أساطير أفريقية سقطت في فخ لعنة الكان

محمد صلاح يفشل في التتويج القاري رغم مسيرته المبهرة.
الأربعاء 2022/02/09
حسرة كبيرة على المرور بجانب اللقب الحلم

تبخّرت في الأمتار الأخيرة أحلام محمد صلاح نجم منتخب مصر في التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية، بعدما انهزم الفراعنة في النهائي على يد السنغال بركلات الترجيح. وخسر صلاح من قبل أيضا لقب الكان عام 2017، بعد الهزيمة في النهائي أمام الكاميرون.

القاهرة - يواصل الدولي المصري ونجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح مواجهة لعنة عدم التتويج بلقب الكان رغم مسيرته المبهرة في الملاعب الأوروبية، وتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي مع ليفربول بخلاف أنه قاد منتخب مصر إلى التأهل للمونديال.

صلاح ليس الأول من أساطير القارة السمراء الذين لم يتذوقوا طعم التتويج بلقب الكان، رغم مسيراتهم الرائعة مع منتخبات بلادهم وأيضا مع أنديتهم في أوروبا. أبرز هذه الأسماء الأسطورة جورج ويا نجم ميلان الإيطالي الأسبق والذي حقق لقب أفضل لاعب في العالم ولكنه لم ينجح في التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية مع منتخب ليبيريا.

وربما لم تسعف الظروف جورج ويا مع ضعف قدرات منتخب ليبيريا، ولكن أسطورة أخرى تذوقت طعم عدم التتويج بلقب الكان وهو نوانكو كانو نجم منتخب نيجيريا، رغم تأهله لنهائي نسخة 2000 وصعوده إلى نصف النهائي في 3 نسخ متتالية.

الإيفواري ديديه دروغبا نجم تشيلسي الإنجليزي الأسبق وأحد أساطير القارة السمراء، لم ينجح في تحقيق اللقب القاري الذي فاز به منتخب كوت ديفوار في نسخة 2015 بعد اعتزاله.

ولاحقت اللعنة أيضا أسامواه جيان مهاجم منتخب غانا، الذي فشل في حصد اللقب، على غرار أسطورة منتخب مالي سيدو كيتا نجم برشلونة الإسباني الأسبق، الذي لم ينجح في قيادة النسور إلى التتويج.

وحدث نفس الأمر مع الحاج ضيوف جناح ليفربول الأسبق ونجم منتخب السنغال الموهوب، الذي فشل مع الجيل الذهبي لأسود التيرانغا في حصد اللقب بعد التأهل لنهائي نسخة 2002، كما أن كالوشا بواليا أسطورة منتخب زامبيا لم يعانق اللقب، الذي فاز به منتخب الرصاصات النحاسية عام 2012.

وطالت هذه اللعنة أسماء مميزة لمعت في أوروبا وضلت طريق التتويج بلقب الكان، من بينها بيني مكارثي نجم منتخب جنوب أفريقيا وإيمانويل أديبايور أسطورة منتخب توغو.

أسماء لامعة

أساطير مميزة في المنتخب المغربي على رأسها الحارس بادو الزاكي وعزيز بودربالة ونورالدين نايبت لم يستطع التتويج باللقب
أساطير مميزة في المنتخب المغربي على رأسها الحارس بادو الزاكي وعزيز بودربالة ونورالدين نايبت لم تستطع التتويج باللقب

عربيا، طالت اللعنة أيضا أسماء مهمة ولامعة على رأسها التونسي طارق ذياب أحد نجوم الكرة العربية، فرغم موهبته الفائقة فإنه لم يستطع التتويج باللقب مع نسور قرطاج.

نفس الأمر تكرر مع أساطير مميزة في المنتخب المغربي على رأسها الحارس بادو الزاكي وعزيز بودربالة وأيضا نورالدين نايبت وصلاح الدين بصير ومصطفى حجي، والجزائري لخضر بلومي.

أسفر نهائي البطولة عن مواجهة تاريخية بين ثنائي ليفربول، ساديو ماني ومحمد صلاح، وبحث كلاهما عن الفوز باللقب والجلوس على عرش أفريقيا في مباراة انتهت بفرحة وسعادة الأول وبكاء الثاني.

ونجح ماني في تسجيل ركلة الترجيح التي أهدت اللقب للسنغال، أما صلاح تساقطت دموعه، بعدما كان على بعد خطوة من التتويج باللقب.

صلاح ليس الأول من أساطير القارة الذين لم يتذوقوا طعم التتويج بلقب الكان رغم مسيراتهم الرائعة مع منتخبات بلادهم

وتوج المنتخب السنغالي أخيرا باللقب الأول في محاولته الثالثة، بعد خسارته نهائيين (2002 و2019). وظهر أسود التيرانغا الأكثر استقرارا منذ 4 سنوات، حين وصل إلى نهائي النسخة السابقة (خسر أمام الجزائر 0-1)، وحجز مقعده إلى مونديال روسيا 2018، متوجا العمل الرائع الذي يقوم به مدربه الحالي ولاعبه السابق أليو سيسيه لما يقرب من 7 سنوات.

في المقابل تنازلت الجزائر حاملة اللقب والمرشحة الأبرز للاحتفاظ بلقبها عن القمة لتودع المسابقة باحتلالها المركز الأخير في مجموعتها، مع هدف يتيم لصالحها سجلته بعد تأخرها أمام كوت ديفوار 0-3 في مباراتها الأخيرة في الدور الأوّل.

بدورها، غادرت غانا التي اعتادت على التواجد في المربع الذهبي، المسابقة من الدور الأول، لتعكس البطاقة الحمراء لقائدها أندريه أيو الصورة الحزينة لمنتخب سيطر سابقا على القارة السمراء.

هيمنة المحليين

 أليو سيسيه ملك أفريقيا مع السنغال وكامو مالو صاحب المركز الرابع مع منتخب وركينا فاسو أو محمد ماجاسوبا مع مالي سلطوا الضوء على قيمة المدربين المحليين
 أليو سيسيه ملك أفريقيا مع السنغال وكامو مالو مدرب منتخب وركينا فاسو ومحمد ماجاسوبا مدرب مالي سلطوا الضوء على قيمة المدربين المحليين

سلّط المدرب أليو سيسيه ملك أفريقيا مع السنغال وكذلك البوركينابي كامو مالو صاحب المركز الرابع مع منتخب "الخيول" (بوركينا فاسو) أو محمد ماجاسوبا مع مالي، الضوء على قيمة المدربين "المحليين".

ووصل عدد المدربين الوطنيين في البطولة القارية إلى 16 من أصل 24، وهو رقم قياسي لم تشهده النهائيات من قبل. على الرغم من أن المغرب لم يتجاوز ربع النهائي، بعد خسارته على يد مصر، لكن لاعبه أشرف حكيمي يعد من أفضل اللاعبين في البطولة.

وقدم الظهير الأيمن لباريس سان جرمان، عروضا رائعة خلال المباريات الخمس التي شارك فيها، وتوافق تألقه مع رغبة ناديه السابق ريال مدريد في التعاقد مع لاعب في نفس مركزه بعد إصابة داني كارفاخال. وسجل حكيمي، هدفين مثيرين للدهشة، الأول في مرمى الجابون بدور المجموعات، والآخر في مرمى مالاوي.

اللعنة طالت أسماء لامعة على رأسها التونسي طارق ذياب، فرغم موهبته الفائقة إلا أنه لم يستطع التتويج باللقب مع نسور قرطاج

ظهر الحارس محمد أبوجبل "غاباسكي" كبطل للفراعنة في الأدوار الإقصائية رغم أنه جلس بديلا لمحمد الشناوي في دور المجموعات، قبل تعرض الأخير لإصابة عضلية أمام كوت ديفوار.

وفي غمار اللقاء، أنقذ غاباسكي منتخب بلاده من كرة خطيرة لإبراهيم سنجاري خلال الوقت الإضافي وبعدها تصدى لركلة ترجيح بايلي ساهمت في تأهل مصر لربع النهائي.

وعاد أبوجبل للتألق أمام المغرب وتصدى لأكثر من فرصة خطيرة، لكن تشنجات عضلية داهمته، أجبرته على الخروج لصالح محمد صبحي. أبوجبل عاد مجددا لتمثيل المنتخب المصري في نصف النهائي أمام الكاميرون، ونجح في التفوق خلال ركلات الترجيح.

وكان غاباسكي يقوم بشيء غريب حيث كان يدرس محتويات زجاجة مياه وضعها أمامه على الأرض، حيث كانت كلمة السر التي منحت مصر بطاقة التأهل للنهائي. أبوجبل كان يراجع محتوى قصاصات ورقية ملصقة على الزجاجة قبل كل ركلة للمنافس، وتصدى لركلتي هارولد موكودي وجيمس سيليكي، ولم تهدر مصر أي ركلة، بينما أهدر أصحاب الأرض، 3 ركلات.

وفي النهائي، واصل غاباسكي التألق وحرم السنغال من تسجيل هدف مبكر من ركلة جزاء انبرى لها ساديو ماني، وتصدى لها الحارس المصري، الذي تصدى مجددا لركلة ترجيح في النهاية سددها إسماعيلا سار بفضل الزجاجة، لكن ذلك لم يكن كافيا لأن مصر أهدرت ركلتين.

رقم تاريخي

نهائي البطولة أسفر عن مواجهة تاريخية بين ثنائي ليفربول ساديو ماني ومحمد صلاح انتهت بفرحة وسعادة الأول وبكاء الثاني
نهائي البطولة أسفر عن مواجهة تاريخية بين ثنائي ليفربول ساديو ماني ومحمد صلاح انتهت بفرحة وسعادة الأول وبكاء الثاني

في الثلاثين من عمره، حضر فينسنت أبوبكر إلى أمم أفريقيا لتمثيل بلاده دون أن يحمل الكثير من الآمال للتألق. وسجل أبوبكر هدفين في بوركينا فاسكو وإثيوبيا، وهدفا في الرأس الأخضر، وآخر في جزر القمر، وهدفين في مباراة تحديد المركز الثالث أمام بوركينا فاسو، ليسجل في المجمل 8 أهداف، ليصبح هداف البطولة، ويكون على مقربة من رقم تاريخي.

وتساوى أبوبكر مع الإيفواري لوران بوكو (1970) في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة، وابتعد بفارق هدف عن الرقم القياسي المسجل باسم الزائيري نداي مولامبا (9 أهداف) في نسخة 1974.

وحققت غينيا الإستوائية، إنجازا تاريخيا في أمم أفريقيا، فقد وصلت إلى البطولة كمنتخب متواضع قبل أن تغادر البطولة محققة علامة فارقة في تاريخها الكروي.

ووصلت غينيا الإستوائية إلى ربع النهائي لكنها خسرت 1-3 من السنغال بعد أن حلت ثانية في المجموعة السادسة، وفازت في ثمن النهائي على مالي.

الحارس محمد أبوجبل "غاباسكي" ظهر كبطل للفراعنة في الأدوار الإقصائية رغم أنه جلس بديلا لمحمد الشناوي في دور المجموعات
الحارس محمد أبوجبل "غاباسكي" ظهر كبطل للفراعنة في الأدوار الإقصائية رغم أنه جلس بديلا لمحمد الشناوي في دور المجموعات

19