ألمانيا وإسبانيا تعولان على الخبرة لمواصلة مشوار المونديال

تعوّل ألمانيا على جارتها الأوروبية إسبانيا من أجل العبور إلى الدور ثمن النهائي لمونديال قطر من دون الدخول في حسابات معقدة، حين يختتم العملاقان منافسات المجموعة الخامسة الخميس بمواجهة كوستاريكا واليابان تواليا.
الخور (قطر) – كانت التوقعات قبل انطلاق مونديال قطر 2022 تشير إلى أن المنافسة في المجموعة الخامسة ستكون مقتصرة على منتخبي إسبانيا وألمانيا، ومن منهما سيظفر بصدارة الترتيب، لكن قبل ساعات من انطلاق الجولة الأخيرة من منافسات دور المجموعات باتت الأمور مغايرة تماما. ويمتلك جميع ممثلي المجموعة الخامسة، إسبانيا واليابان وكوستاريكا وألمانيا فرصة التأهل إلى دور الستة عشر، وعلى الورق تبدو فرصة ماكينات ألمانيا هي الأضعف في المرور إلى الدور الثاني.
ورغم الوصول إلى الجولة الثالثة الأخيرة فقد عجز أي منتخب عن حسم تأهله عن هذه المجموعة، كما أن المنتخبات الأربعة ما زالت تملك الأمل في الحصول على بطاقتيها، وكل ذلك يعود سببه إلى الفوز الذي حققته كوستاريكا على اليابان 1 – 0 في الجولة الثانية.
فبعدما كانت مهددة بانتهاء مشوارها عند الدور الأول للمرة الثانية تواليا وقبل الوصول حتى إلى الجولة الختامية، عادت ألمانيا لتبقي على آمالها بإنقاذها نقطة التعادل أمام إسبانيا 1 – 1 على ملعب البيت في الخور والذي تعود إليه الخميس لمواجهة كوستاريكا في ثاني لقاء بين المنتخبين في النهائيات، بعد الأول عام 2006 حين فاز “دي مانشافت” على أرضه 4 – 2 في الدور الأول أيضا.
ظروف متناقضة
المنتخب الإسباني يحتاج إلى نقطة التعادل في أول مواجهة له مع نظيره الياباني في كأس العالم من أجل حسم تأهله
دخل العملاقان الألماني والإسباني إلى ما صُنف بـ”اللقاء الأقوى” في دور المجموعات في ظروف متناقضة، فإسبانيا حققت انتصارا كاسحا تاريخيا على كوستاريكا 7 – 0، فيما سقطت ألمانيا أمام اليابان 1 – 2، لكن الفوز الذي حققته كوستاريكا على اليابان جعل من المواجهة مع إسبانيا غير حاسمة لألمانيا، لأن آمالها بقيت معلقة حتى الجولة الأخيرة حين تلتقي المنتخب الأميركي الشمالي حتى لو كانت خسرت الأحد، وهذا ما لم يحصل. وبدا فريق المدرب لويس أنريكي في طريقه إلى تجديد الفوز على الألمان بعدما اكتسحهم 6 – 0 في نوفمبر 2020 في دوري الأمم الأوروبية، وذلك بتقدمه عبر البديل ألفارو موراتا، لكن “مانشافت” ردَّ عبر بديل أيضا هو نيكلاس فولكروغ.
ويلخص ما قاله مدافع ألمانيا أنطونيو روديغر لزميله في ريال مدريد داني كارفاخال في المنطقة المختلطة بعد المباراة حين ناشده “تغلبوا على اليابان، أرجوكم!” وضع المجموعة. فألمانيا تحتاج إلى أن تفوز إسبانيا على اليابان وأن يتغلب رجال المدرب هانزي فليك على كوستاريكا من أجل أن تكون بطاقتا المجموعة من نصيب العملاقين الأوروبيين الفائزين معا بخمسة ألقاب عالمية. كما أن فوزها تزامنا مع تعادل أو فوز اليابان يفرض اللجوء إلى فارق الأهداف ثم باقي المعايير.
وأقر كارفاخال “نعم، لقد ناشدني بأن نفوز على اليابان”، مضيفا “لا يمكن لأحد التشكيك في أننا سندخل المباراة من أجل الفوز بها. نحن نريد إنهاء المجموعة في الصدارة والفوز بجميع المباريات وسنقوم بكل شيء ممكن من أجل ذلك”.
إسبانيا تحتاج إلى نقطة التعادل في أول مواجهة لها مع اليابان في كأس العالم من أجل حسم تأهلها، في حين لا بديل لألمانيا عن الفوز على كوستاريكا من أجل التأهل تزامنا مع فوز إسبانيا على اليابان بهدف تجنب اللجوء إلى فارق الأهداف وباقي المعايير. وكان فليك متفائلا بعد التعادل المتأخر مع إسبانيا، قائلا “إذا واصلنا على هذا المنوال، واستجمعنا المزيد من الثقة، فالكثير من الأشياء قد تصبح ممكنة”.
وقبل التفكير في النتيجة التي ترجوها من مباراة إسبانيا واليابان، سيكون على ألمانيا أولا التركيز على كوستاريكا التي ستقاتل بشراسة من أجل إسقاط أبطال العالم أربع مرات وخطف بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي للمرة الثالثة في ست مشاركات.
تعلم الدرس
بعد صدمة التنازل عن اللقب العالمي قبل أربعة أعوام والخروج من الدور الأول للمرة الثانية فقط في تاريخ مشاركاتها، قال المخضرم توماس مولر إنه ورفاقه تعلموا الدرس من 2018 وعليهم “البقاء متواضعين”. وأوضح نجم بايرن ميونخ أنه “عندما ينظر عالم كرة القدم من الخارج إلى ألمانيا في مواجهة كوستاريكا، فيرى فيها أننا المرشحون الأوفر حظا وأن الفوز سيكون من نصيبنا. نحن نبقى متواضعين: لدينا نقطة واحدة فقط وفارق هدف واحد (سلبي) وليس هناك أي سبب يجعلنا نشعر بالبهجة”. وتابع “كانت هناك ربما ابتسامة على محيانا (بعد مباراة إسبانيا)، لكن ذلك يعود فقط إلى معرفتنا بأنه ما زالت أمامنا فرصة (للتأهل)”.
وفي نفس التوقيت وعلى ملعب خليفة في الريان تبدو إسبانيا مرشحة لحسم تأهلها بالتعادل أو الفوز على اليابان، لاسيما إذا ما نجح شبان المدرب لويس أنريكي في تكرار المستوى الذي قدموه في المباراة الافتتاحية أمام كوستاريكا.
ويبدو مستبعدا جدا أن يحزم “لا روخا” أمتعته والعودة باكرا إلى بلده، إذ يحتاج هذا السيناريو إلى سقوطه أمام اليابان وفوز كوستاريكا على ألمانيا بفارق كبير. ومن المتوقع أن يجري أنريكي بعض التعديلات على تشكيل الفريق، مثل إراحة القائد سيرجيو بوسكيتس والنجم الشاب غافي الذي تمرن وحيدا الاثنين والأربعاء، مع إمكانية البدء بألفارو موراتا في خط المقدمة بعدما دخل بديلا في المباراتين الأوليين ليسجل الهدف الأخير ضد كوستاريكا وافتتاح النتيجة أمام ألمانيا.
وبعدما اختير أفضل لاعب في المباراة ضد ألمانيا، قال موراتا “أشعر بالراحة مع المنتخب الوطني. أنا فخور بوجودي هنا. الأمر ليس سهلا. المتطلبات والضغوط عالية جدا إن كنت أساسيا في التشكيلة أو بديلا”. وشدد “أريد الفوز بكل المباريات. أنا جندي مثل أي لاعب آخر وسنذهب إلى الموت معا. إلى جانب وجودنا في فريقنا عظيم، نحن مجموعة رائعة وُموَحَّدة جدا”.