أسطول سنغافورة يقدّم خدمات الطعام على الأرض

بعض مرتادي هذه المطاعم من الشخصيات الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ينشرون صور تناول الطعام في الطائرة.
الثلاثاء 2020/10/20
فخامة للحالمين بالطيران

 

سنغافورة – منذ أن عطّل الحجر الصحي السفر، ربضت طائرات الشركات العالمية في المطارات مع ما يترتب عن ذلك من تكاليف مالية خلْف أزمة اقتصادية خانقة جعلت أغلبها يفكر في البحث عن حلول بديلة.

فخاضت شركة طيران سنغافورة تجربة فريدة فيها الكثير من المغامرة، إذ افتتحت طائرة رابضة كمطعم تقدّم فيها الوجبات التي في الرحلات الجوية.

ونجحت التجربة وأعلنت الشركة أن جميع مقاعد طائرتها العملاقة التي توصف بأنها “سوبر جامبو” والتي حولتها إلى مطعم، تم حجزها خلال 30 دقيقة من الإعلان عنها.

وأحبّ كثيرون هذه الفكرة خاصة أولئك الذين لم يستمتعوا بتجربة الطيران، ناهيك عن التوجه إلى المطار وركوب طائرة في باحة الانتظار وتناول وجبة تقدمها شركة الطيران بعد إعادة تسخينها، فيما أبدى آخرون من المولعين بتجربة ركوب الطائرات، استعدادا لدفع مبالغ كبيرة من أجل الاستمتاع بذلك لنسيان ضغوط الحجر الصحي.

ونظرا للإقبال الذي حظيت به هذه التجربة، قررت الشركة بعد ذلك إعداد اثنين من طائراتها من طراز إيرباص إيه 380 في مطار شانغي كمطاعم مؤقتة خلال عطلتي نهاية أسبوع في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث سوف تقدم أطباقا من قائمة وجباتها، ومشروبيْن كحولييْن للترحيب بضيوفها والمزيد من المشروبات الأخرى مجانا.

وعلى إثر نجاح هذه الفكرة قررت العديد من شركات الطيران توظيف طائراتها الرابضة منذ أشهر إلى مشاريع مربحة تعوض لها تهديدات الإفلاس التي تواجهها.

وتعويضا لخسائرها جراء إيقاف الرحلات الجوية، بعد انتشار فايروس كورونا، لجأت شركة طيران تايلاندية إلى تحويل عدد من طائراتها إلى “مطاعم” معلقة، للذين يتوقون إلى تناول الطعام على متنها.

ويستخدم المطعم مقاعد الطائرات بدلا من المقاعد التقليدية، فيما تقوم المضيفات بدور النادلات اللائي يقدمن الطعام، ويستقبلن الزبائن ويلبين طلباتهم.

وتتكلف الوجبة في مطاعم شركة سنغافورة في مقعد جناح 642 دولارا سنغافوريا (472 دولارا أميركيا)، في حين يبلغ السعر في مقعد درجة رجال الأعمال 321 دولارا سنغافوريا، وفي الدرجة الاقتصادية الممتازة 96.30 دولار، وفي الدرجة الاقتصادية العادية 53.50 دولار.

وبهذا السعر، يمكن بسهولة تناول وجبة مؤلفة من ثمانية أصناف في مطعم أوديت، المصنف ضمن الأفضل عالميا، أو تناول عشاء لفردين بجانب النبيذ في مطعم كت، الذي يعد ضمن سلسلة مطاعم الطباخ الشهير ولفغانغ بوك.

وأعرب مايور باتيل عن استعداده للتقديم ودفع مبلغ كبير مقابل حجز مقعد في جناح مريح. وقال باتيل، مدير المبيعات الإقليمي لشركة “أو أيه جي” المعنية بتوفير بيانات السفر، إنه يريد تجربة مقعد جناح مرة أخرى بعدما جرّبه أثناء سفره من سيدني إلى سنغافورة.

جناح مريح
جناح مريح

وأشار باتيل إلى أن سعر تناول الوجبة في الدرجة الاقتصادية ليس سيئا عند الأخذ في الاعتبار أن الشخص سوف يعيش تجربة ركوب طائرة إيرباص إيه 380، ربما لأول مرة، ويحصل على وجبة ومشروبات وترفيه على متنها.

وأضاف أن البعض قد يقول إنه يمكن فعل كل ذلك في المنزل مع مشاهدة أفلام أو برامج على شبكة نتفليكس ووجبة جاهزة، ولكنه أشار إلى وجود إحساس بفخر لدعم شركة الخطوط الجوية السنغافورية في ظل الأزمات المالية.

وأوضح، أن “هناك بعض الأشخاص الباحثين عن الجديد، الذين يريدون تجربة مقاعد درجة رجال الأعمال أو الأجنحة، والذين قد لا يستطيعون تحمّل تكلفة ذلك في حالة السفر الفعلي”.

وقال إن هناك بعض مرتادي هذا النوع من المطاعم من الشخصيات الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الذين يريدون تصوير تناول الطعام وهم على مقاعد الطائرة وهي متوقفة.

وفي ما يتعلق بالفائدة التي ستعود على الشركة من وراء هذه الفكرة، قال باتيل إنه بالإضافة إلى الحصول على دخل جديد، تمثل هذه الفكرة دعاية لعرض الطائرة من طراز إيه 380 للمسافرين.

ويذكر أن هذه التجربة ليست جديدة، حيث كثيرا ما تحولت الطائرات التي “تحال على التقاعد” إلى مطاعم. ففي وسط غابة كوستاريكا تحولت طائرة شحن أميركية إلى مطعم يتيح لرواده التمتع بوجبة عشاء ودروس تاريخية داخل الطائرة التي كانت واحدة من طائرتي شحن أميركية متورطة في فضيحة تجارة الأسلحة بين إيران وكونترا.

وتحولت طائرة “دوغلاس دي سي-10” من طائرة تابعة للخطوط  الغانية إلى مطعم أنيق يُعرف بـ”لا تانتي”، مختص في تقديم الأطباق المحلية، كما تحولت طائرة إيرباص 320  إلى مطعم “هاواي أدا” الذي يمنح زبائنه تجربة فاخرة لا تنسى، بتقديم وجبات أنيقة باهظة التكلفة، يغلب عليه الطابع النباتي.

ولا يتوقع باتيل أن تعود هذه الفكرة بتدفق مالي كبير، وقال إن شركات الطيران عادة ما تخصص 20 دولارا سنغافوريا للوجبة في الدرجة الاقتصادية، إلى جانب التكاليف المتعلقة بها، لذلك فإن المساهمة المالية من وراء هذه الفكرة ليست كبيرة، وما تحققه الشركة هو الدعاية.

وإذا طالت الحرب ضد وباء كورونا، فإن الطائرات ستكون بمثابة المحالة على التقاعد المبكر، فلا مسافرين يقصدون المطارات، لذلك بدأت شركات الطيران تبحث عن حلول بديلة مثل المطاعم التي افتتحتها شركة طيران سنغافورة.

توظيف الطائرات الرابضة للهروب من شبح الإفلاس
توظيف الطائرات الرابضة للهروب من شبح الإفلاس

 

20