أعظم ملعب في العالم.. المان يونايتد ينوي تشييد معقل تاريخي

جيم راتكليف يعد بحقبة جديدة للشياطين الحمر.
الأربعاء 2025/03/12
تحفة معمارية

كشف نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي عن خطط لبناء ملعب جديد يتسع لـ100 ألف متفرج، حيث وصفه جيم راتكليف، الشريك في ملكية النادي، أنه سيكون "أعظم ملعب كرة قدم في العالم." وكان البطل التاريخي لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز يدرس ما إذا كان سيعيد تطوير "أولد ترافورد" أو بناء ملعب جديد بالاشتراك مع فريق عمل تجديد الملعب الحالي.

لندن - يعتزم مانشستر يونايتد الإنجليزي بناء ملعب جديد يتسع لمئة ألف متفرج، وذلك وفق الخطط التي أعلن عنها الثلاثاء في بيان قال فيه أحد مالكيه وهو جيم راتكليف إن المعقل الجديد سيكون “الأفضل في العالم.”

وكان فريق الدوري الممتاز يدرس ما إذا كان سيعيد تطوير ملعبه الأسطوري “أولد ترافورد” أو بناء ملعب جديد في نفس المنطقة، وقد أكد الثلاثاء الوجهة التي سيسلكها كاشفا في بيان عن “نيتنا السعي لبناء ملعب جديد يتسع لـ100 ألف مقعد كي يكون بمثابة قطعة مركزية في عملية تجديد منطقة أولد ترافورد،” معربا عن “دعمنا لأجندة النمو الحكومية.”

 وكُشف الثلاثاء عن نماذج مصغرة وصور تصورية لشكل أولد ترافورد الجديد والمنطقة المحيطة به، وذلك في المقر الرئيس لشركة “فوستر+ بارتنرز” للمهندسين المعماريين في لندن والتي عُيّنت في سبتمبر لتصميم منطقة الملعب.

رحلة مثيرة

حح

وقال راتكليف “يمثل اليوم بداية رحلة مثيرة جدا لتقديم ما سيكون أعظم ملعب كرة قدم في العالم، في قلب أولد ترافورد المجدد،” مضيفا “خدمنا ملعبنا الحالي بشكل رائع على مدار الأعوام الـ115 الماضية، لكنه بات متخلفا (من حيث التسهيلات والحداثة) عن أفضل الملاعب في الرياضة العالمية.”

ورأى أنه “من خلال بناء الملعب الجديد بجوار موقع الملعب الحالي، سنتمكن من الحفاظ على جوهر أولد ترافورد، مع إنشاء ملعب على أحدث طراز على بعد خطوات قليلة من معقلنا التاريخي،” مضيفا “من المهم بنفس القدر إتاحة الفرصة للملعب الجديد كي يكون المحفز للتجديد الاجتماعي والاقتصادي لمنطقة أولد ترافورد، وخلق فرص العمل والاستثمار، ليس فقط خلال مرحلة البناء، لكن على أساس دائم عندما يكتمل المشروع المخصص لتطوير منطقةالملعب.”

وأردف “حددت الحكومة الاستثمار في البنية التحتية كأولوية إستراتيجية، لاسيما في شمال إنجلترا، ونحن فخورون بدعم هذه المهمة من خلال هذا المشروع الذي يعتبر ذا أهمية وطنية ومحلية.” ويأمل النادي الانتهاء من الملعب الجديد الذي سيكلف قرابة ملياري جنيه إسترليني (2.6 مليار دولار)، في غضون خمسة أعوام، لكن تاريخ البدء بالأعمال لم يحدد.

بالنسبة إلى يونايتد “يملك الملعب ومشروع التجديد بنطاقه الأوسع القدرة على تأمين مردود إضافي بقيمة 7.3 مليار جنيه إسترليني (9.4 مليار دولار) سنويا للاقتصاد البريطاني، وهو ما يحقق فوائد اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق للمجتمع والمنطقة الأوسع، بما في ذلك إمكانية إنشاء 92 ألف وظيفة جديدة، وأكثر من 17 ألف منزل جديد، فضلا عن جذب 1.8 مليون زائر إضافي سنويا.”

ملعب مناسب

حح
راتكليف قال إن اليوم يمثل بداية رحلة مثيرة جدا لتقديم ما سيكون عليه أعظم ملعب كرة قدم في العالم، في قلب أولد ترافورد المجدد

ونقل النادي عن مدربه الأسطوري السابق السير الأسكتلندي أليكس فيرغوسون الذي قاد الفريق إلى لقبه العشرين الأخير في الدوري المحلي عام 2013، قوله “يتعين على مانشستر يونايتد أن يسعى دائما إلى تحقيق الأفضل في كل ما يفعله، داخل الملعب وخارجه، وهذا يشمل الملعب الذي نلعب فيه. يحمل أولد ترافورد الكثير من الذكريات الخاصة بالنسبة إليّ شخصيا، لكن يتعين علينا أن نتحلى بالشجاعة ونستغل هذه الفرصة لبناء معقل جديد، مناسب للمستقبل، حيث يمكن صناعة تاريخ جديد.” وكشف نورمان فوستر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “فوستر+ بارتنرز”، أن هذا المشروع “أحد أكثر المشاريع إثارة في العالم اليوم لما له من أهمية إقليمية ووطنية هائلة. كل شيء يبدأ بتجربة المشجعين، وتقريبهم من الملعب أكثر من أيّ وقت مضى.”

وأفاد فوستر بأن الملعب “يحتوي على مظلة ضخمة تحصد الطاقة ومياه الأمطار، كما ستكون هناك ساحة عامة جديدة يبلغ حجمها ضعف حجم ساحة ترافالغار (في وسط لندن). وسيكون الملعب بمثابة القلب النابض لمنطقة مستدامة جديدة، يمكن الوصول إليها سيرا على الأقدام وتخدمها وسائل النقل العام. إنها مدينة مستقبلية مصغرة متعددة الاستخدامات، تقود موجة جديدة من النمو وتخلق وجهة عالمية يمكن لسكان مانشستر أن يفخروا بها.”

من جهته، قال رئيس بلدية مانشستر الكبرى آندي بيرنهام “كان هدفنا المشترك في فريق العمل محاولة إطلاق العنان لكامل قوة النادي بما يخدم مصالح مشجعيه ومنطقة مانشستر الكبرى ككل وبناء آلاف المنازل الجديدة وخلق آلاف الوظائف الجديدة أيضا. وإذا نجحنا في تحقيق ذلك، فإن تأثير عملية التجديد قد يكون أكبر وأفضل من (أولمبياد) لندن 2012. يمكن لمانشستر يونايتد، بل يجب، أن يمتلك أفضل ملعب لكرة القدم في العالم.”

عواقب مقلقة

حح

وتابع “بالنسبة إليّ، هذا يعني ملعبا يتماشى مع تقاليد النادي وبأسعار مناسبة للجميع، ملعبا يضع معايير جديدة لملاعب كرة القدم على مستوى العالم. أعتقد أن هذه الرؤية يمكن تحقيقها، وإذا حدث ذلك، فإن الفوائد التي ستعود على منطقة مانشستر الكبرى والشمال الغربي وإنجلترا بأكملها ستكون هائلة”.

أبدت رابطة مشجعي نادي مانشستر يونايتد مخاوفها بشأن ما قد يعنيه بناء ملعب جديد للجماهير. وجاء الإعلان بعد يومين من احتجاجات واسعة النطاق من جانب الجماهير ضد زيادة أسعار التذاكر، في حين يواصل مانشستر يونايتد نتائجه المخيبة على أرض الملعب.

وصرح متحدث باسم الرابطة “الإعلان عن خطط بناء ملعب جديد تماما بجوار أولد ترافورد هو بكل وضوح خبر هام للغاية بالنسبة إلى مشجعي يونايتد.” وأضاف المتحدث في تصريحاته، التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية “الجميع يريد الأفضل والأضخم لنادينا، وتبدو الصور مذهلة ومثيرة.”

واستدرك “لكن على خلفية حالة عدم اليقين بشأن أسعار التذاكر في العام المقبل، واستمرار الأداء الضعيف على أرض الملعب، والتكهنات حول مبيعات اللاعبين الشباب الأساسيين، والنتائج المالية الأخيرة، فإن الأخبار ربما تثير المزيد من الأسئلة أكثر مما تقدم إجابات واضحة.” وأشار “في حين أن الاستثمار يبدو مطلوبا بشدة ومرحّبا به، إلا أن المشجعين ما زالوا قلقين بشأن ما يعنيه وما ستكون عليه العواقب.” وتساءل المتحدث “هل سيؤدي ذلك لارتفاع أسعار التذاكر وإجبار المشجعين المحليين على مغادرة الملعب؟ هل سيضر بالأجواء، التي تعد دائما أولوية قصوى للجماهير في الملعب”؟

وتابع “هل سيزيد ذلك من أعباء الديون التي أعاقت النادي على مدار العقدين الماضيين؟ هل سيؤدي إلى تقليص الاستثمار في الفريق في وقت تشتد الحاجة إليه”؟ وأضاف المتحدث باسم الرابطة قائلا “نتطلع للمزيد من التشاور مع الجماهير ومناقشة هذه الأسئلة الحيوية مع النادي.”

17