ابن الرمادي الذي ذهب للقتال دفاعا عن مدينة الفاو ثمانينات القرن الماضي يرى مدينته الحبيبة أنقاضا، وبأيدي أهل الرمادي أنفسهم، جنود في داعش وجنود في الجيش.

الله قد تكشف لي في مجدك أيتها الحرية، لا وجود للإيمان في حسن نصرالله والقرضاوي والبغدادي، قوارض الدم والتخلف. الله في خطواتك أيتها الحضارات، في الكلمات الأولى للعقل، في عيون الأطفال الفرحين بڤانكوفر. في العقل، لا في الجنون.

مصرع العدناني في العراق مناسبة لنراجع كل أشكال الإسلام السياسي. لماذا يركض الناس خلف مقتدى الصدر؟ ما تفسير هذه الظاهرة؟ إنها تمثل غياب الفرد وغياب العقل.

المثقفون الأوروبيون الذين هزموا البابا وحاصروه بين الجدران بترسهم العلماني وسيفهم العقلاني نزلوا لمواجهة الأصولية الإسلامية.

في العراق نحن جميعا تورّطنا في الأفق المسدود والصراع الطائفي، وبحاجة اليوم إلى قلب ثقافي وطني مشابه لقلب الكاتبة اليهودية حنا أرندت التي تفهمت محنة هيدغر وساعدته على تخطيها.

ليس من الإنصاف تجريم السنة الذين رفعوا شعار "قادمون يا بغداد" للمطالبة بحقوقهم سلميا. بغداد عاصمة لكل العراقيين، وتبقى مستقبل العراق ورمز وحدته الوطنية ومدينة السلام.

خسارات كبيرة تعرضت لها المسألة الوطنية في العراق، وصارت مهنة الناشط السني هي محاربة داعش وفضح الإسلام المتطرف السني، بدلا من أن تكون مهمته الأساسية المطالبة بحقوق طائفته في نظام فاسد وعنصري عميل لإيران.

التحشيد المذهبي في سوريا والعراق سببه الديمقراطية الأميركية التي فرضت على رقاب الشعوب هؤلاء الفاسدين، بل صارت تحمل الشعب المسؤولية على اعتبار أنهم منتخبون من الناس. هذه الحيلة يجب فضحها وتعرية فسادها.

هناك مثل عراقي قديم يبدو أنه نبوءة بمصير السنة العرب في العراق يقول “ضاع فلان ضيعة عمر بالحويزة” وهو مثل في وصف الغربة وضياع الحقوق.

مسرحية وزير الدفاع خالد العبيدي كان الهدف منها رفع مفتعل من مكانة الجيش العراقي الذي يأكله الفساد والميليشيات الإيرانية، بعد تصريح عادل الجبير في نفس المقابلة عن ضرورة التفكير، جديا، بمشروع الحرس الوطني.

إما ولاية فقيه، وإما حكومة عراقية متماسكة. لا يوجد خلل في الإسلام وتاريخه المشرق، وإنما هناك خلل معاصر في الإسلام السياسي الجهادي المنفلت الذي تحول اليوم إلى مشكلة عالمية.

داعش الذي كان ثمن ظهوره سقوط نوري المالكي سيكون ثمن القضاء عليه هو نهاية الحكم الشيعي الديني والطائفي في العراق. الغرب بدأ يشعر بثمن الحكم الطائفي ببغداد، فقد وصل الخطر والدم إلى كل مكان.

الأمير الفيصل يقول إن الثريا تبدو بعيدة اليوم عن الشعب الإيراني بسبب العزلة السياسية، يستطيع الإيرانيون الفخر بتاريخهم وتراثهم، ويكن العرب عظيم الاحترام والتبجيل للثقافة الإيرانية.

الانتهاكات التي حدثت في الفلوجة كانت في مرحلة مختلفة، الموصل يأتي تحريرها في مرحلة تبدو السعودية فيها أقوى وأكثر ثقة.

انطفأت نار الشجعان الأنباريين في الفلوجة وتم حرق مساجدهم وبيوتهم ورجالهم، وأصبحوا متهمين بكل شيء حتى في أعراضهم، فلم يكن تحريرا من داعش بل انتقاما من المدينة وأهلها وتاريخها، والشيء نفسه سيتم ربما في الموصل.

موقف الدول العربية من الإسلام السياسي عموما سواء الإخوان أو داعش أو الميليشيات الشيعية هو موقف صحيح وتفرضه عليهم ضرورات السلم الاجتماعي والدفاع عن النفس.

سلطة أردوغان ازدادت وستزداد طموحاته في المنطقة. وهذا يشكل خطرا مباشرا على مصر بالذات، وعلى السلطات المصرية الانتباه أكثر للنشاط الإخواني الآن.