أبل تسعى لصناعة شاشات أجهزتها ذاتيا

تقنية "ميكرو إل.إي.دي" لإنتاج شاشات الهواتف والساعات الذكية.
الأحد 2023/01/15
بعيدا عن سامسونغ وإل جي

تحاول شركة أبل، أحد عمالقة التكنولوجيا، الاعتماد على مخابرها ومصانعها في صنع شاشات أجهزتها باعتماد تقنية “ميكرو إل.إي.دي” الأكثر دقة من التقنيات الحالية وذلك للتقليل من الاعتماد على الشركات الأخرى مثل سامسونغ وإل.جي، وهو خيار يمنح الشركة مزيدا من التحكم في تصميم منتجاتها وقدراتها.

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - تخطط شركة أبل للبدء في استخدام شاشاتها الخاصة في أجهزة الهواتف المحمولة واستبدال الشاشات في أعلى ساعاتها الذكية بداية من 2024، وهي خطوة تهدف لتقليل اعتمادها على شركات التكنولوجيا الأخرى مثل سامسونغ و”إل.جي”.

وتعد هذه التغييرات جزءا من جهد شامل لاستبدال إمدادات أبل بأجزاء محلية، وهو تعهد يمنح الشركة مزيدا من التحكم في تصميم منتجاتها وقدراتها.

ومن المقرر أن تحمل الشاشات تحديثاً للتقنية القياسية الحالية “أو.إل.إي.دي”، وتعني الباعث العضوي الثنائي للضوء بتقنية أخرى تسمى “ميكرو إل.إي.دي”، وهي تقنية أفضل دقة ووضوحا وتباينا في الألوان بسبب كونها مؤلفة من صمامات ثنائية باعثة للضوء متناهية في الصغر.

وتقنية “مايكرو أل.إي.دي” تشبه تقنية أوليد، لكنها تعتمد صمامات “أل.إي.دي” غير العضوية لكن بأحجام أصغر كثيرا من السابق وبمعدل 3 صمامات في كل بيكسل.

الجيل الجديد من شاشات آبل يوفر ألواناً أكثر سطوعاً وحيوية، كما توفر خاصية الرؤية من زاوية بشكل أفضل
الجيل الجديد من شاشات أبل يوفر ألواناً أكثر سطوعاً وحيوية، كما توفر خاصية الرؤية من زاوية بشكل أفضل 

ويعني ذلك أنها تضم عددا أكبر من الصمامات التي يمكن إضاءة وإطفاء كل منها بشكل منفصل، الأمر الذي يتيح درجة أعلى من وضوح الصورة والألوان.

وتخطط الشركة الأميركية العملاقة في النهاية لاستخدام الشاشات الجديدة في الأجهزة الأخرى، بما فيها آيفون.

هذا التغيير يعد جزءاً من مجهودات أبل الحثيثة لاستبدال مورديها بمنتجات من صناعتها، وهي خطوة ستمنح الشركة مزيداً من التحكم في تصميمات وقدرات منتجاتها.

وتخلى عملاق التكنولوجيا الأميركي عن رقائق شركة “إنتل” الموجودة في أجهزة الكمبيوتر ماك لصالح منتجاتها الخاصة، كما تخطط للقيام بالمثل في المكونات اللاسلكية الرئيسية في أجهزة آيفون.

ورفض ممثل الشركة التي يقع مقرها في كابرتينو بولاية كاليفورنيا التعليق على الأمر.

وبدأ العمل على استبدال شاشات أبل منذ سنوات، حيث أعلنت بلومبيرغ لأول مرة في 2018 عن خطة الشركة في تصميم شاشاتها الخاصة، والبداية من ساعات أبل الذكية.

وتشكل الخطوة ضربة بالنسبة إلى شركتي سامسونغ و”إل.جي”، الموردين الرئيسيين للشاشات المستخدمة في الساعات الذكية.

ويقود وي تشين مشروع أبل وهو مدير مجموعة الشركة لتكنولوجيا الشاشات القابع ضمن قسم تكنولوجيا الأجهزة الذي يديره جوني سروغي.

وبدأت الشركة في اختبارات شاشات “ميكرو إل.إي.دي” أثناء تطوير أجهزة أبل ووتش ألترا والساعات الرياضية الجديدة عالية الفئة.

جيل جديد

وتم تصميم الجيل الجديد من الشاشات ليوفر ألواناً أكثر سطوعاً وحيوية مقارنة بساعات أبل الذكية الحالية، كما توفر خاصية الرؤية من زاوية بشكل أفضل.

وستجعل هذه الشاشات المحتوى يبدو كما لو كان مرسوما على الزجاج، وفقا للأشخاص الذين رأوها، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المشروع لا يزال قيد التحضير.

وستكون شاشات “ميكرو إل.إي.دي” الشاشة الأولى المصممة والمنتجة كلياً بشكل داخلي في أبل، حيث تحصل الشركة على الشاشات من مجموعة من المصنعين منهم “اليابان للشاشات” و”شارب” و”بي.أو.إي تكنولوجي”، إضافة إلى سامسونغ و”إل.جي”.

ورفضت كل من سامسونغ و”إل.جي” التعليق على الأمر. وطبقاً للحسابات التي جمعتها وكالة بلومبيرغ، تشكل أبل 36 في المئة من عائدات “إل.جي” للشاشات، فيما تحصل سامسونغ، التي تعد منافساً لأبل إضافة إلى كونها مورداً لها على 6.6 في المئة من عائداتها عن طريق مبيعاتها المسجلة من مصنع آيفون.

وأفادت تقارير بلومبيرغ آنذاك أنه تم تكثيف العمل في المشروع الذي يحمل الكود “تي 159” في 2018 حيث وضعت أبل هدفاً ببدء التحول إلى شاشات “ميكرو إل.إي.دي” أوائل 2020. لكن المشاركين في المشروع أشاروا إلى ضعف المشروع بسبب التكلفة المرتفعة والصعوبات التكنولوجية.

التغييرات تعد جزءا من جهد شامل لاستبدال إمدادات أبل بأجزاء محلية، وهو تعهد يمنح الشركة مزيدا من التحكم في تصميم منتجاتها
التغييرات تعد جزءا من جهد شامل لاستبدال إمدادات أبل بأجزاء محلية، وهو تعهد يمنح الشركة مزيدا من التحكم في تصميم منتجاتها

وكان هدف أبل في البداية هو تضمين التكنولوجيا في شاشات العرض الكبيرة، لكن هذه المخاوف دفعتها إلى التركيز بدلاً من ذلك على ساعتها، التي يبلغ قياس شاشتها حوالي بوصتين، وجعله أول جهاز محمول يحمل هذه الإمكانيات.

وأوضح المشاركون في المشروع أن هدف أبل قد يتأخر إلى عام 2025 بدلاً من 2024، حيث قد تضطر الشركة لتوفير إمدادات محدودة للأجهزة الجديدة لبدء التحول. وعلى الأغلب ستعتمد أبل على موردين خارجيين للتعامل مع الإنتاج الضخم، رغم انتهائها من تصميم شاشاتها الجديدة وتجهيز عمليات التصنيع.

وتدير الشركة منشأة تبلغ مساحتها 62 ألف قدم مربع في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الواقعة على بعد حوالي 15 دقيقة من مقرها الرئيسي في أبل بارك حيث تجري اختباراً لتصنيع الشاشات، كما أنها تمتلك منشأة للبحث والتطوير في تايوان.

وخصصت أبل عدة مليارات من الدولارات حتى الآن للمشروع، والذي يعتبر أحد أكثر المشاريع الحرجة في الشركة، بجانب محاولاتها لتطوير سيارة كهربائية، وسماعات الواقع المختلط إضافة إلى ميزات صحية رئيسية لساعاتها.

وتعد الشاشات الجديدة أهم التغييرات القادمة لساعات أبل الذكية على المدى القريب، كما تخطط الشركة لتقديم نماذج جديدة بنهاية هذا العام، لكن مع تحديثات متواضعة ترتكز على رقائق ذكية أكثر سرعة وتعديلات طفيفة في جهاز الاستشعار الصحي. في حين لم تقم أبل بإجراء تحديثات على المعالج الرئيسي لساعاتها الذكية منذ ثلاث سنوات.

وصنعت الشركة أيضاً شاشات مخصصة لسماعاتها القادمة، التي ستستخدم تكنولوجيا شبيهة بشاشات “مايكرو إل.إي.دي” في الساعات الذكية القادمة. بالرغم من أن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن تحول أبل أجهزة أيفون إلى “ميكرو إل.إي.دي”، فإنها تخطط لاستخدام تقنية “أو.إل.إي.دي” في أجهزة آيباد مع طراز برو في عام 2024.

وجاء تحول أبل إلى تقنية “ميكرو إل.إي.دي” بعد وقت طويل فقد بدأت المجهودات في 2014 عندما اشترت أبل شركة “لوكس فيو” الناشئة التي ابتكرت تقنية “ميكرو إل.إي.دي”.

وبدأ تطوير شاشات أبل الخاصة بقيادة المدير التنفيذي المخضرم لين يونغز داخل قسم هندسة الأجهزة، لكن تم نقل العمل قبل عامين إلى اختصاص جوني سروغي الذي يشرف على مجموعة الشرائح المخصصة للشركة.

13