أمل القطريين.. الشيخ عبدالله آل ثاني
سَجَلَ التاريخ خلال الفترة القليلة الماضية عدة أحداث يجب تدوينها ومتابعتها. الحدث الأول إعلان مملكة البحرين عن فتح تحقيق في التسجيل الصوتي للمحادثة الهاتفية بين رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام السابق لجمعية الوفاق المنحلة علي سلمان في عام 2011. ناشد حمد بن جاسم من منعدم الضمير علي سلمان المدان في البحرين بتهمة الإرهاب في تلك المكالمة عدم الكف عن التظاهر في البحرين. أليس هذا دليلا آخر على تورط قيادة قطر في التخطيط لأحداث البحرين؟
هكذا وبدم بارد، أطلقت قطر سهام الغدر والخيانة في ظهر المنامة وأصبحت عونا للجماعات الإرهابية وبوقا رخيصا لنشاطاتها الإجرامية. الدوحة تسعى في ظلمة الليل إلى إثارة الفتنة الطائفية والانقسام سعيا إلى زعزعة أمن واستقرار البحرين والإضرار بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية. هذه حلقة خطيرة في سلسلة التآمر القطري على أمن البحرين والخليج العربي، وهي أيضا دليل إضافي على دعم قطر للجماعات المتطرفة. لن يحل الأزمة القطرية إلا قيام قيادة جديدة في قطر تحترم شعوبها وجيرانها وتعترف بالميثاق العالمي للأمم المتحدة.
الحدث الثاني هو قرب الكشف عن “القائمة السوداء” الراصدة للمسيئين لأنظمة وشعوب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن ضمنها شرذمة من شواذ العقول من الإعلاميين الإخوان وغيرهم. لن أستغرب إذا كان من ضمن القائمة عدد من المذيعين والموظفين في قناة الجزيرة ووسائل إعلام قطرية أخرى، إضافة إلى أعضاء بارزين في عصابة الإخوان الإرهابية اتخذوا من قطر وكرا لهم. لم يكن للجزيرة اتخاذ هذا الموقف العدائي دون تعليمات من القيادة القطرية الحالية. فشلت الدوحة في تحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي لأن حكامها طوّعوا إعلامهم الرخيص “الجزيرة” للهواة والمتطرفين أمثال عزمي بشارة ويوسف القرضاوي للتآمر على دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية.
تصريح وزير شؤون الإعلام البحريني علي الرميحي مؤخرا بأن الإعلام القطري يعد جزءا من الأزمة التي تمر بها الدوحة وليس جزءا من الحل، لم يأتِ من فراغ. الرميحي أكد أن الإعلام القطري لا يمثل رأي الشعب القطري وأن الأزمة مع قطر لم تبدأ من تاريخ المقاطعة.
الحدث الهام الثالث هو تفاؤل الشارع الخليجي بزيارة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقبول الملك بوساطته في موضوع فتح الحدود السعودية أمام الحجاج القطريين. لم يتوقف التجاوب السعودي النبيل عند هذا الحد، بل أمر الملك سلمان بتخصيص أسطول من الطائرات لنقل الحجاج القطريين ضيوفا معززين مكرّمين إلى السعودية. سقطت “الجزيرة” إعلاميا مرة أخرى بعد أن شاهد العالم كله احتفاء العاهل السعودي بالشيخ عبدالله بن علي آل ثاني وبفتح الحدود السعودية أمام الحجاج القادمين من قطر، وهو ما فشلت القيادة القطرية في تحقيقه لأكثر من شهرين. نعم، أمل القطريين اليوم هو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.
للأسف، تعذُّر نقل الحجاج القطريين بسبب عدم منح السلطات القطرية التصريح لطائرات الخطوط السعودية بالهبوط في مطار الدوحة، ومحاصرة تميم لحجاج قطر إلى وقت إعداد هذا المقال.
هذه الوقائع الثلاث أحدثت ارتباكا وضجة في القصر القطري. نحن لسنا ضد الشعب القطري، ولكن النظام القطري لم يراع حتى حقوق الجوار والمصير المشترك وما نص عليه ميثاق مجلس التعاون الخليجي، دون رادع من دين أو عروبة أو صلة قرابة.
عضو جمعية الاقتصاد السعودية