إذا كان الأيديولوجي محتاجا إلى الفيلسوف، فإن الفيلسوف على العكس من ذلك، يسعى لتشكيل العقل متحررا من الأيديولوجيا.

تحطيم السلطان وطغامه للقيم الحاكمة لعلاقات الأنا بالأخر، واغتيال أخلاق الاعتراف كارثة من أصعب الكوارث التي يحدثها الدكتاتور في المجتمع وهيئاته، والتي تنعكس على الإبداع الثقافي.

الكفاح الإنساني- الوطني من أجل الحرية يفتق القوة المبدعة الكامنة في نفوس النخبة والنَّاس عموماً، وتجربة الفلسطيني داخل فلسطين التي احتُلت عام 48 تؤكد ذلك.

هل مات مفهوم التقدم؟ يجب أن نميز بين معنيين للمفهوم و حقلين من الدلالة. فالمفهوم بالمعنى الأيديولوجي الشعاري السياسي.

إذا جرى تحطيم الذائقة الجمالية، والذهنية الأخلاقية، والعقلية العلمية، والهوية المنفتحة، والأحلام الرومانسية، والأجنحة القوية والفرح بالحرية فما الذي يتبقى من الحياة.

ماذا يعني أن تكون منتميا إلى رومانسية ثورية وأنت غارق في وحل الميليشيات الطائفية المدمرة للانتماء الوطني والقومي العربي؟

النزعة العدوانية تجاه الشخص تحولت إلى سمة من البنية النفسية للكائن، ولهذا يتحول النقد حتى لدى المثقف الذي يدافع عن قيم الحرية إلى اعتداء على الشخص وليس على نصه أو أثره.

لقد ضمت الجمعيات العربية مثقفي الشرق من كل الأديان والطوائف وإذا اعتبرنا مؤتمر باريس عام 1913 محطة مهمة جدا في تكثيف أهداف الحركة القومية العربية.

الهروب من الموقف عبر هذه اللغة المنبتة ليس تعبيراً عن هوية متحررة، بل على الضد من ذلك إنه بعكس هوية ضيقة متيقظة تحاول أن تستتر بهذا النوع من اللغة.

هوية المبدع تنطوي على جانب يصبح مع الأيام في حكم الهوية العفوية، مع أنه ثمرة من ثمرات سيرته الذاتية في عالم الإبداع.

الكتابة بوصفها حضورا ليست ناتجة عن رغبة في الحضور عبر الكتابة بل يكون حضورها ثمرة ذاتها، فيحضر المبدع بوصفه نصا قاده إلى الحضور.

العقل العربي المستقيل هو العقل الذي لا يكشف عن أسئلة الواقع، ولا يطرح الأسئلة الصحيحة، وبالتالي لا يقدم أجوبة واقعية لمشكلات الحياة والإنسان والمعرفة.

الفكر العربي صنوف من الخطابات الأيديولوجية والسياسية والاجتماعية والتراثية والتاريخية والنقدية التي دارت حول مفهوم واحد هو مفهوم "التقدم" وحمولاته المفاهيمية.

بين شعب ثار من أجل الحق بالكرامة وجماعة سالبة لهذا الحق يكون لدينا خطابان: خطاب الكرامة وخطاب الخنوع.

الفيلسوف يقف بالضرورة ضد الدكتاتورية، والفاشية، والأصولية العنيفة، والعصبيات المتعصبة وما شابه ذلك من وقائع.

إذا كنّا مع ظلال المفكرين – الفلاسفة الأنوار مكتسبين حظا من المعارف والتأويلات والشروح والعروض فإنا في ظلال الشعراء لا نقع إلا على مسخرة، بل قل ظلال الشعراء ليسوا بشعراء.