 2018، ليبث الثقة من جديد في نفوس نجومه، ويكشر الفريق عن أنيابه مرة أخرى بالتصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2023.

وسجل المنتخب الجزائري ظهوره الـ20 في أمم أفريقيا، بعدما تربع عن جدارة على قمة ترتيب المجموعة السادسة بالتصفيات، التي ضمت منتخبات تنزانيا وأوغندا والنيجر، حيث حصد 16 نقطة، ليجمع أكبر عدد من النقاط بين المنتخبات المشاركة في التصفيات.

لقاء البداية

◙ في ثوب البطل
◙ في ثوب البطل 

حقق منتخب الجزائر، الذي يحتل المركز الـ30 عالميا والرابع أفريقيا في التصنيف الأخير للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، 5 انتصارات وتعادلا وحيدا خلال مسيرته بالتصفيات، دون أن يتلقى أيّ خسارة، وأحرز لاعبوه 9 أهداف واستقبلت شباكه هدفين فقط، وتصدر محمد الأمين عمورة ترتيب هدافي الفريق في التصفيات برصيد 3 أهداف.

واستعان بلماضي في قائمته المشاركة بالبطولة بتشكيلة مدججة بالنجوم، لكنها لم تخل من المفاجآت أيضا، حيث عرفت عودة المخضرم وهاب رايس مبولحي حارس نادي شباب بلوزداد، وزين الدين بلعيد مدافع نادي اتحاد الجزائر، ويوسف بلايلي نجم نادي مولودية الجزائر، الذي يتصدر ترتيب هدافي الدوري المحلي، كما انضم للقائمة إسماعيل بن ناصر لاعب خط وسط ميلان الإيطالي.

وأبقى مدرب الجزائر على ركائز الفريق، في صورة رياض محرز، قائد الفريق، وكذلك يوسف عطال، ورامي بن سبعيني، وعيسى ماندي، ورامز زروقي، وإسلام سليماني وبغداد بونجاح. في المقابل، استبعد بلماضي، مصطفى زغبة حارس ضمك السعودي (المصاب)، وآدم زرقان لاعب وسط شارلوروا البلجيكي، وسعيد بن رحمة مهاجم ويستهام يونايتد الإنجليزي، وبدرالدين بوعناني مهاجم نيس الفرنسي.

بلماضي استعان بتشكيلة مدججة بالنجوم لكنها لم تخل من المفاجآت أيضا حيث عرفت عودة المخضرم رايس مبولحي
◙ بلماضي استعان بتشكيلة مدججة بالنجوم لكنها لم تخل من المفاجآت أيضا حيث عرفت عودة المخضرم رايس مبولحي

وكشفت قائمة الفريق، المكونة من 26 لاعبا عن تواجد 10 لاعبين سيشاركون لأول مرة في أمم أفريقيا وهم أنتوني ماندريا، وأسامة بن بوط، وكيفين جيتون، وريان آيت نوري، وياسر لعروسي، وزين الدين بلعيد، وحسام عوار، وفارس شعيبي، وأمين غويري، فيما تواجد 14 منهم في أمم أفريقيا الماضية.

ويمتلك منتخب الجزائر سجلا حافلا في مشاركاته السابقة بأمم أفريقيا، حيث خاض 77 مباراة، حقق خلالها 28 فوزا و22 تعادلا وتلقى 27 خسارة، وأحرز لاعبوه 94 هدفا، فيما منيت شباكه بـ89 هدفا. وبخلاف تتويجه بأمم أفريقيا مرتين، فقد أحرز منتخب الجزائر الوصافة عام 1980، والمركز الثالث عامي 1984 و1988، وحل رابعا عامي 1982 و2010. وعلى الصعيد التاريخي، فقد تأسس الاتحاد الجزائري لكرة القدم عام 1962، وانضم إلى فيفا عام 1963، ثم التحق بالاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) في العام التالي.

وخاض منتخب الجزائر مباراته الدولية الأولى في يناير 1963 ضد نظيره البلغاري، حيث تغلب 2 – 1 على المنتخب الأوروبي، وجاءت أضخم انتصاراته على حساب منتخب اليمن الجنوبي، بعدما فاز عليه 15 – 1 في أغسطس 1973، بينما تلقى أثقل هزيمة في مشواره الدولي أمام منتخب المجر، حينما خسر أمامه 2 – 6 في أغسطس 1967. ويتصدر لخضر بلومي قائمة أكثر اللاعبين مشاركة في اللقاءات الدولية مع منتخب الجزائر، حيث خاض 100 مباراة، في حين يتواجد إسلام سليماني في قمة ترتيب الهدافين التاريخيين للفريق برصيد 44 هدفا.

وكان للمنتخب الجزائري تواجد مرموق في ساحة كرة القدم العالمية، حيث شارك في كأس العالم أعوام 1982 و1986 و2010 و2014، وخاض خلالها 13 مباراة، محققا 3 انتصارات و3 تعادلات ونال 7 هزائم، وتمثلت أبرز إنجازاته بالعُرس العالمي الكبير، في بلوغ دور الـ16 بنسخة 2014 في البرازيل. كما شارك منتخب الجزائر في منافسات كرة القدم بدورات الألعاب الأولمبية مرتين، حيث كانت الأولى بدورة موسكو عام 1980 وبلغ خلالها دور الثمانية، أما الأخرى فكانت بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حيث خرج من مرحلة المجموعات.

وحصل المنتخب الجزائري على العديد من الألقاب بعيدا عن بطولة أمم أفريقيا، حيث فاز بكأس البطولة الأفروآسيوية عام 1991، ونال ذهبية ألعاب البحر المتوسط 1975، وذهبية الألعاب الأفريقية 1978، وكأس العرب 2021. ويستهل منتخب الجزائر مشواره في أمم أفريقيا القادمة بملاقاة منتخب أنغولا في 15 يناير الجاري، قبل أن يواجه منتخبي بوركينا فاسو وموريتانيا يومي 20 و23 من الشهر ذاته، علما بأنه سيخوض لقاءاته الثلاثة بمدينة بواكي الإيفوارية.

إثبات الذات

◙ روح جديدة
◙ روح جديدة

يستعد جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر لإثبات الذات في النسخة 34 لكأس أمم أفريقيا. وتولى بلماضي (47 عاما) القيادة الفنية لمنتخب الجزائر وبعد مسيرة غير مبشرة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية بعد تعادلين مع جامبيا وخسارة أمام بنين، فاجأ الجميع وتوج بلقب نسخة 2019 التي استضافتها مصر ليمنح بلاده اللقب الثاني بعد عروض رائعة تغلب خلالها على كوت ديفوار ونيجيريا والسنغال مرتين في الدور الأول والمباراة النهائية.

وصعد المدرب الجزائري إلى القمة سريعا ولكنه سقط منها بشكل مروع حيث ودع الفريق حملة الدفاع عن اللقب في نسخة الكاميرون عام 2022 من الدور الأول بعد تذيله المجموعة الخامسة برصيد نقطة وحيدة بعد التعادل مع سيراليون وخسارتين أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار. وكانت الصدمة الأكبر لجمال بلماضي في عدم التأهل لكأس العالم الأخيرة قطر 2022 بسيناريو درامي بعد الفوز في الدور النهائي على الكاميرون بهدف في ياوندي ثم الخسارة إيابا في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بنتيجة 2 – 1 في الثواني الأخيرة.

◙ جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر يستعد لإثبات الذات في نهائيات النسخة 34 لكأس أمم أفريقيا

ويحاول جمال بلماضي تجاوز صدمتي كأس أمم أفريقيا 2022 وعدم التأهل لمونديال 2022 في النسخة القادمة من كأس أمم أفريقيا وسط ضغوط إعلامية وجماهيرية شديدة رغم السجل المتوازن على مستوى النتائج بتحقيقه 39 انتصارا مقابل 15 تعادلا و5 هزائم في 59 مباراة.

وقبل مشواره مع منتخب الجزائر قضى جمال بلماضي مسيرته التدريبية بالكامل مع الكرة القطرية حيث قاد فريق الدحيل في مرحلتين الأولى بين عامي 2010 و2012 والثانية بين عامي 2015 و2018 كما عمل مديرا فنيا لمنتخبي قطر الأولمبي والأول. وعرف بلماضي النجاح والوصول إلى منصات التتويج في كل تجاربه السابقة حيث فاز بلقب الدوري مع الدحيل 4 مرات وكأس أمير قطر مرتين وكأس قطر مرة واحدة.

ومع منتخب قطر الأولمبي فاز ببطولة غرب آسيا في عام 2014 بعد الفوز على الأردن في المباراة النهائية، وقدم مسيرة قوية لم يتعرض خلالها الفريق للهزيمة وسجل اللاعبون 10 أهداف مقابل هدف وحيد في مرمى العنابي. ومع المنتخب القطري الأول فاز ببطولة خليجي 22 في عام 2014 بعد الفوز على المنتخب السعودي منظم البطولة في المباراة النهائية، لكنه خيب الآمال في كأس أمم آسيا 2015 بالخروج من الدور الأول بعد ثلاث هزائم متتالية أمام الإمارات والبحرين وإيران.

وفي مسيرته كلاعب مر جمال بلماضي طوال مسيرته التي بدأت عام 1995 على أندية مرموقة مثل باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا في فرنسا وسيلتا فيغو الإسباني ومانشستر سيتي وساوثهامبتون الإنجليزي بخلاف تجارب عربية مع ناديي الغرافة والخريطيات في قطر.

مسار صعب

◙ خطة طموحة
◙ خطة طموحة 

لعب بلماضي 20 مباراة دولية بقميص منتخب الجزائر سجل خلالها 5 أهداف خلال الفترة بين عامي 2000 و2004 وفاز بجائزة أفضل لاعب جزائري مرتين في عامي 2000 و2001. ويتواجد منتخبا الجزائر وموريتانيا في المجموعة الرابعة ببطولة كأس أمم أفريقيا. وفي حال تأهل الجزائر أو موريتانيا في صدارة المجموعة، فإن المنافس في دور الستة عشر سيكون صاحب المركز الثالث في المجموعة الثانية أو الخامسة أو السادسة، حيث تجرى المباراة يوم 27 يناير الجاري بمدينة بواكي.

وتضم المجموعة الثانية منتخبات مصر وغانا وموزمبيق والرأس الأخضر (كيب فيردي)، فيما تضم المجموعة الخامسة منتخبات تونس وجنوب أفريقيا ومالي وناميبيا، وتضم السادسة منتخبات المغرب والكونغو الديمقراطية وزامبيا وتنزانيا. 

◙ لعب جمال بلماضي 20 مباراة دولية بقميص الجزائر سجل خلالها 5 أهداف خلال الفترة بين عامي 2000 و2004

وفي حال تجاوز تلك المواجهة والتأهل لدور الثمانية، سيكون على منتخبي الجزائر أو موريتانيا، اللعب يوم الثاني من فبراير القادم بملعب هوفويه بوانيه بمدينة أبيدجان ضد الفائز من مواجهة أخرى بدور الـ16 بين وصيف المجموعة الأولى (كوت ديفوار ونيجيريا وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية) ووصيف المجموعة الثالثة (السنغال والكاميرون وغينيا وغامبيا).

وإذا تأهلت الجزائر أو موريتانيا للدور قبل النهائي، سيكون اللقاء يوم السابع من الشهر المقبل أمام الفائز من مواجهة في دور الثمانية، تجمع الفائز من مباراة متصدر المجموعة الثانية (مصر وغانا وموزمبيق والرأس الأخضر) وصاحب المركز الثالث في المجموعة الأولى أو الثالثة أو الرابعة، ومباراة متصدر المجموعة السادسة مع وصيف الخامسة. أما في حال تأهل الجزائر أو موريتانيا باحتلال المركز الثاني، فستكون الحسابات مختلفة، حيث سيلتقي أي منهما في دور الستة عشر يوم 30 يناير بمدينة كورهوغو مع متصدر المجموعة الخامسة (تونس وجنوب أفريقيا ومالي وناميبيا).

وفي حال الفوز بتلك المواجهة والتأهل لدور الثمانية، سيلتقي أحدهما يوم الثاني من الشهر القادم بملعب الحسن واتارا في أبيدجان مع الفائز من مباراة أخرى بدور الستة عشر بين متصدر المجموعة الثالثة وصاحب المركز الثالث في المجموعة الأولى أو الثانية أو السادسة. وفيما يخص حسابات التأهل كثالث المجموعة، سيكون على أحد المنتخبين، الجزائر أو موريتانيا، مواجهة إما متصدر المجموعة الثانية (مصر وغانا وموزمبيق والرأس الأخضر) أو متصدر المجموعة الأولى (كوت ديفوار ونيجيريا وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو) في دور الستة عشر.

16