الصراع بين المالكي والسعودية هو حول هوية العراق. فالعراق عربي معاد لإيران، وهذه هي النظرة التي رسخها البعث وصدام حسين. المالكي يرفض هذه المسلمة ويقترح إعادة تعريف العراق على أنه شيعي معاد للوهابية.

لكي يسلّم مليون إنسان موصللي أنفسهم ويتم نقلهم إلى المخيمات والتحقيق معهم، وفصل النساء عن الرجال، يجب أن تكون هناك دولة وقانون محاسبة وليس هكذا تسلم الناس بناتها للميليشيات.

لماذا الاحتلال الأميركي للعراق مقبول والاحتلال الروسي لسوريا غير مقبول؟ لماذا هدم المدن السنية في العراق مقبول وهدم المدن السنية في سوريا غير مقبول؟ لماذا الجيش العراقي وطني والجيش السوري ليس وطنيا؟

المبالغة في الجشع والمكر قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة. القلق العالمي الذي خلقه الإرهاب ومشاكل الهجرة والتآمر السياسي، كل ذلك تراكم وأدى إلى صعود رئيس أميركي عنصري وغاضب مثل دونالد ترامب.

إيران ترى بأن داعش لا تقضي عليها عسكريا إلا بالتحول المذهبي، خصوصا وأن الجانب الشيعي بدا مصرا على أسلمة المجتمع في وقت حرج، وهذا دليل على جدية المشروع الإيراني.

إصدار "الباحثون عن الحياة" كان خطبة الوداع لتنظيم داعش، وعلى حيدر العبادي أن ينتبه. فهذه معركة طويلة وانتحارية ولا أرى أيّ مانع من أن يجد القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية طريقة لطرد الدواعش وإنقاذ حياة جنودنا وحياة المدنيين.

نحن لسنا في سعادة بالتحرير بل في قلق شديد. معظم المثقفين الشيعة يشاركوننا القلق على المدنيين، فالتحرير أشبه بعملية جراحية لاستئصال ورم خبيث من الموصل، وليس فرحة ولا عيدا.

عودة إيران الصفوية أمر يبعث على عودة تركيا العثمانية. هذا ليس بيد أحد، بل من بديهيات التاريخ وقدرياته.

ليس تصويت المندوب المصري في الأمم المتحدة "أمرا مؤلما" فقط، بل هناك أمور كثيرة مؤلمة في بيتنا العربي. فالمؤلم بالنسبة إلى العراقي هو كم كانوا كرماء بدمهم وأنفسهم في سبيل العرب، وكم كان العرب زاهدين بهم.

وهج التعاطف المذهبي بدأ يخفت. السنّي العراقي خارج الموصل يتلفت يمينا وشمالا خوفا مما هو قادم، فلا فسحة لديه كي يمنح تعاطفا حقيقيا لغيره.

الولايات المتحدة وجدت نفسها في ورطة، فالشيعة يريدون التحالف معها لذبح السنة، والسنة يريدون التحالف معها لتدمير إيران. وحين انسحبت من الطرفين، تحول الشيعة إلى الروس وفلاديمير بوتين، وتحول السنة إلى دواعش.

الضمير كله يشهق حين تفكر كمثقف، بكل ما في الوعي التاريخي من معنى في هذا الذي ينبثق أمامنا. ذبح نينوى تحت المشاعل الأولى للتاريخ، تحت المنارات المتصدعة والخاشعة من خشية الطائرات، تحت رماح المحاربين القتلى وأشباحهم.

الدولة الشيعية الإيرانية قد وصلت إلى حدودها القصوى، وقد غرقت في الدماء إلى الركب، ولا تستطيع الاستمرار دون ارتكاب خطأ مميت. الجميع بانتظار الخطأ الإيراني الوشيك، الخطأ القاتل.

السلفية معناها العودة إلى الوراء، إلى عهد الصديقين والتابعين، والناس تريد العيش في هذا العصر، تلك أمة قد خلت لها فهمها وأفكارها ومقولاتها التي لا تصلح إطلاقا في هذا الزمان.

كيف نبني وطنا فيه جهاد داعشي يحارب جهادا كفائيا شيعيا بفتوى السيستاني. ثم أين هو وطن السيستاني؟ إيران أم العراق؟ السيستاني سيد من قريش، وأبوبكر البغدادي سيد حسيني من قريش.

الغرب يقول لا نعرف سرّ الكون ولا موضوع الحياة بعد الموت ولكن بما عندنا من علوم ومعرفة نجعل من الحياة أفضل ونضمن كرامة الإنسان والحرية.