أحمد اليوسف الصباح رجل المرحلة في الاتحاد الكويتي

عاد الشيخ أحمد اليوسف الصباح، لمنصب رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بعد فوزه بالتزكية خلال انعقاد الجمعية العمومية غير العادية، وتعهد بوضع خارطة طريق للارتقاء باللعبة في بلاده.
الثلاثاء 2018/05/22
تحديات كبيرة تنتظرنا

الكويت - انتخبت الجمعية العمومية للاتحاد الكويتي لكرة القدم مجلس الإدارة الجديد لولاية من أربع سنوات برئاسة الشيخ أحمد اليوسف الصباح الذي فاز بمقعده بالتزكية، وذلك بإشراف “لجنة التسوية من أجل الكويت” وحضور مندوبين من الاتحادين الدولي والآسيوي.

وشارك في الانتخابات التي أجريت الأحد 13 ناديا من الدرجة الأولى، باستثناء القادسية فقط. وقال اليوسف بعد الانتخابات “اليوم أيضا وبفضل هذا القانون (قانون الرياضة الجديد) وحضور ممثلين عن الاتحادين الدولي والآسيوي جرت الانتخابات”.

 وأكد أن “الجمعية العمومية قالت كلمتها واختارت مجلس إدارة وفق النظام الذي وافقت عليه اللجنة الأولمبية والاتحاد الكويتي لكرة القدم وذلك بشهادة الفيفا والاتحاد الآسيوي”. وأضاف “تمر الكرة الكويتية بمرحلة حساسة ودقيقة بعد أن عانت لمدة عشر سنوات من حال عدم الاستقرار، ولهذا السبب تراجعنا في التصنيف الشهري الصادر عن الاتحاد الدولي”. وتابع “أمامنا مرحلة صعبة جدا واستحقاقات تتمثل في السعي إلى رفع الإيقاف الأولمبي عن الرياضة الكويتية، ومن ثم سنسعى للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية المقبلة بمنتخب شاب سيكون فريق المستقبل”.

فاز بالتزكية أيضا أحمد عقلة بمنصب نائب الرئيس وفاطمة حيات مرشحة المقعد النسائي الإلزامي. وغاب عن الجلسة عضوان من لجنة التسوية من أصل خمسة هما خالد الجارالله ومرزوق العجمي الذي كتب في حسابه على موقع “تويتر”  “قررت وزميلي في لجنة التسوية خالد الجارالله مقاطعة انتخابات الاتحاد الكويتي بسبب عدم الشفافية المتمثلة في عدم الإشراف المباشر للجنة على إعداد وترجمة النظام الأساسي والاكتفاء بإجراء التعديلات فقط، وعدم تنفيذ قرار الفيفا الخاص بمطابقة النسخة العربية بالإنكليزية”.

من جانبه، خاطب نادي القادسية لجنة التسوية عبر كتاب أكد فيه أنه مازال على رأيه السابق الذي يعتبر بأن الجمعية العمومية غير العادية التي عقدت في 12 أبريل 2018 لاعتماد النظام الأساسي للاتحاد ونظام الانتخابات والتعليمات الدائمة للجمعية العمومية، “قد خالفت النظام الأساسي للاتحاد الدولي والاتحاد الكويتي”.

 وتمسك القادسية مجددا بعدم صحة الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية غير العادية لانتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد. وكان القادسية خاطب الفيفا الخميس مطالبا بلقب الدوري الكويتي لموسم 2016-2017 الذي أحرزه الكويت، مستندا إلى توجه الأخير إلى المحاكم المدنية لحل نزاع رياضي مرتبط بإحدى المباريات.

الانتخابات شكلت الفصل الأخير من أزمة الاتحاد الكويتي التي امتدت لأكثر من سنتين ونصف السنة بسبب الإيقاف الدولي

من جهته، قال رئيس لجنة التسوية مشعل الربيع “كانت مهمتنا ثقيلة نوعا ما وحاولنا تأدية الواجب المطلوب على أكمل وجه. تمكنا من إقرار النظام الأساسي وسيكون بمقدور الاتحاد الجديد تطويره”. وأضاف “جرت الانتخابات بصورة ديمقراطية وقد أضفيت إليها الشرعية عبر حضور ممثلين عن الفيفا والاتحاد الآسيوي، وتم إجراء مكالمة عبر خدمة سكايب مع مدير عام الفيفا الذي اطمأن إلى الإجراءات القانونية التي اتبعت. اليوم بدأت صفحة جديدة ونحن في مرحلة بناء ونتطلع إلى تحقيق الإنجازات”.

وشكلت الانتخابات الفصل الأخير من أزمة الاتحاد الكويتي التي امتدت لأكثر من سنتين ونصف بسبب الإيقاف الدولي.

وصدر قرار بالإيقاف بحق الكرة الكويتية من قبل الاتحاد الدولي في أكتوبر 2015 بحجة تدخل الحكومة في الشأن الرياضي، الأمر الذي حرم منتخب الكويت من استكمال المشوار في التصفيات المشتركة لكأس العالم 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات.

ورغم انتخاب الجمعية العمومية (كافة الأندية باستثناء القادسية) اليوسف لرئاسة الاتحاد في نهاية سبتمبر 2017، إلا أن “الفيفا” بقي متمسكا بالاتحاد السابق برئاسة الشيخ طلال الفهد.

ولم تنضم الكويت إلى الأسرة الدولية مجددا حتى مطلع ديسمبر 2017 عندما قام رئيس الاتحاد الدولي، السويسري جاني إنفانتينو، بزيارتها وأعلن فيها رفع الإيقاف، فاستضافت “خليجي 23” الذي توج بلقبه منتخب عمان في 5 يناير 2018. وفي مطلع فبراير الماضي، قرر الاتحادان الدولي والآسيوي تشكيل “لجنة تسوية من أجل الكويت” لإدارة شؤون الاتحاد وإجراء الانتخابات الخاصة به.

وحققت الكرة الكويتية، العديد من المكاسب بعد أن اختارت الجمعية العمومية للاتحاد، مجلس إدارة جديد، في الانتخابات. وعادت الكرة الكويتية للاستقرار بشكل رسمي، وابتعدت تماما عن خطر تعليق نشاطها من قبل الفيفا.  للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد الكويتي، يضم المجلس ممثلا للعنصر النسائي، وذلك بعد فوز فاطمة حيات بالتزكية، حيث كانت المرشحة الوحيدة على مقعد المرأة الإلزامي.

وبات المجلس الجديد معترفا به من قبل الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم. ومنح حضور ممثلين للاتحادين الدولي والآسيوي، الشرعية لانتخابات. من المنتظر أن يتم التخطيط للكرة الكويتية في الفترة المقبلة للارتقاء بها، بعد أن عاد لها الاستقرار بشكل رسمي.

وتبدو مسؤولية مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، مضاعفة، بعد انتخابه، برئاسة الشيخ أحمد اليوسف، خاصة في فترة حساسة للغاية، عقب رفع تعليق النشاط على المستوى الخارجي.

ومن أبرز التحديات التي ستواجه الاتحاد الكويتي، خلال الفترة المقبلة، هي الارتقاء بمستوى الكرة الكويتية بصفة عامة، والمنتخبات الوطنية بصفة خاصة، فمن المؤكد أن الإيقاف لمدة أكثر من عامين، على المستوى الخارجي، له سلبيات بالجملة. إلى جانب التعاقد مع مدرب عالمي لقيادة المنتخب الوطني، من أجل استعادة الأمجاد، على المستوى الخليجي والقاري والعالمي.

وإضافة إلى الاستقرار على الأجهزة الفنية والإدارية، التي ستقود منتخبات الفئات السنية، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، في حال رفع اللجنة الأولمبية الإيقاف عن الكرة الكويتية، سيشارك المنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الآسيوية المقبلة.

وكذلك تقرير شكل الدوري في موسمه المقبل، سواء بمشاركة 8 أو 10 فرق، على أن يتم حسم هذا الأمر تحديدا، خلال الأيام القليلة المقبلة، مع قيادة الاتحاد والكرة الكويتية إلى بر الأمان، وإبعادهما عن الأزمات، التي أثرت عليهما بقوة في السنوات العشر الماضية، حيث تم تعليق النشاط على المستوى الخارجي، 3 مرات.

22