أرقام قياسية لكبار إنكلترا في سوق الانتقالات

كان تحقيق رقم قياسي عالمي في صفقة التعاقد مع مدافع وكذلك النشاط الهائل في اليوم الأخير أبرز ملامح تحركات أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في سوق الانتقالات الصيفية التي اختتمت مساء الخميس بعد أن شهدت إنفاق تلك الأندية إجمالي 1.41 مليار جنيه إسترليني (1.71 مليار دولار).
لندن – يعد إجمالي نفقات أندية الدوري الممتاز في سوق انتقالات اللاعبين، والذي أعلنته مجموعة “ديلويت” الإنكليزية لخدمات الأعمال الرياضية، هو الثاني من حيث ارتفاع قيمته في تاريخ المسابقة، حيث سجلت أندية الدوري أعلى رقم في عام 2017 عندما أنفقت 1.43 مليار جنيه إسترليني.
وقال دان جونز الشريك في مجموعة ديلويت، في بيان إن الإنفاق الكبير لأندية الدوري الإنكليزي الممتاز في سوق الانتقالات يتواصل بدافع النجاح على أرض الملعب على مختلف المستويات، حيث تتنافس أندية على لقب الدوري الممتاز والتأهل لدوري أبطال أوروبا كما تتنافس أندية أخرى على البقاء بالدوري الممتاز.
ومن الأندية العشرين المنافسة في الدوري الممتاز، حطم 11 ناديا الأرقام القياسية الخاصة بصفقاتها، وقد شهد اليوم الأخير وحده صفقات بقيمة 170 مليون جنيه إسترليني. وباستثناء ليفربول، الذي قدم نشاطا محدودا، وتشيلسي الذي يخضع لحظر يمنعه من إبرام الصفقات، أنفقت الأندية الكبيرة بالدوري الممتاز مبالغ كبيرة في صفقاتها.
من الأندية العشرين المنافسة في الدوري الممتاز، حطم 11 ناديا الأرقام القياسية الخاصة بصفقاتها القوية
وكان أرسنال الأعلى إنفاقا، مسجلا 155 مليون جنيه إسترليني وقد حطم الرقم القياسي لصفقاته، بالتعاقد مع نيكولاس بيبي من ليل الفرنسي مقابل 72 مليون جنيه إسترليني. وقال أوناي إيمري المدير الفني لأرسنال “نيكولاس لاعب رفيع المستوى ويتمتع بالموهبة، وكان يحظى باهتمام عدة فرق كبيرة في أوروبا”. وأضاف “كان التعاقد مع جناح من الطراز الأول من بين أولوياتنا في سوق الانتقالات. إنه سيضيف السرعة والقوة والإبداع، وذلك بهدف تحقيق المزيد من الأهداف بالفريق”.
أما مانشستر سيتي، حامل لقب الدوري الممتاز، فقد احتل المركز الثاني في قائمة الأندية الأعلى إنفاقا بالدوري الإنكليزي، حيث بلغت قيمة صفقاته 150 مليون جنيه إسترليني، وقد عزز صفوفه بضم رودريغو هيرنانديز وجواو كانسيلو وأنجيلينو، كما تعاقد مع حارس المرمى سكوت كارسون على سبيل الإعارة. وجاء مانشستر يونايتد في المركز الثالث مسجلا 145 مليون جنيه إسترليني، منها 80 مليون جنيه إسترليني أنفقها النادي للحصول على خدمات هاري ماغواير، وهي أعلى صفقة في العالم للتعاقد مع مدافع كرة قدم.
فقد تفوقت صفقة ماغواير على الصفقة القياسية الماضية الخاصة بانضمام ماتيس دي ليخت إلى يوفنتوس قادما من أياكس الهولندي مقابل 77 مليون جنيه إسترليني وكذلك الصفقة القياسية السابقة المتمثلة في انضمام فيرجيل فان ديك إلى ليفربول قادما من ساوثهامبتون مقابل 75 مليون جنيه إسترليني. واستثمر أستون فيلا، الصاعد إلى الدوري الممتاز، نحو 125 مليون جنيه إسترليني في تعزيز صفوفه بـ12 لاعبا، بينما أنفق إيفرتون أقل من 40 مليون جنيه إسترليني بقليل لضم أليكس إيوبي من أرسنال في اليوم الأخير ليبلغ إجمالي نفقاته 110 ملايين جنيه إسترليني. وأنفق توتنهام 105 ملايين جنيه إسترليني منها 53 مليون جنيه إسترليني لضم تانجي أندومبيلي و25 مليون جنيه إسترليني لضم ريان سيسيجنون، بينما أنفق كل من ويستهام وليستر سيتي وولفرهامبتون أكثر من 80 مليون جنيه إسترليني.
منافسة ثنائية
يتبادر سؤال مهم إلى أذهان عشاق الدوري الإنكليزي الممتاز قبل بداية الموسم الجديد وهو هل ستقتصر المنافسة مجددا على الثنائي مانشستر سيتي وليفربول؟ هذا التساؤل وجوده مبرر، نظرا لما قدمته الأندية الأربعة الكبيرة الأخرى في المسابقة الموسم الماضي، فلم تكن قادرة إطلاقا على مقارعة حامل اللقب ووصيفه، ووصل فارق النقاط بينها وبين سيتي وليفربول إلى مستويات لا يمكن قبولها.
وعملت فرق مانشستر يونايد وأرسنال وتوتنهام على تعزيز صفوفها هذا الصيف، في وقت غيّر فيه تشيلسي جلده التدريبي من خلال الاستعانة بلاعبه الأسطوري السابق فرانك لامبارد. وتحمل جماهير هذه الفرق آمالا كبيرة في إمكانية الصعود على منصة التتويج.
تبدو صفوف مانشستر سيتي مكتملة، بعدما عمل النادي على سد النقص المتواجد في مركزين من مراكز اللعب المهمة، وهما الظهير الأيمن ولاعب الوسط المتأخر، فاستقدم جواو كانسيلو من يوفنتوس، ورودري من أتلتيكو مدريد. نقاط الضعف تكاد تكون معدومة، نظرا لوجود مجموعة من الأسماء المعروفة، الملتزمة بتطبيق فلسفة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، بيد أن الخوف يكمن في إمكانية تسرب الملل على الصعيد المحلي، خصوصا بالنسبة للاعبين الذين لا يحصلون على دقائق معقولة للعب.
من ناحيته، لم يجد مدرب ليفربول يورغن كلوب الحاجة إلى تعزيز تشكيلته بأسماء معروفة، لأنه على الأغلب، لا يريد كسر الديناميكية والكيميائية الموجودة بين اللاعبين الأساسيين والبدلاء الذين قادوا الفريق معا إلى إحراز لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. بيد أن القلق يساور مشجعي الفريق بشأن عدم وجود تغيير بمعنى الكلمة على الصعيد التكتيكي، وهو ما يجعل ليفربول محفوظا عن ظهر قلب بالنسبة للفرق الأخرى، في ظل غياب الدعم بأي وجه جديد.
امتثل تشيلسي لقرار منعه من التعاقدات، واتفق مع لامبارد للإشراف على تدريبه بدلا من الإيطالي ماوريسيو ساري، وتكمن مهمة لاعب تشيلسي السابق في منح الشبان فرصة التعبير عن أنفسهم مثل مايسون مونت وتامي أبراهام وكريستيان بوليسيتش. الأمر المقلق حقا في تشيلسي هو عدم القدرة على تعويض رحيل النجم إيدن هازارد، كما أن الخبرة القليلة للاعبي الفريق قد تلعب دورا في تذبذب النتائج.
بعد فترتي انتقالات لم يجر فيهما توتنهام صفقة واحدة، امتثل رئيس النادي دانييل ليفي لمطالب المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، فعزز صفوف الفريق بلاعبين أصحاب قدرات متنوعة مثل تانجي ندومبيلي ورايان سيسيجنون.
قدم الفريق أداء مميزا في الفترة الإعدادية أمام فرق مثل بايرن ميونخ ويوفنتوس، ويبدو قادرا على المنافسة في أول موسم كامل له على ملعبه الجديد، بيد أن غياب البدائل المناسبة في خط الهجوم، لا يطمئن جمهور الـ”سبيرز”.
ضغوط مضاعفة

ستكون الضغوط مضاعفة على مدرب أرسنال أوناي إيمري، للتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا على أقل تقدير، بعدما استقطب النادي مجموعة من الأسماء اللامعة يتقدمها العاجي نيكولاس بيبي. لكن الدفاع يبقى مشكلة المشاكل في أرسنال بعد رحيل الفرنسي لوران كوسيلني والإبقاء على صاحب الأخطاء المميتة شكودران موستافي، ولا يبدو أنصار الفريق متفائلين حيال إمكانية تحسن الأوضاع مع قدوم دافيد لويز من تشيلسي.
النتائج الإيجابية في الفترة الإعدادية رفعت منسوب التفاؤل في مانشستر يونايتد بقيادة المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير، وجاء التعاقد مع مدافع ليستر سيتي هاري ماجواير كمؤشر على رغبة إدارة النادي في منح الفريق هوية إنكليزية، بعد ضم الظهير الشاب آرون وان-بيساكا في وقت سابق. هذا التفاؤل لن يجنب الفريق خوض بعض التحديات الصعبة،
حيث تحوم الشكوك حول قدرة مارسيال وراشفورد على أداء دور المهاجم الصريح، بعد رحيل البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلان.