أشبعتهم شتماً وأشبعوني ظلماً

السبت 2015/07/25

تلك هي أحقر وأقذر وأحطّ لعبات القرن الحادي والعشرين على الإطلاق. حكومة حرامية وقتلة ومزوّرين وكذابين وخائنين وأبناء شوارع، تسمح لك بشتمها وفضحها وتعليق ملابسها الداخلية فوق حبلٍ معلنٍ، لتقول للعالم وأصحاب المواخير التي جاءت منها، إنّ حكومتنا ديمقراطية ونحن لا نقتل من يسبّنا ويسمط أبانا وجدّنا حتى تاسع ظهر، والنتيجة هيَ هيَ وأنت بمكانك راسخٌ تسوط ظهورهم بشريف الكلام، وهم راسخون مثلك فوق كراسي النهيبة القائمة حتى الآن بقوة الأجنبي الذي أنتجهم وأنتج معهم أكبر وأشهر دولة فساد على وجه الأرض كلّها، وأيضا بقوة ورحمة وبركة نومة أهل الكهف التي عليها رعية بلاد ما بين القهرين العظيمين.

ستواصل أنت الكتابة والغضب وتحفير وتذكير وتحميس الناس، لكنك وأهل البلد سوف لا تتوفر لهم أية إجابات قانونية ودينية وأخلاقية عن مصائر مئات المليارات من الدولارات المنهوبة من خزنة الفقراء، ومئات الآلاف من الضحايا والمجاريح، وأعداد هائلة من المهاجرين والمهجّرين، وحشود محتشدة تنام في بيوتها على دبقٍ معمولٍ من نفحات الشقيقين القاسيين تموز وآب، حيث خدمة الكهرباء السهلة والممكنة جداً ما زالت بجيوب من لا ضمير لهم ولا حتى مثقال ذرة شرف وآدمية.

إنهم والله شاهد عليهم وخلقه، حثالة بشر دينهم دنانيرهم، وهم من أجل مواصلة تأثيث بطونهم الجائفة بالحيوانات وجيوبهم المفتوحة على صيحة هل من مزيد، وعيونهم التي لا تنكسر إلا بمسحاة تراب مذرورة فوق جيفة، مستعدون وجاهزون للقيام بأيّ دور في مشهد الخراب، حتى لو طُلِبَ من واحدهم أن يكون كيس نايلون أسود يرفرف على مزبلة بائتة بحيّ معوزين.

ثمّ جاء الجزء الثاني من الفيلم، ونسي فيه الوحوش الأميركان فيلم القاعدة وطالبان وبن لادن والظواهري، ومن دون مقدمات بدأ في بلادنا المنكوبة عرض ستربتيز جديد اسمه داعش وأخواتها، وقد أتتْ هذه نعمةً ورحمةً وصحة وعافية وستراً وساتراً لكلّ حراميٍّ قاتلٍ رجيم حيث لا صوت يعلو فوق صوتها وكل ملفات القتل والفساد والطائفية والتخلف والأمية، قد تمّ وضعها فوق رفٍّ عالٍ لا تنوشهُ أحلام الفقراء والمحرومين والمعذّبين في الأرض.

24