لماذا يتخلى جيل الجامعيين الشبان عندنا عن البحث في المشكلات الفكرية والثقافية والاجتماعية، وغيرها من المشكلات الخطرة التي تعاني منها مجتمعاتنا.

المعارضة الجزائرية تعارض شبح النظام الحاكم بنفس المنظومة الثقافية والقيمة والسلوكية المتخلفة والدكتاتورية التي يعتنقها هو ويعيد إنتاجها.

أحداث غرداية هي نتاج الفشل في تسيير الاختلافات والتنوع، والنظام لم ينتبه إلى أن المنطقة أمام عدم تجانس اجتماعي وثقافي أعيد إنتاجه.

ردَ أونفري يتميز بالتعالي والتكبر، وبعدم الاستشهاد بأي جملة وبأي فكرة من الأفكار التي يعارضها، ولم يقارنها بفكرته أو أفكاره بوضوح.

ما يهدد الجزائر حقيقة هو التدمير المنهجي الذي يمارسه النظام وجوقته للروح الوطنية، ولمطلب الديمقراطية ولأسلوب تداول الحكم الذي تعمل به الدول الحديثة.

ينبهنا الناقد البريطاني البارز روبرت يانغ في كتابه “مقدمة موجزة لما بعد الاستعمارية” أن الترجمة ليست “نشاطا تقنيا محايدا أو فعلا تجريديا، لأنها مصحوبة دائمة بالممارسة.

مرحلة الاستقلال الشكلي لم يعالج فيها المسؤولون الجزائريون هذا الإرث لتصحيحه، ولم يفكوا الارتباط بموروث الاستعمار، وما حدث هو تكريس نفس السلوك السياسي للاحتلال الفرنسي.

من أكبر الأخطار التي تواجه الطفل أثناء الانغماس في التجربة الثقافية، في تقدير وينيكوط هي شحن الفضاء الممكن للطفل من طرف شخص آخر.

يبدو من التقرير الذي نشرته "فورين بولسي"، والذي صنف الجزائر ضمن الدول التي تقبع في ذيل التخلف، أن نظام البلد من بين الأنظمة الأكثر إخلاصا لثقافة الجهل بأسس الدولة العصرية.

الشاعر ينغمس في لحظات كتابة قصيدته، ويكون منخرطا بوعي أو دون وعي منه غالبا في سرد قصص تشابك تاريخه الشخصي مع حكايات وطنه وتعقيدات وآلام العالم الذي قذف فيه.

مطلب الديمقراطية تحوّل إلى مجرد وجهة نظر، أما السياسيون الذين يلبسون أقنعة الولاء فقد صاروا ينتجون خطابين اثنين فقط أحدهما يتفنن في مدح الرئيس وثانيهما يلح في طلب عفوه.

الفيلسوف رورتي قام من مكانه واتجه إلى إدوارد سعيد وحضنه بمودة ثم قال للحضور بصوت مسموع: "إدوارد سعيد قد غيَرني وله فضل تعليمي".

الأحزاب الجزائرية المعارضة لم تبادر إلى فتح حوار فكري وسياسي حول أزمة النظام الرئاسي الجزائري الذي يعطل العمل الحزبي ويرمي به في منطقة مظلمة.

الفشل في بناء المنفيّ أو الشاعر للفضاء الممكن أمر يجعل المنفيّ في مهجره أشبه بالطفل الصغير المحروم من أدوات اللعب التي توفر له إمكانية "تشكيل الرموز".

المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير لم تتمخض أشغاله عن أي فكرة يمكن ترجمتها في الواقع لتكون أرضية للنهوض اقتصاديا وثقافيا وتعليميا، وتنظيما للمجتمع في الأطر الديمقراطية.

لماذا تعامل الثقافة في بلداننا كمجرد فولكلوريات ومهرجانات وليس كطاقة روحية خلاقة تصنع الإنسان العصري الجديد؟

الأزمة الضاربة بجذورها في البلاد ليست مجرد أزمة انخفاض عائدات النفط، بل هي نتيجة لعقم الخيارات السياسية والتطبيقات الفاشلة لما يسمى بمخططات التنمية العرجاء.

اللحظة التاريخية الدرامية المتمثلة في ثنائية الاستعمار الغربي لبلداننا وعواصف الحداثة الغربية قد كانت ولا تزال بمثابة هزة كبرى زحزحت بقوة مكونات الهوية في مجتمعاتنا.