أزمات ساديو ماني وليفربول: من خسر الآخر

لندن - لم يكن موسم نادي ليفربول الإنجليزي بعد رحيل الدولي السنغالي ماني، مثاليا، بل بدا الفريق منهارا على كافة الأصعدة، رغم استهلال الموسم بحصد لقب الدرع الخيرية عبر الفوز على مانشستر سيتي 3-1.

لكن الأمور تغيرت كليا بعد بدء موسم الدوري الإنجليزي، ليتعرض لانتكاسات متتالية جعلته يتواجد في منتصف الجدول لفترة طويلة، وذلك بتعرضه للخسارة في 9 مباريات وتعادله 8 مرات. واكتفى الريدز بالفوز في 12 مباراة من أصل 29، ليحتل المركز الثامن في جدول الترتيب برصيد 44 نقطة. كما ودعت كتيبة المدرب يورغن كلوب دوري أبطال أوروبا بطريقة مهينة بعد الخسارة ذهابا وإيابا في ثمن النهائي بمجموع 2-6 على يد ريال مدريد.

ولم يستطع الفريق إنقاذ موسمه بأي من الكؤوس المحلية، إذ خرج من كأس الاتحاد الإنجليزي من الدور الرابع على يد برايتون، فيما ودع كأس رابطة المحترفين من ذات الدور بالخسارة أمام المان سيتي.

وكل هذه النكبات المتتالية جعلت الكثيرين يربطون بينها وبين رحيل ماني، مؤكدين أن الأخير خلف ثغرة لم يستطع كلوب تعويضها بعد. اعترف الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول الذي طالما اعتبر المرشح الأبرز للتعاقد مع لاعب وسط بوروسيا دورتموند الألماني الدولي الإنجليزي جود بيلينغهام، الجمعة بأن ناديه يفتقر أحيانا إلى الموارد المالية اللازمة لتحقيق أهدافه في سوق الانتقالات.

وذكرت وسائل الإعلام الإنجليزية طيلة الأسبوع الجاري أن ليفربول استسلم في سباق التعاقد مع بيلينغهام، المرشح لكي يكون أحد أكبر الصفقات الصيفية التي من الممكن أن تتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني (114 مليون يورو).

واعتبر كلوب، الذي رفض التحدث على وجه التحديد عن بيلينغهام عندما سئل عن إمكانية التعاقد معه، "يجب أن نكون واعين بما يمكننا القيام به والعمل في ضوء ذلك". وأضاف “نحن لسنا أطفالا. إذا سألت طفلا يبلغ من العمر خمس سنوات ‘ماذا تريد هدية لعيد الميلاد؟’ ويجيب بأنه يريد سيارة فيراري، فلن تقول ‘فكرة جيدة’، ستقول ‘إنها مكلفة جدا وعلى أي حال لا يمكنك القيادة'”. وتابع “إذا أمضيت حياتك حزينا لأنه لا يمكنك امتلاك سيارة فيراري، فهذا أمر محزن جدا، مثل الحياة".

وختم المدرب البالغ من العمر 55 عاما حديثه بالقول “ما نريده وما نحتاجه، نفعل كل ما في وسعنا للحصول عليه. ولكن هناك أوقاتا يتعين عليك فيها قبول أنه من أجل هذا أو ذاك، فهذا غير ممكن ونمضي قدما”. وأوضحت الصحافة الإنجليزية أيضا أن ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي هما الآن الناديان الأقرب للحصول على خدمات لاعب الوسط الواعد البالغ من العمر 19 عاما (24 مباراة دولية، هدف واحد).

وضع صعب

لم يكن وضع ماني أفضل حالا من فريقه السابق، رغم بدايته الجيدة داخل ملعب أليانز أرينا، إذ سجل هدفا في ظهوره الأول بالسوبر الألماني، وكذلك في البوندسليغا. لكن مع نهاية أغسطس الماضي، بدأت الشكوك تحوم حول مدى قدرة ماني على النجاح في ميونخ، لاسيما بعدما فشل في مساعدة فريقه على الفوز في 4 جولات متتالية.

وغابت بصمات ماني في 4 مباريات متتالية، سواء بالتسجيل أو الصناعة، ليتعادل بايرن ميونخ في 3 لقاءات مع خسارة وحيدة. واضطر حينها المدرب جوليان ناغلسمان إلى الاستعانة بتشوبو موتينغ كرأس حربة بدلا من ماني، لتبدأ عجلة الانتصارات تدور من جديد، قبل أن يتلقى الدولي السنغالي ضربة في نوفمبر الماضي بتعرضه لإصابة قوية.

وقبل تلك الإصابة، سجل ماني 6 أهداف وصنع 3 آخرين في أول 14 جولة بالبوندسليغا، بالإضافة إلى 3 أهداف وتمريرة حاسمة في دوري الأبطال، وهدفين في الكأس والسوبر. وبلغت إسهامات ماني مع الفريق البافاري 11 هدفا و4 تمريرات حاسمة قبل غيابه عن الملاعب حتى فبراير الماضي.

ومنذ عودته قبل شهرين، لم يستطع ماني استعادة مستواه المعهود، مما جعله بديلا في أغلب المباريات، ليكتفي بصناعة هدف في 6 مباريات بالبوندسليغا. وعلى صعيد المراحل الإقصائية في التشامبيونزليغ، لم يسجل ماني أو يصنع في مواجهتين ضد سان جرمان والمان سيتي، نظرا لمشاركته لمدة 29 دقيقة فقط.

بعد الخسارة أمام المان سيتي 0-3 في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، تفاجأت الجماهير البافارية بأنباء دخول ماني في اشتباك مع زميله ليروي ساني داخل غرفة الملابس. وأفادت تقارير صحافية بأن الجناح السنغالي وجه لكمة لوجه ساني أدت إلى جرح في الشفاه، وهو ما أشعل أزمة مفاجئة داخل ملعب أليانز أرينا. وتأكدت صحة التقارير بعدما أعلن بايرن ميونخ معاقبة ماني باستبعاده من قائمة الفريق الألماني وتغريمه ماليا.

وفي وقت سابق، كشفت تقارير صحافية عن الدور الذي لعبه ماني بشكل غير مباشر في إقالة جوليان ناغلسمان. وأشيع أن ماني أحرج مدربه السابق أمام اللاعبين بعدما قام بتعنيفه والاعتراض عليه بعدما أشركه لمدة 8 دقائق فقط أمام باريس، قبل أن يدفع به في المباراة التالية كأساسي أمام أوغسبورغ.

تلك الأزمات المتتالية كشفت بشكل ملحوظ عن الضغط الذي يعيشه ماني داخل ملعب أليانز أرينا، ليحاكي بذلك وضع فريقه السابق ليفربول. وبدا أن ماني خسر الكثير بخروجه من قلعة أنفيلد، كما هو حال ليفربول الذي فقد عنصرا بارزا في كتيبته التي وصلت إلى نهائي دوري الأبطال 3 مرات في غضون 5 سنوات فقط.

أزمة مفاجئة

أصدر النادي البافاري بيانا أكد فيه إيقاف مانيه “بسبب سوء السلوك بعد مباراة بايرن ميونخ ضد مانشستر سيتي”. وأضاف "لن يكون ساديو ماني ضمن تشكيلة الفريق لمباراتنا البيتية ضد هوفنهايم". وأكد البيان أن بايرن سيغرم ماني بمبلغ لم يحدده.

وحسب تقارير، ارتفعت حدة الكلام بين ماني وساني بعد انتهاء المباراة في غرفة الملابس، حيث انتقد أفضل لاعب في أفريقيا عام 2022 الطريقة التي تحدث بها إليه الجناح الألماني الدولي أواخر المباراة. وحسب الصحف الألمانية، فإن ماني الذي شارك في الدقيقة 69 قام بتوجيه لكمة إلى وجه ساني ليسيل الدم من شفة الأخير.

وشارك اللاعبان في تدريبات بايرن، وسبق ذلك حديث بين المدرب توماس توخيل وماني. وقبل الحصة التدريبية أيضا تم استدعاء ماني من قبل المدير الرياضي البوسني حسن صالحميدجيتش والرئيس التنفيذي للنادي أوليفر كان لمساءلته عن تصرفاته.

وانتقل ماني إلى الفريق البافاري صيف عام 2022 قادما من ليفربول الإنجليزي مقابل صفقة بلغت 32 مليون يورو. وأصيب ماني في نوفمبر الماضي وغاب عن الملاعب حتى نهاية فبراير الماضي، ما أجبره على عدم المشاركة في صفوف منتخب السنغال في مونديال قطر 2022.

وقال مدرب بايرن ميونخ متصدر الدوري الألماني توماس توخيل إنه "المحامي الأول والمدافع الأول" عن مهاجمه الدولي السنغالي ساديو مانيه، غداة معاقبته من طرف إدارة النادي بالإيقاف لمباراة واحدة إثر مشادة مع زميله ليروي ساني في غرف الملابس.

وقال توخيل عشية استضافة هوفنهايم في المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري "ساديو، أنا محاميه الأول وأول مدافع عنه. لقد عرفته منذ فترة طويلة، وأنا أعرف محيطه. أعرفه حصريا كمحترف رائع، لم أر أبدا، أبدا، أبدا، أي شيء يمكننا أن نلومه عليه". وقال توخيل "لديه ثقتي الكاملة، لقد حصل عليها من قبل، كما أنه يمتلكها بعد هذا الخطأ الذي ارتكبه. لكل فرد الحق في ارتكاب خطأ".

وأضاف المدرب الذي استلم مهامه قبل ثلاثة أسابيع خلفا ليوليان ناغلسمان المقال من منصبه “لقد كان انفعالا أكثر من اللازم، على عكس قواعد السلوك داخل الفريق ونادي بايرن ميونخ. كانت هناك اعتذارات جديرة بالثقة تماما، ولا يوجد سبب للشك في ذلك".

وشدد توخيل على أن الأجواء جيدة داخل النادي البافاري، وقال “أعتقد أنها تبدو مضطربة من الخارج أكثر مما هي داخليا، حتى في هذه الحالة”، في إشارة إلى مشادة ماني وساني. أقدم ليروي ساني نجم بايرن ميونخ على خطوة إيجابية لإنقاذ زميله ساديو ماني من الطرد خارج النادي الألماني. وتورط ماني وساني في أزمة مع بعضهما عقب مواجهة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، انتهت بلكمة من المهاجم السنغالي في وجه زميله الألماني.

وحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن ساني طلب من إدارة النادي عدم فسخ عقد ماني بعدما ترددت أنباء حول ذلك في الساعات الماضية. وأشارت إلى أن طلب الدولي الألماني أسهم في عدم توقيع النادي عقوبة مغلظة على لاعب ليفربول السابق.

مستفيد محتمل

أكدت تقارير صحافية أن ليروي ساني لاعب بايرن ميونخ تلفظ بإساءة عنصرية تجاه زميله ساديو ماني، ليقوم الأخير بتوجيه لكمة إلى ساني خلال اشتباكهما بالأيدي. وحسب الصحافي الفرنسي بابا محمود جايي، الذي يعمل بموقع "بروت"، فإن ساني الذي ولد أيضا لأب سنغالي، وصف زميله بالهراء الأسود، ومثلت الإساءة استفزازا بالغا لماني، لتدفعه إلى ضرب زميله.

وأكد جايي أن في أعقاب الشجار العنيف الذي شهدته غرفة تبديل ملابس بايرن ميونخ، أحس ساني بالندم على تلفظه بالإهانة العنصرية تجاه زميله، أما ماني فيقول الصحافي إنه بادر بالاعتذار إلى زملائه في الفريق البافاري على اشتباكه بالأيدي مع ساني، دون أن يتضح ما إذا كان قد اعتذر أيضا إلى اللاعب الألماني من عدمه.

وحسب تقارير إنجليزية، فإن هناك مستفيدا محتملا من الأزمة وهو نادي مانشستر يونايتد. وأشار التقرير الذي نشره موقع فور فور تو نقلا عن صحيفة ميرور البريطانية إلى أن نادي مانشستر يونايتد قد يتحرك لضم ماني في الميركاتو الصيفي.

 يُذكر أن ماني سبق وكشف قصة اقترابه من قلعة أولد ترافورد، وقال عن ذلك “يجب أن أقول إنني كُنت قريبا حقا من الانضمام إلى اليونايتد، وتمت صياغة العقد هناك".

وأضاف "تم الاتفاق على كل شيء، ولكن بدلا من ذلك قلت لنفسي إنني أريد الذهاب إلى ليفربول، كنت مقتنعا بالذهاب إلى مشروع يورغن كلوب، لا أزال متذكرا أول مكالمة مع المدرب الألماني”. ويبلغ ماني من العمر 31 عاما، ويجيد اللعب في مركز الجناح الأيسر، وينتهي تعاقده مع بايرن ميونخ في يونيو 2025.