أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند يلتحقان بركب كبار أوروبا

مدريد - تأهل أتلتيكو مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني إلى ربع نهائي مسابقة كأس رابطة الأبطال الأوروبية، مساء الأربعاء، في مواجهتين حماسيتين أمام كل من إنتر الإيطالي وأندهوفن الهولندي.

واحتاج أتلتيكو مدريد الإسباني إلى ركلات الترجيح ليتجاوز إنتر ميلان الإيطالي ويبلغ دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم الأربعاء بعد انتهاء المواجهة المثيرة بين الفريقين في دور الستة عشر بالتعادل 2 – 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

وتقدم إنتر، الذي فاز على أرضه 1- صفر في الذهاب، على ملعب ميتروبولتيانو وبدا أن أتلتيكو  في طريقه إلى توديع البطولة، لكن صاحب الأرض تمكن من العودة ووجد طريقة لدفع المباراة نحو ركلات الترجيح.

وأنقذ يان أوبلاك ركلتي ترجيح من أليكسيس سانشيز ودافي كلاسن بينما تصدى يان زومر حارس إنتر لتسديدة ساؤول نيجيز ليترك مهمة إبقاء آمال الفريق الإيطالي قائمة على القائد لاوتارو مارتينيز.

لكن الأرجنتيني أطلق تسديدته فوق العارضة ليعبر أتلتيكو بالفوز 3 – 2 بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بفوز الفريق الإسباني 2 – 1 بعد انتهاء الأشواط الإضافية.

وقال أوبلاك في تصريحاته لمنصة موفيستار بلس “أقول دوما إن ركلات الترجيح، تعتمد في النهاية على الحظ بعض الشيء، لأنه عليك اختيار الجانب الصحيح من المرمى لتندفع باتجاهه (كحارس)، عليك أن تنقذ الكرة كحارس مرمى، وأعتقد أنه إذا سددها اللاعب بشكل مثالي، فمن المستحيل إنقاذها، لحسن الحظ، تمكنت اليوم من التصدي لبعض الركلات، لكن المهم هو الفوز وتأهلنا لدور الثمانية”.

وافتتح إنتر التسجيل عن طريق فيدريكو ديماركو في الدقيقة 33 لكن أتلتيكو رد بعدها بدقيقتين فقط بهدف عبر أنطوان جريزمان وسجل ممفيس ديباي قبل نهاية الوقت الأصلي بثلاث دقائق ليرسل المباراة نحو الشوطين الإضافيين.

وحصل الفريقان على عدة فرص لحسم الفوز في الأشواط الإضافية لكن في النهاية كان فريق المدرب دييغو سيميوني هو من حافظ على هدوء أعصابه وأقصى الفريق الإيطالي الذي بلغ المباراة النهائية الموسم الماضي من البطولة. ولم يتمكن أتلتيكو من التسديد ولو مرة واحدة على مرمى إنتر في مباراة الذهاب على ملعب سان سيرو، لكنه بدأ لقاء الإياب سريعا بفضل دعم جماهيره القوي في مدريد.

ورغم ذلك، كان إنتر هو من افتتح التسجيل بعد أن تلقى نيكولو باريلا الكرة داخل منطقة الجزاء ومررها نحو ديماركو المنتظر الذي وضع الكرة مباشرة في منتصف المرمى لتتجاوز أوبلاك نحو الشباك.

لكن أتلتيكو، الذي كان متأخرا حينها بهدفين لصفر في مجموع المباراتين، رد مباشرة بعد أن مرر كوكي الكرة نحو منطقة الجزاء وأخفق اثنان من مدافعي إنتر في إبعادها بغرابة لتذهب نحو جريزمان الذي استدار ولم يخطئ في التسجيل من مسافة قريبة. وقال سيموني إينزاغي مدرب إنتر لمنصة أمازون برايم “الليلة وبمجرد أن تقدمنا، كان يجب أن نكون أكثر حذرا في تلك الدقائق (الحاسمة) على ملعبهم. بدلا من ذلك أعدنا أتلتيكو وجماهيره إلى أجواء المباراة”.

وقبل وقت قصير من الاستراحة كاد غريزمان يسجل مرة أخرى، لكن تسديدته غيرت اتجاهها بعد أن ارتطمت في بنجامين بافارد مع توجه زومر نحو الزاوية الأخرى ليذهب الفريقان نحو الاستراحة والتعادل سيد الموقف.

وصنع مارتينيز فرصتين عظيمتين لإنتر لإنهاء المباراة لكن ماركوس تورام ونيكولو باريلا فشلا في الاستفادة عندما كانا أمام المرمى. ودفع إنتر ثمن إهدار تلك الفرص بعد أن صنع كوكي أيضا الهدف الثاني إذ وصلت تمريرته إلى داخل المنطقة لتجد ديباي الذي استلم الكرة وسدد أرضية قوية في الزاوية السفلية للمرمى.

وكان من الممكن أن يفوز أتلتيكو قبل الدخول للوقت الإضافي عندما مرر غريزمان لرودريغو ريكيلمي لكن الأخير أطلق تسديدة مباشرة فوق العارضة ليجلس دييغو سيميوني على مقاعد البدلاء في حالة عدم تصديق. واستفاد أتلتيكو من ركلات الترجيح واندفع الجميع في الملعب نحو الاحتفال بينما أجهش سيميوني بالبكاء بعد فوزه على ناديه السابق وزميله السابق إينزاغي.

من جهته، أحرز جيدون سانشو لاعب بروسيا دورتموند هدفا في الدقيقة الثالثة وأضاف ماركو ريوس هدفا آخر في الوقت المحتسب بدل الضائع ليقودا فريقهما للفوز بهدفين لصفر على أيندهوفن الهولندي الأربعاء والتأهل إلى دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في ثلاث سنوات بعد انتصار الفريق 3 – 1 في مجموع المباراتين.

وأطلق سانشو، المعار من مانشستر يونايتد، تسديدته من بين ساقي أحد لاعبي أيندهوفن لترتطم بالقائم وتسكن الشباك في الدقيقة الثالثة. وهذا هو الهدف الثاني في مباراتين لسانشو الذي عاد إلى دورتموند في يناير الماضي على سبيل الإعارة من يونايتد بعد أن فقد فرصه مع المدرب إريك تن هاغ.

وكان اللاعب قد انضم إلى يونايتد من دورتموند مقابل 85 مليون يورو (93 مليون دولار) في عام 2021 بموجب صفقة مدتها خمس سنوات، لكنه فشل في الاحتفاظ بمكان أساسي وشارك في ثلاث مباريات فقط هذا الموسم قبل العودة إلى الفريق المنتمي لوادي الرور في يناير الماضي.

وسجل سانشو أيضا هدفا في الفوز 2 – 1 في الدوري الألماني يوم السبت على فيردر بريمن. وكاد دونيل مالين يسجل هدفا آخر لأصحاب الأرض بعد ذلك بقليل، لكن تسديدته المنخفضة مرت بجوار القائم البعيد.

وتحسن أداء أيندهوفن الهولندي، الذي بلغ دور الثمانية بدوري الأبطال لآخر مرة في 2007، بعد الاستراحة وأطلق البديل هيرفينغ لوزانو تسديدة صاروخية في القائم من 25 مترا في الدقيقة الثانية والخمسين. وراوغ يوهان باكايوكو بعد ذلك المدافع ماتس هوملز لكنه لم يتمكن من التغلب على غريغور كوبيل حارس دورتموند في الدقيقة 70.

واعتقد نيكلاس فولكروغ أنه هدأ من توتر أصحاب الأرض وحسم المباراة عندما سدد كرة مباشرة من ركلة حرة نفذها ريوس في الدقيقة 77 لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل واضطر الفريق الألماني لتحمل المزيد من الضغط من منافسه الهولندي.

وكاد لوك دي يونغ يرسل المباراة نحو الوقت الإضافي عندما ترك دون رقيب أمام المرمى، لكنه بدلا من أن يسدد الكرة في الشباك أرسلها فوق العارضة في الوقت المحتسب بدل الضائع. ثم حسم دورتموند النتيجة في الهجمة التالية حيث أكمل ريوس هجمة مرتدة سريعة ليحقق الفوز.

وهكذا تأهلت إلى دور ربع النهائي، فرق برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد من إسبانيا، وأرسنال ومانشستر سيتي من إنجلترا، إضافة إلى بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند من ألمانيا وباريس سان جيرمان من فرنسا.