ألمانيا تفوز بحق استضافة يورو 2024

نيون (سويسرا) – فازت ألمانيا الخميس بحق استضافة نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024)، بعد أن تفوق ملفها لطلب استضافة البطولة على نظيره التركي، في التصويت الذي جرى الخميس في مقر الاتحاد الأوروبي (يويفا) بمدينة نيون السويسرية.
وأسدلت اللجنة التنفيذية لليويفا الستار بذلك على المنافسة الشرسة بين الملفين على استضافة يورو 2024 من خلال عملية التصويت التي أجريت الخميس وسبقها الاستعراض النهائي للملفين.
وتملك ألمانيا تاريخا في استضافة البطولات الكبرى، حيث نظمت كأس أمم أوروبا في 1988 وكأس العالم مرتين في عامي 1974 و2006. أما تركيا، فقد أخفقت بذلك للمرة الخامسة في مساعيها لاحتضان منافسات البطولة الأوروبية.
وقد أخفق الملف المشترك بين تركيا واليونان في الفوز باستضافة يورو 2008 كما فشل الملف التركي لطلب استضافة يورو 2012 وخسر بفارق هزيل أمام فرنسا في الصراع على استضافة يورو 2016، ولم تنل تركيا أي نصيب من مباريات يورو 2020 التي تقام فعالياتها في 12 دولة أوروبية.
ملفان قويان
قال ألكسندر سيفرين رئيس اليويفا لدى الإعلان عن نتيجة التصويت “كان لدينا ملفان قويان للغاية”. وسادت حالة من الفرحة العارمة بين الحضور من الجانب الألماني في مقر اليويفا بنيون، ومن بينهم غريندل ويواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، وكذلك فيليب لام الذي كان قائدا للمنتخب الألماني المتوج بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل، والذي ينتظر أن يرأس اللجنة المنظمة للبطولة. وقال لام “لدينا ملاعب رائعة، ولدينا الجماهير التي تعشق الذهاب إلى الملاعب. نود الاحتفال بفعاليات هائلة في ألمانيا، نحن مضيافون ونود استعراض ذلك مجددا عبر يورو 2024”.
وقال غريندل “نحن نعرف ما تعنيه استضافة البطولة الأوروبية. سعيد بأننا نجحنا في الإقناع عبر مفاهيمنا. إنه يوم جيد لكرة القدم الاحترافية وكذلك كرة القدم للهواة في ألمانيا. نشكركم على الثقة التي سنقدم كل ما بوسعنا لإثبات الجدارة بها”.
وتقام البطولة الأوروبية عام 2024 بمشاركة 24 منتخبا، وتشهد إجمالي 51 مباراة، في عشر مدن ألمانية هي برلين وكولونيا ودورتموند ودوسلدورف وفرانكفورت وجلسنكيرشن وهامبورج ولايبزغوميونخ وشتوتغارت، وسيجرى طرح نحو 8ر2 مليون تذكر للبيع للجماهير، حسب ما جاء بملف الترشح.
البطولة الأوروبية تقام عام 2024 بمشاركة 24 منتخبا، وتشهد إجمالي 51 مباراة، في عشر مدن ألمانية مختلفة
وتجدر الإشارة إلى أن دوسلدورف هي الوحيدة من المدن العشر، التي لم تشارك في استضافة فعاليات كأس العالم 2006. وستقام المباراة النهائية ليورو 2024 في مدينة ميونيخ أو برلين.
واختيرت ألمانيا في أعقاب تصويت سري لأعضاء اللجنة التنفيذية للإتحاد الأوروبي البالغ عددهم 19. ولم يحق لعضوين التصويت هما رينهارد غريندل رئيس الاتحاد الألماني للعبة، ونائب رئيس الإتحاد التركي للعبة ثروت يارديمجي. ولم يقدم الاتحاد الأوروبي تفاصيل التصويت. وعلق غريندل عقب التصويت قائلا “أود أن أشكر اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي على ثقتها المذهلة وأشعر بالمسؤولية”.
ومن جهته، قال القائد السابق للمنتخب الألماني فيليب لام الذي سيرأس اللجنة المنظمة “نريد تنظيم حفل كبير لكرة القدم ونظهر للعالم مدى قدرتنا على أن نكون مضيافين”. وتقام النسخة المقبلة لكأس أوروبا عام 2020 في 12 دولة. واستضافت فرنسا النسخة الأخيرة عام 2016، وكان لقبها من نصيب البرتغال.
ومن جانبه قال وزير الشباب والرياضة التركي، محمد كاسب أوغلو، إن التصويت بفوز ألمانيا بحق استضافة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024)، على حساب الملف التركي، هو أمر “محزن” للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا).
وقال كاسب أوغلو، في تصريحات للتلفزيون التركي عقب تصويت اللجنة التنفيذية لليويفا، الذي جرى بمقر اليويفا في مدينة نيون السويسرية “إنه أمر محزن لليويفا ولبطولة يورو 2024. فقوتنا وجودتنا واضحتان في ما يتعلق بالجوانب التنظيمية… لدينا منشآت جديدة وملاعب. لا ينقصنا أي شيء كدولة”. فقد أخفق الملف المشترك بين تركيا واليونان في الفوز باستضافة يورو 2008 كما فشل الملف التركي لطلب استضافة يورو 2012 وخسر بفارق هزيل أمام فرنسا في الصراع على استضافة يورو 2016، ولم تنل تركيا أي نصيب من مباريات يورو 2020 التي تقام فعالياتها في 12 دولة أوروبية.
وحصلت ألمانيا على أرقام أفضل في تقرير التقييم الفني في جوانب من بينها البنى الأساسية وحقوق الإنسان، كما أن اليويفا كشف عن تساؤلات تتعلق بالوضع الاقتصادي لتركيا. أما الملف الألماني فلم يتأثر بالقضية الخاصة بتحويل مبالغ مالية مثيرة للشبهات على هامش مونديال 2006، كما لم يتأثر بحالة الجدل الواسعة التي أحاطت باعتزال لاعب خط الوسط مسعود أوزيل اللعب الدولي.
عروض جيدة
وكان أوزيل، وهو من أصول تركية، قد أعلن اعتزال اللعب الدولي متهما الاتحاد الألماني ورئيسه غريندل بالعنصرية، في ظل الهجوم الذي تعرض له أوزيل قبيل مونديال 2018 وبعده، بسبب التقاطه صورا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة التركية.
وتزيد سعة الملاعب الألمانية العشرة، التي يبلغ إجمالها 536 ألفا و145 مقعدا، بفارق أكثر من 60 ألف مقعد على الملاعب التركية العشرة التي كانت مرشحة، وهو ما يعني زيادة الإيرادات رغم متطلبات دفع الضرائب في ألمانيا. وتتطلع ألمانيا إلى تكرار الأجواء الاحتفالية التي شهدتها خلال مونديال 2006، والتي أطلق عليها “قصة الصيف الخيالية”.
وقال أوليفر بييرهوف مدير المنتخب الألماني، إن المنتخب يتطلع إلى تقديم عروض جيدة في البطولة، وربما ينجح في التتويج بلقب كبير آخر على أرضه، بعد أن توج بمونديال ألمانيا 1974. وكانت ألمانيا قد خرجت من الدور قبل النهائي في كل من يورو 1988 وكأس العالم 2006.