أسبقية تاريخية تطمئن العراق لمواجهة قطر في خليجي 25

البحرين تتسلح بخبرة سوزا للدفاع عن لقبها أمام عمان.
الاثنين 2023/01/16
عزيمة وحماس

يخوض المنتخب العراقي صاحب الأرض والجمهور ونظيره القطري مواجهة حامية للظفر بإحدى بطاقتي المباراة النهائية لـ"خليجي 25" عندما يلتقيان على ملعب البصرة الدولي الاثنين، في حين تأمل البحرين في أن تتابع بنجاح حملة الدفاع عن لقبها عندما تواجه عُمان على ملعب الميناء الأولمبي في اليوم نفسه ضمن منافسات الدور نصف النهائي.

البصرة (العراق)- يلتقي المنتخب العراقي بنظيره القطري مساء الإثنين في نصف نهائي بطولة خليجي 25 الجارية بمدينة البصرة. ويتطلع العراق للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور مثلما حصل في مبارياته السابقة، لتخطي نظيره القطري الذي بلغ الدور نصف النهائي بفضل تعادل مثير أمام الإمارات عندما كان متأخرا أمامها بهدف حتى الدقيقة الـ88 في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات للمجموعة الثانية.

وتميل كفة تاريخ لقاءات المنتخبين في بطولات كأس الخليج لمصلحة العراق الفائز في سبع مباريات مقابل خسارة و3 تعادلات. وتتوق الجماهير العراقية لرؤية أسود الرافدين يتوجون باللقب الخليجي بعد غياب دام منذ النسخة التاسعة التي جرت عام 1988 في السعودية، كما أنها المرة الأولى التي يستضيف فيها العراق البطولة منذ النسخة الخامسة التي جرت عام 1979.

حلم النهائي

منتخب قطر

استهل المنتخب العراقي مشواره في خليجي 25 بتعادل سلبي أمام نظيره العُماني قبل الفوز على السعودية في مباراة أقيمت تحت أمطار غزيرة، ليختتم دور المجموعات بفوز كاسح على اليمن بخماسية نظيفة ويتأهل إلى نصف النهائي من صدارة المجموعة. وقال مدرب العراق الإسباني خيسوس كاساس الذي يعتبر البطولة محطة لبناء منتخب مستقبلي عشية المواجهة المرتقبة أمام قطر “حتى الآن قطعنا مسافة مهمة وعلينا أن نواصل المشوار للوصول إلى المباراة النهائية”. وأضاف “تنتظرنا مباراة صعبة أمام قطر، لكن لا يهمنا ذلك، منتخب قطر أم غيره”. وشدد المدافع العراقي مصطفى ناظم على أن منتخب بلاده يمتلك “الأفضلية في مواجهة قطر لأننا نخوض هذه المباراة الصعبة أمام جماهيرنا الكبيرة وعلى أرضنا والأجواء التي يعيشها منتخب ‘أسود الرافدين’ مثالية”.

ويتفوق أسود الرافدين على العنابي في مواجهات بطولة الخليج العربي، إذ التقيا 11 مرة، فاز العراق في 6 منها، مقابل انتصار وحيد لقطر، و4 تعادلات. ولم يسبق للمنتخب القطري التغلب على العراق في دورات الخليج، منذ 39 عاما، علما بأن أول لقاء بينهما كان في خليجي 4 بالدوحة عام 1976، وانتهى بالتعادل السلبي. وحقق العراق أول فوز أمام قطر في خليجي 5 ببغداد 1979، بنتيجة (2 – 0)، بينما جاء آخر انتصار بالنسخة الماضية في الدوحة بنتيجة (2 – 1). وسجل العراق 18 هدفا في مرمى قطر، فيما استقبلت شباكه 9 أهداف.

المدرب البرتغالي سوزا الذي قاد البحرين في 2019 إلى اللقب الأول في تاريخها كسب الرهان بعدما طالته الانتقادات

وفي المقابل، افتتح المنتخب القطري مشاركته بفوز على الكويت 2 – 0 قبل أن يخسر أمام البحرين 1 – 2، ليعود ويتعادل أمام الإمارات 1 – 1 في مباراة كان فيها حتى قبل دقيقتين من صافرة النهاية خارج البطولة. وأعرب مدرب العنابي البرتغالي برونو ميغيل بينيرو عن استعداد منتخبه للقاء العراق مدركا التأثير الكبير لجماهير “أسود الرافدين”. وقال “خلف المنتخب العراقي جماهير غفيرة ونحاول عدم التأثر بذلك وألا نكون في أجواء سلبية في المباراة. نملك لاعبين شبابا باستطاعتهم إثبات جدارتهم كمنتخب قويّ، ولا نخشى المنتخب العراقي”.

ومن المتوقع أن يفتقد “العنابي” خدمات مهاجمه أحمد علاء جراء إصابته بتمزق في العضلة الخلفية حسب ما أكد زميله علي أسد عقب نهاية مباراته أمام الإمارات في دور المجموعات، قائلا “خرج أحمد بعد شعوره بألم في العضلة الخلفية بعد تمزق، ننتظر كي نرى ماذا سيحصل، خروجه المبكر أمام الإمارات خلط أوراقنا، لكن بديله يوسف عبدالرزاق أدى ما عليه”. أما القائد إسماعيل محمد فقد أكد أن التواجد الكبير للجماهير العراقية في مواجهة نصف النهائي من شأنه أن يحفز اللاعبين القطريين، معترفا في الوقت نفسه بصعوبة المواجهة.

وشدد محمد على أن اللاعبين الشباب رغم قلة خبراتهم وتجاربهم “إلاّ أنهم منحوا المنتخب طاقة كبيرة من أجل تنفيذ واجبات مزدوجة بين إحكام إغلاق المناطق الخلفية والاعتماد على الهجمات السريعة… سيكون هذا النهج الأقرب في مواجهة المنتخب العراقي في مباراة نصف النهائي”. وتفتقد جل عناصر المنتخب القطري إلى الخبرة والتجربة خصوصا على مستوى بطولات كأس الخليج، ذلك أن الاتحاد المحلي للعبة قرر النأي باللاعبين الأساسيين الذين خاضوا منافسات كأس العالم 2022 في قطر، عن المشاركة في خليجي 25 مقابل الاعتماد على لاعبين شباب وآخرين من المنتخب الأولمبي مطعمين ببعض العناصر التي لم تأخذ كامل الفرصة خلال المناسبات الكبيرة التي خاضها “العنابي” سواء خلال المونديال أو خلال رحلة التحضير المطولة له.

تكرار الإنجاز

خليجي 25

تقام المباراة الثانية بين البحرين وعمان على ملعب الميناء الأولمبي بدلا من ملعب البصرة الدولي لأسباب تتعلق بإدامة وحيوية الملعب الأخير. وتأثرت أرضية ملعب البصرة الدولي كثيرا خلال مباراة العراق والسعودية في الجولة الثانية من دور المجموعات لمنافسات المجموعة الأولى التي انتهت لحساب العراق بهدفين نظيفين، بسبب غزارة الأمطار التي سقطت على مدينة البصرة لمدة 24 ساعة متواصلة. وتصدر حامل اللقب منتخب البحرين المجموعة الثانية بـ7 نقاط من فوزين على الإمارات وقطر بالنتيجة ذاتها 2 – 1 وتعادل أمام الكويت 1 – 1.

وانتهج مدرّب البحرين البرتغالي هيليو سوزا أسلوب التغيير في التشكيلة الأساسية في مبارياته الثلاث، مبررا خياره بـ”الوضع الطبيعي في البطولات المجمّعة. هذا الأمر يشكل صعوبة وضغطا على اللاعبين لأنهم يخوضون ثلاث مباريات صعبة”. وقال سوزا قبل اللقاء المنتظر أمام عمان “البحرين على أتم الاستعداد لهذه المواجهة، ونحن نطمح لتحقيق نتيجة إيجابية تضعنا في النهائي”، مشددا على أن التفاصيل الصغيرة هي من ستحسم المواجهة بسبب قوة المنتخبين. وكسب المدرب البرتغالي الذي قاد البحرين في 2019 إلى اللقب الأول في تاريخها الرهان بعدما طالته الانتقادات قبل انطلاق البطولة، بسبب التشكيلة التي اختارها وغابت عنها بعض الأسماء المعروفة مثل المخضرم إسماعيل عبداللطيف وهداف الدوري البحريني في آخر موسمين مهدي عبدالجبار.

في المقابل، حلّ المنتخب العماني في المركز الثاني للمجموعة الأولى بعد تعادله سلبا مع العراق المضيف في مستهل مشواره في البطولة، قبل فوزه المثير على اليمن 3 – 2 ثم السعودية 2 – 1. ويضم المنتخب في صفوفه أسماء مميزة أمثال محمد المسلمي وحارب السعدي وأرشد العلوي وجميل اليحمدي وصلاح اليحيائي وعصام الصبحي والمنذر العلوي. وأحرزت عمان التي تشارك في البطولة للمرة الثالثة والعشرين في تاريخها لقبها الأول في 2009 بفوزها على السعودية بركلات الترجيح 6 – 5 (0 – 0)، ثم الثاني في 2018 بنفس الطريقة بتخطيها الإمارات 5 – 4 (0 – 0).

17