أطباء يحذرون من طرق شائعة وخاطئة في ارتداء الكمامات

واشنطن - أصبح ارتداء الكمامات سمة أساسية في حياة الناس اليومية بعد أن فرضت معظم الحكومات على المواطنين ارتداءها في الأماكن العامة، كإجراء ضروري لمساعدة الناس على التأقلم مع هذا الواقع وتقليل مخاطر انتقال عدوى الفايروس التاجي كوفيد – 19.
وترجع أهمية ارتداء الكمامات في الأماكن العامة إلى أن ما يتراوح بين 6 و18 في المئة من المصابين قد لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض رغم أنهم قادرون على نشر العدوى، ناهيك عن أن فترة حضانة الفايروس قد تصل إلى 14 يوما قبل ظهور الأعراض.
الإرشاد والتوجيه
يتطلب ارتداء أقنعة التنفس بعض الإرشاد والتوجيه، حتى توضع على الوجه بإحكام، لأن ارتداء الكمامات بشكل خاطئ لن يحقق الوقاية المرجوة من الفايروس.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأقنعة تكون فعالة فقط في الوقاية من العدوى عند استخدامها بشكل صحيح وترافق ذلك مع الغسل المتكرر لليدين والتباعد الاجتماعي.
ولكن على الرغم من كون الكمامات مصممة لتغطية الأنف والفم بالكامل، إلا أنه أصبحت من المألوف رؤية نسبة كبيرة من الأشخاص في الشارع يشدونها على الذقن أو فوق الفم فقط، أو تتدلى على أذن واحدة أو يضعون فيها فتحات صغيرة تتيح لهم تناول بعض المشروبات، إضافة إلى أن البعض يخيرون ارتداء كمامات مصنوعة في البيت، وهذا ما أثار ردود فعل غاضبة بين الكثيرين بسبب الخوف من التقاط العدوى، ودفع الخبراء إلى التحذير من الطرق غير الصحيحة لارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
ويعتقد البعض من الأشخاص أنه من الجيد القيام بفتحة صغيرة على الفم في الكمامة، حتى يتمكنوا من بعض الأطعمة والمشروبات، ويعتبر هذا حلا معقولا بالنسبة إليهم لحماية أنفسهم من العدوى في المطاعم والمقاهي والحانات المزدحمة بالناس، إلا أن هذا الأجراء سيقلل من فعالية الكمامة وفق ما يؤكد البروفيسور كاث نواكس، الخبير في الأمراض المنقولة جوا في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة.
وقال نواكس “إذا قمت بفتح فجوة كبيرة في الكمامة فإنها لن تحميك من جزيئات الفايروس العالقة في الهواء، ومع ذلك فإن الثقب الصغير الذي يكفي لتمرير مصاصة لشرب الماء أفضل بكثير من عدم ارتداء الكمامة من الأساس، لكن يجب الحذر من هذه الثقوب في الأقنعة التي يعتقد الناس أنها لا يمكن أن تنقل العدوى ويواصلون ارتداءها طوال اليوم”.
الأنف المكشوف
يعتبر سحب الكمامة إلى أسفل الأنف خيارا شائعا بين الأشخاص الذين يرغبون في تجنب الشعور بالحرارة والتعرق، وكذلك أولئك الذين تعتم نظاراتهم ببخار التنفس، لكن في هذه الحالة عليهم أن يدركوا أن الغرض الرئيسي من ارتداء الكمامة هو حماية الآخرين من قطرات الجهاز التنفسي، وبتغطية الفم فقط، هناك مجال كبير لأن يلتقط الآخرون قطرات الرذاذ التي تنتج عن التحدث أو السعال، وإذا كان الأنف مكشوفا وغير مغطى بالقناع فإن ذلك لن يمنح صاحبه الحماية الكاملة من الفايروسات المحمولة بالهواء.
الأقنعة الشفافة
تشكل الكمامات الشفافة خيارا رائعا للبكم أو الذين يعانون مشاكل في السمع ويعتمدون على قراءة الشفاه لكنها لا تحمي الآخرين من القطرات الناتجة عن الكلام أو السعال، كما أنها لا يمكن أن تحمي مرتديها. ومن بين الأماكن التي ليس من المناسب فيها استخدام تلك الكمامات المصنوعة في البيوت، المستشفيات، حيث تكون معدات الحماية الشخصية والتواصل بالكلام أمرا حيويا.
وتوجد شركة واحدة في الولايات المتحدة تمكنت من الحصول على موافقة إدارة الأغذية والأدوية لإنتاج كمامات شفافة للاستخدام الطبي.
وتُستخدم حوالي 500 كمامة من هذا النوع في بريغام ومستشفى النساء في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة. ولكنها لا تزال حتى الآن مقصورة على الطاقم الطبي لوضعها خلال تواصله مع المرضى الذين يعانون من ضعف السمع. كما يستخدمها أيضا مترجمو لغة الإشارة، الذين يعتمدون على تعابير الوجه وحركة الشفاه، إلى جانب حركات الجسم في توصيل معاني الكلام بالإشارة.
تدلي الأقنعة
من الجيد أخذ جرعة أو اثنتين من الهواء النقي قبل وضع القناع على الوجه ودخول المتجر، ومعظم الأقنعة مصممة لتثبت بشكل مثالي على الأذنين، لكن عندما يتعمد البعض إزاحة القناع وتركه يتدلى على أذن واحدة، فإنه لن يوفر الحماية اللازمة من الفايروس، ومن غير المستبعد أن يسقط على الأرض ويلتقط الأوساخ والجراثيم الإضافية، ولا يمكن في هذه الحالة التقاطه ووضعه على الوجه من جديد.
ويمكن أن تكون الأوشحة والقمصان بدائل مقبولة لتغطية الوجه، لكن يجب الحذر من المواد التي صنعت منها، وقد لاحظ الباحثون أن وضع القميص أو الوشاح على الفم والأنف يقي من أقل من نصف الرذاذ، لكن طيه مرتين أو ثلاث مرات قد يحسن كفاءته في حالات الطوارئ.
وأثبتت بعض الأقمشة كالحرير والبوليستر فعاليتها في حجب الجسيمات الفايروسية.
وخلصت دراسة إلى أن المواد القطنية والصوفية المضغوطة قادرة على حجب الجسيمات فائقة الدقة. وأشارت أخرى إلى أن وضع الجورب على الأنف والفم بإحكام يصلح كبديل للكمامات في حالات الطوارئ.
وينصح المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بغسل الكمامات المصنوعة في المنزل بانتظام بالماء الساخن والصابون، لأن الماء الساخن وحده لا يكفي لقتل فايروس كورونا المستجد، الذي قد يتحمل الحرارة حتى 60 درجة مئوية، لكن دراسة أثبتت أن الصابون والمنظفات المنزلية نجحت في تكسير الغلاف الدهني الذي يحيط بفايروسات كورونا.